۰.وأراه خليلَه عليه السلام فقال : «وَكَذَ لِكَ نُرِى إِبْرَ هِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ » وكيف يَحمِلُ حملةُ العرش اللّه َ ، وبحياته حَيِيَتْ قلوبُهم ، وبنوره اهْتَدَوْا إلى معرفته؟!».
۲.أحمدُ بن إدريسَ ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن صفوانَ بن يحيى ، قال : سألني أبو قُرَّةَ المحدّثُ أن اُدْخِلَه على أبي الحسن الرضا عليه السلام ، فَاسْتأذَنْتُهُ ، فأذِنَ لي ، فدَخَلَ فسألَه عن الحلالِ والحرامِ ، ثمَّ قال له : أفَتُقِرُّ أنّ اللّه َ محمولٌ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام : «كلُّ محمولٍ مَفعولٌ به مُضافٌ إلى غيره ، مُحتاجٌ ، والمحمولُ اسمُ نَقصٍ في اللفظ ، والحامل فاعلٌ وهو في اللفظ مِدْحَةٌ ، وكذلك قول القائل : فوق وتحت وأعلا وأسفل ، وقد قال اللّه : «وله الأسماء الحسنى فادعوه بها» ولم يَقُلْ في كتبه إنّه المحمول ، بل قال : إنّه الحاملُ في البرّ ، والبحر ، والممسكُ السماوات والأرض أن تزولا ، والمحمولُ ما سِوَى اللّه ِ ، ولم يُسمَعْ أحدٌ آمَنَ باللّه وعظمته قَطُّ قال في دعائه : يا محمول» .
قال أبو قُرَّةَ : فإنّه قالَ : «وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَـلـءِذٍ ثَمَـنِيَةٌ » وقال : «الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ» . فقال أبو الحسن عليه السلام : «العرشُ ليس هو اللّه ، العرشُ اسمُ علمٍ وقدرةٍ ، وعرشٍ فيه كلُّ شيء ، ثمَّ أضافَ الحملَ إلى غيره : خَلْقٍ مِن خَلْقِه ؛ لأنّه استَعْبَدَ خَلقَه بحمل
العقول، لا الجسمانيّة المدرَكة بالآلات الجسمانيّة.
وقوله: ( والعرش اسمُ عِلْمٍ وقدرة، وعرش فيه كلّ شيء ) أي العرش اسم مشترك يطلق على علمه سبحانه علم تفصيلي في موجود عيني، وعلى قدرته سبحانه في مظهرها، ويطلق على ما فيه كلّ شيء علما أو عيانا ۱ ، كالروحاني من المحيط أو الجسماني منه.
ولمّا كان اللّه سبحانه هو الحاملَ والحافظَ بالحقيقة لكلّ شيء، قال: أضاف الحمل إلى خلقه؛ لأنّه استعبد خلقه بحمل عرشه وهم حملة علمه، واستعبد خلقا بتسبيحه