425
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۰. السَّمَآءِ إِلَـهٌ وَ فِى الْأَرْضِ إِلَـهٌ » فلم أدْرِ بما اُجيبُهُ ، فَحَجَجْتُ فَخَبَّرْتُ أبا عبد اللّه عليه السلام فقال : «هذا كلامُ زنديقٍ خبيثٍ ، إذا رجعتَ إليه فقل له : ما اسمُك بالكوفة؟ فإنّه يقول: فلانٌ ، فقُلْ له : ما اسمُك بالبصرة؟ فإنّه يقول : فلان ، فقُلْ : كذلكَ اللّه ربُّنا ، في السماء إلهٌ ، وفي الأرض إلهٌ ، وفي البحار إلهٌ ، وفي القِفار إلهٌ ، وفي كلّ مكانٍ إلهٌ» . قالَ : فَقَدِمْتُ فأتَيْتُ أبا شاكرٍ ، فأخبرتُه ، فقالَ : هذه نُقِلَتْ من الحجازِ .

باب العرش والكرسيّ

۱.عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمدَ بن محمّد البرقي ، رَفَعَه ، قال :سألَ الجاثليقُ أميرَ المؤمنين عليه السلام فقال : أخبِرْني عن اللّه ـ عزَّ وجلَّ ـ يَحمِلُ العَرشَ أم العرشُ يَحمِلُه؟ فقالَ أميرُ المؤمنين عليه السلام : «اللّه ُ ـ عزَّ وجلَّ ـ حاملُ العرشِ والسماواتِ والأرضِ وما فيهما وما بينهما ، وذلك قولُ اللّه عزَّ وجلَّ : «إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَ لَـلـءِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّنم بَعْدِهِى إِنَّهُو كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا » ، قال : فَأخْبِرْني عن قوله : «وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَـلـءِذٍ ثَمَـنِيَةٌ » فكيف قال ذلك وقلتَ : إنّه يَحمِلُ العرشَ والسماواتِ والأرضَ؟! فقال أمير المؤمنين عليه السلام : «إنّ العرشَ خَلَقَه اللّه ُ تعالى من أنوارٍ أربعةٍ :

قوله: (ما اسمك بالكوفة ؟) المراد بالاسم هنا ما يشمل الاسم وما بمنزلته من الصفات التي تطلق على الشيء ويعبَّر بها عنه.

باب العرش والكرسيّ

قوله: (اللّه تعالى ۱ حامل العرش والسماوات والأرض وما فيهما وما بينهما).
لعلّ المراد بالحامل: الحافظُ الذي يُمسك المحمولَ عن السقوط والزوال؛ يدلّ عليه قوله: (ذلك قول اللّه : « إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَـوَ تِ » ۲ ).
وقوله: (إنّ العرش خلقه اللّه تعالى من أنوار أربعة . . . ).
لمّا كان العرش يطلق على الجسم المحيط، وعلى النفس العقلانيّة المتعلّقة به،

1. في الكافي المطبوع: «عزّ وجلّ».

2. فاطر (۳۵): ۴۱ .


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
424

۰.زَعَمَ أنَّ اللّه من شيء ، أو في شيء ، أو على شيء فقد كَفَرَ» . قلتُ : فَسِّرْ لي؟ قال : «أعني بالحَواية من الشيء له ، أو بإمساك له ، أو مِن شيءٍ سَبَقَه» .
وفي رواية اُخرى : «من زَعَمَ أنَّ اللّه من شيء فقد جَعَلَه مُحْدَثا ، ومن زَعَمَ أنّه في شيء فقد جَعَلَه مَحصورا ، ومن زَعَمَ أنّه على شيء فقد جَعَلَه مَحمولاً» .
في قوله تعالى : « وَ هُوَ الَّذِى فِى السَّمَآءِ إِلَـهٌ وَ فِى الْأَرْضِ إِلَـهٌ »

۱۰.عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هِشام بن الحَكَمَ ، قالَ :قالَ أبو شاكر الدَّيَصانيّ : إنَّ في القرآن آيةً هي قولُنا ، قلتُ : ما هي؟ فقال : « وَ هُوَ الَّذِى فِى

قوله: (أعني بالحواية من الشيء له...) . قوله: «بالحواية من الشيء له» تفسير لقوله: «في شيء».
وقوله: (أو بإمساك له) تفسير لقوله: «على شيء» .
وقوله: (أو من شيء سبقه) تفسير لقوله: «من شيء» .
وقوله: (في الرواية الاُخرى: من زعم أنّ اللّه من شيء فقد جعله محدثا) لمسبوقيّته بما هو منه، والقول بمحدَثيّة المبدأ كفرٌ صريح، وباطلٌ فضيحٌ.
( ومن زعم أنّه في شيء فقد جعله محصورا ) ومحصوريّته مستلزمة لإمكانه، ومبطلة لمبدئيّته وإلهيّته؛ والقولُ بإمكانه وإنكار مبدئيّته، وما في قوّته ومستلزم له كفرٌ.
( ومن زعم أنّه على شيء ) كما يكون الجسم على الجسم والمتمكّن على مكانه ومقرّه ( فقد جعله محمولاً ) وبعد كون المحمول اسمَ نقصٍ ، فكونُه على شيء كونَ الجسم على الجسم مستلزمٌ لتحيّزه وإمكانه وافتقاره إلى غيره في وجوده ومايتبعه، والقول بإمكانه وافتقاره في وجوده كفرٌ.
قوله: (في قوله: « وَ هُوَ الَّذِى فِى السَّمَآءِ إِلَـهٌ . . . » ۱ ).
هذا أيضا قول المؤلّف كنظرَيْه السابقين.

1. الزخرف (۴۳): ۸۴ .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5723
صفحه از 672
پرینت  ارسال به