423
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۷.وبهذا الإسناد ، عن سهل ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمّد بن مارد : أنَّ أبا عبد اللّه عليه السلام سئل عن قول اللّه عزّ وجلّ : « الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى » فقال : «استوى من كلّ شيءٍ ، فليس شيءٌ أقربَ إليه من شيءٍ».

۸.وعنه ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن صفوانَ بن يحيى ، عن عبد الرحمن بن الحَجّاج ، قالَ : سألتُ أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه تعالى : « الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى » فقال : «استوى في كلّ شيء ، فليس شيءٌ أقربَ إليه من شيء ، لم يَبْعُدْ منه بعيدٌ ، ولم يَقْرُبْ منه قريبٌ ، استوى في كلِّ شيءٍ» .

۹.وعنه ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النَّضْر بن سُوَيدٍ ، عن عاصم بن حُمَيدٍ ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : «مَن

قوله: (استوى من ۱ كلّ شيء، فليس شيء أقربَ إليه من شيء) أي ليس استواؤه على العرش بمعنى الاستقامة والاعتدال في الجلوس، أو القيام، بل استواؤه على العرش الاعتدال في النسبة إلى كلّ شيء، وعدم اختلاف نسبته من ۲ الأشياء بالقرب والبُعد.
ولعلّ المراد بكونه «على العرش» علمُه به وبما فيه مشرفا عليه، والمرادَ بالعرش هنا ۳ العرش الذي فيه كلّ شيء علما وحوايةً وهو المحيط بالكرسيّ، والسماوات وما فيهنّ، والأرضِ وما بينهنّ بما فيه من النفس والروح الجسماني والعقلاني.
وتسميته عرشا باعتبار الأنوار التي فيه وهي المحيطة بالعلوم بأنواعها، فاُطلق على متعلّق النور الجامع لهذه العلوم كما أُطلق على العلوم نفسها.

1. في الكافي المطبوع: «على».

2. في «ل»: «إلى».

3. في «خ»: «هاهنا»، في «ل»: «هذا».


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
422

۰. نَّجْوَى ثَلَـثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَ لاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ » فقالَ : «هو واحدٌ واحديُّ الذاتِ ، بائنٌ من خَلْقِه ، وبذاك وَصَفَ نفسَه : « وهو بكلِّ شيء محيطٌ » بالإشراف والإحاطةِ والقدرةِ « لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِى السَّمَـوَ تِ وَ لاَ فِى الْأَرْضِ وَ لاَ أَصْغَرُ مِن ذَ لِكَ وَ لاَ أَكْبَرُ » بالإحاطة والعلم ، لا بالذَّات ؛ لأنَّ الأماكنَ محدودةٌ تَحويها حدودٌ أربعةٌ ، فإذا كانَ بالذات لَزِمَها الحَوايةُ».
في قوله : « الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى »

۶.عليُّ بن محمّد ومحمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن موسى قوله:(هو واحد واحديّ الذات . . . ) «واحِدِيٌّ» مبالغة الواحد كالأحديّ للأحد. والمبالغة في واحديّة الذات إشارة إلى الواحديّة من جميع الجهات، وعدم التكثّر في الذات بوجه من الوجوه، فلا يصحّ عليه المشاركة لخلقه بجهة من الجهات الذاتيّة ولا الصفات الحقيقيّة التي مرجعها إلى الذات، فهو بائن من خلقه وهو سبحانه بذلك وصف نفسَه في كتابه الكريم، فإحاطته سبحانه بكلّ طائفة ليست إحاطةً بجهة الذات، بل إحاطة بالإشراف والاطّلاع، فعلمه محيط بالكلّ، وكلّ شيء معلوم له، وقدرته محيطة بالكلّ، وكلٌّ مقدور له، لا يعزب عنه مقدار ۱ ذرّة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر للإحاطة بالعلم ۲ ، وليس إحاطته سبحانه بكلّ شيء بالذات؛ لأنّ الأماكن محدودة، فإذا كان إحاطته بالذات، فإن كانت بالدخول في الأمكنة، لزم كونه مُحاطا بالمكان كالمتمكّن، وإن كانت بالانطباق على المكان ، لزم كونه محيطا بالمتمكّن كالمكان.
قوله: (في قوله: « الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى » ۳
).
هذا كلام المؤلّف، أي روي في بيان قوله تعالى: « الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى » هذه الرواياتُ الآتيةُ.
الخَشّاب ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه سُئلَ عن قول اللّه عزّ وجلّ : « الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى » فقالَ : «استوى على كلّ شيء ، فليس شيءٌ أقربَ إليه من شيء» .

1. في «ل»: «مثقال».

2. في «ل»: «بالإحاطة والعلم».

3. طه (۲۰): ۵.

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5871
صفحه از 672
پرینت  ارسال به