۰.وهكذا جميعُ الأسماء وإن كُنّا لم نَسْتَجْمِعْها كلَّها ، فقد يَكتفي الاعتبارُ بما ألْقَيْنا إليك ، واللّه ُ عَونُك وعَونُنا في إرشادِنا وتوفيقِنا».
باب تأويل الصمد
۱.عليُّ بن محمّد ومحمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن الوليد ـ ولَقَبُه شَبابٌ الصيرفيّ ـ عن داودَ بن القاسم الجعفريّ ، قال :قلتُ لأبي جعفر الثاني عليه السلام : جُعِلتُ فداك ، ما الصمد؟ قال : «السيّدُ المصمودُ إليه في القليلِ والكثيرِ» .
اللّه تعالى على ۱ غلبته على جميع الأشياء بالإيجاد والفاعليّة وتلبّسِ جميع الأشياء بالذلّ له، وأن ليس لها الامتناع عن إرادته وأمره سبحانه والخروج عنها طرفةَ عين، وهكذا جميع أسمائه سبحانه يقع عليه بغير المعنى الذي يطلق في عباده.
باب تأويل الصمد
قوله: (ما الصمد ؟) أي ما معنى الصمد في أسمائه سبحانه ؟ وأجابه ۲ عليه السلام بأنّ المراد به السيّد المصمود إليه في كلّ شيء قليلهِ وكثيرِه، يعني الذي يكون عنده كلُّ ما يحتاج إليه كلّ شيء، ويكون رفع حاجة الكلّ إليه، ولم يَفْقِد في ذاته شيئا ممّا يحتاج إليه الكلّ ، فالصمد ـ بالتحريك ـ مأخوذ من الصَمْد بمعنى القصد.
ولا يبعد أن يكون الصَمْد في الأصل الجامعيّةَ وعدمَ الخلوّ عمّا يصحّ أن يكون له ومنه، وفقدِه ۳ إيّاه، أو عمّا يصحّ أن يُطلب منه ويرفعَ الحاجة إليه فيه، ثم اُطلق في الاستحقاق لأن يطلب منه ويُقصد إليه في الطلب، فيفسَّر الصمد بالقصد، وفي عدم الخلوّ عمّا يمكن أن يكون في الشيء وكونِه غيرَ خالٍ عمّا يمكن أن يكون فيه، فيفسّر الصمد ـ بالتحريك ـ بالمصمَت الذي لا جوف له، فوقع في أحاديثهم عليهم السلامتارة