373
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
372

۰.مَدخَلٌ ، وخالِقُنا لا مَدْخَلَ للأشياء فيه ؛ لأنّه واحدٌ ، واحديُّ الذات ، واحديُّ المعنى ، فرضاه ثوابُه ، وسخطُه عقابُه من غير شيء يَتداخَلُه فيُهَيِّجَهُ ويَنقُلَهُ من حالٍ إلى حالٍ ؛ لأنّ ذلك من صفة المخلوقينَ العاجزينَ المحتاجينَ» .

۷.عدَّة من أصحابنا ، عن أحمدَ بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمير ، عن ابن اُذَينَةَ ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :«المشيئةُ مُحْدَثَةٌ» .

جملة القول في صفات الذات وصفات الفعل

۰.إنَّ كلَّ شيئينِ وَصَفْتَ اللّه بهما وكانا جميعا في الوجود فذلك صفةُ فِعْلٍ . وتفسير هذه

بإعمال صفاته وآلاته (مركّبٌ) من اُمور مختلفة وجهات متفرّقة ، (للأشياء) من الصفات والآلات والجهات (فيه مدخل، وخالقنا) تبارك اسمه وتعالى شأنه (لا مدخل للأشياء فيه) لاستحالة التركّب في ذاته ولو بجهات واعتبارات؛ فإنّه واحد وأحديّ الذات وأحديّ المعنى؛ لما سبق ۱ كما سبق في بيان التوحيد، فإذن لا كثرة فيه، لا في ذاته، ولا في صفاته الحقيقيّة، فالاختلاف عند الرضا والسخط لا يكون في الذات ولا في الصفات الحقيقية، إنّما الاختلاف حينئذٍ بالفعل، فيثيب عند الرضا، ويعاقِب عند السخط من غير مداخلة شيء فيه يهيّجه وينقله من حال إلى حال؛ لأنّ ذلك ينافي وجوب الوجود، فلا يكون من صفته سبحانه، بل من صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين.
قوله: (المشيّة محدَثة) أي متأخّرة عن الذات تأخُّرَ الصادر المخرج عن العدم إلى الوجود عن مبدئه الذي يَفيض وجوده منه.
قوله: (جملة القول في صفات الذات وصفات الفعل).
هذا ليس من تتمّة الحديث، بل كلام للشيخ رحمه الله للتنبيه على معنى صفة الذات وصفة الفعل والتمييز بينهما؛ فإنّ أحاديث هذا الباب مذكورة في كتاب التوحيد
للشيخ الصدوق ابن بابويه رحمه الله ۲ وليس فيه «جملة القول...» بل فيه بيان المعيار المميّز بين صفات الذات وصفات الفعل بوجه قريب من كلام المصنّف رحمه الله كما قيل.
وتلخيص كلام المصنّف في المميّز بين صفات الذات وصفات الفعل: أنّ كلّ صفة يوصَف بها بالنسبة إلى شيء، وبمقابلها بالنسبة إلى آخَرَ، فهي من صفات الفعل، وبالنسبة إلى الفعل كالإرادة والرضا والحبّ؛ فإنّ في الوجود ما يريده وما لا يريده، وما يرضاه وما يسخطه، وما يحبّه وما يبغضه؛ وكلَّ صفة من صفات الذات لا يصحّ الاتّصاف بمقابلها كالعلم والقدرة والحلم والحكمة والعزّ والمُلك ، ولا يصحّ أيضا أن يسند بالإرادة.
وتحقيقه: أنّ ما للذات بذاته من دون أن يكون متحصّلاً بالنسبة إلى غيره من أفعاله، فهو صفة الذات، كالعلم والقدرة والحلم والعزّ والحكمة؛ فإنّها وإن كانت ذاتَ نسبةٍ إلى الغير ويتبعها نسبةٌ ، إلاّ أنّها ليست متحصّلةَ المعاني بالنسب، وماله من الصفات المتحصّلة المعاني بالنسبة إلى فعله، فهو من صفات الفعل، كالإرادة والرضا والحبّ ومقابلاتها، والذي ينبغي أن يُنَبّه عليه في هذا المقام أنّ كون الإرادة من صفات الفعل، وكونَها متحصّلة المعنى بالنسبة إلى الغير لا ينافي كونَها غير زائدة على الداعي، يعني العلم بالنفع؛ لأ نّه لا يلزم من كون العلم غيرَ متحصَّلِ المعنى بالغير كون العلم بالنفع ـ بما هو علم بالنفع ـ غيرَ متحصّل المعنى بالغير، كما أنّ الخشب بما هو خشب غير متحصّل المعنى والحقيقةِ بشيء من العوارض، وبما هو سرير متحصّل المعنى والقوامِ بالهيئة السريريّة، فكما أنّ السرير اسم للخشب بهيئته السريريّة، والخشبَ اسم له بما هو خشب من غير اعتبار شيء آخَرَ فيه، كذا الداعي اسم للعلم بتعلّقه بالنفع، والعلم اسم له من غير اعتبار التعلّق والمتعلّق، وإن كان يتبعه ويلزمه التعلّق بمتعلّق.

1. في «خ»: - «لما سبق».

2. التوحيد، ص ۱۳۹ ـ ۱۴۹، باب صفات الذات وصفات الأفعال، ح ۱ ـ ۱۹.

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5899
صفحه از 672
پرینت  ارسال به