353
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۵.عليُّ بن محمّد ، رَفَعَه ، عن محمّد بن الفَرَجِ الرُّخَّجِيّ ، قال : كتبتُ إلى أبي الحسن عليه السلام أسألُه عمّا قالَ هِشامُ بن الحكم في الجسم وهِشام بن سالمٍ في الصورةِ ، فكَتَبَ : «دَعْ عنك حَيْرَةَ الحَيْرانِ وَاسْتَعِذْ باللّه من الشيطان ، ليس القولُ ما قالَ الهِشامانِ» .

قوله: (أيّ فحش أو خَنَإٍ) أي أيُّ قبيح شديد القبح في المناهي، أو أيّ قول في المخاطب والمحكيّ عنه بوصفه ۱ بما لا يليق به بالغا في الظلم والعدوان غايتَه (أعظم من قول مَن يصف سبحانه ۲ بجسم أو صورة).
ولعلّ الفحش ناظر إلى الجسم، والخنأ إلى الصورة؛ فإنّ الأوّل تعبير عن الذات. والثانيَ عن الصفات، ولم يتعرّض عليه السلام لتوبيخهما لعدم ثبوت القولين، إنّما بالَغَ في بطلان المحكيّ عنهما.
قوله: (دَعْ عنك حيرةَ الحيران...).
يحتمل هذا الكلام وجهين:
أحدهما: أن يحمل السؤال على أنّه كيف قالا بهذين القولين مع اختصاصهما بالأئمّة وشناعةِ القولين ؟!
والجواب على أنّه لا تتحيّر، ودع التحيّر، وادفعه عنك، واستعذ باللّه من وسوسة الشيطان لك بسوء الظنّ بهما وقولهما بما يحكي عنهما مخالفَيْن للمعصومين، أو كاذبَيْن عليهم، وباتّهام الأئمّة بترك هدايتهما وجواز الكون على مثل هذا القول، وكون الجاهل في مثله معذورا.
وقوله: (ليس القول) أي ليس هذا القول الذي حكيته (ما قاله ۳ الهشامان).

1. في «ل» : + «عنه» .

2. في الكافي المطبوع: + «خالق الأشياء».

3. في الكافي المطبوع: «ما قال».


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
352

۰.وكَلَّتْ دونَه الأبصارُ ، وضَلَّ فيه تصاريفُ الصفات ، احْتَجَبَ بغير حجابٍ محجوبٍ ، وَاسْتَتَرَ بغير سِتْرٍ مستورٍ ، عُرِفَ بغير رؤيةٍ ، ووُصِفَ بغير صورةٍ ، ونُعِتَ بغير جسمٍ ؛ لا إلهَ إلاّ اللّه ُ الكبيرُ المتعال» .

۴.محمّدُ بن أبي عبداللّه ، عمّن ذَكَرَه ، عن عليّ بن العبّاس ، عن أحمدَ بن محمّد بن عن الاتّصاف بما في الأوهام والمشاعر ولوازمها، كيف وما فيها إمّا ما يصحّ عليه التقدّر، أو المنتزع ممّا يصحّ عليه التقدّر والإحاطة بالمقدار (عجزت دونه العبارة) لأنّ التعبير بألفاظ موضوعةٍ لمعانٍ متحصّلة في الأذهان مُحاطة بها ، وهو يتعالى عن أن يُحاط به (وكلّت دونه الأبصار) لعجزها عن إدراك ما لا يحصل فيها ، وهو سبحانه أجلُّ من أن يوصف بصفات المُحاط بها.
وقوله:
(وضلّ فيه تصاريف الصفات) أي لم يهتدِ إليه ۱ تبيينات الصفات، ولا سبيل لتبيين الصفات إلى ذاته؛ لتنزّهه وتقدّسه عمّا يحصل في الأذهان من الصفات.
وقوله: (واحتجب بغير حجاب محجوب) بغير حجاب يحجبه ، وهو الحجاب الذي يكون باطنه محجوبا؛ فإنّ ما لا يكون باطنه محجوبا لا يكون حاجبا، وما لا يكون باطنه مستورا لا يكون ساترا، فلا حَجْب إلاّ للمحجوب بقدر محجوبيّته، ولا ستر إلاّ للمستور بقدر مستوريّته (عُرف) أي بخصوصه إدراكا لا يعتريه الاشتراك (بغير رويّة ووصف) بما يميّزه، ولا يحوم حوله الاشتباه (بغير صورة) أي صفة وجوديّة قائمة به سبحانه (ونُعت بغير جسم) أي وصف بما يعدّ من محاسنه، ويكون جمالاً له من غير أن يكون جسما قابلاً له ولمقابله (لا إله إلاّ اللّه ) المتوحّد بالإلهيّة، وهذا ناظر إلى معرفته بخصوصه منزّها عن وصمة الاشتراك (الكبير) أي الرفيع الشريف المقدّس عن مقارنة الصفات والصور، وهو ناظر إلى وصفه بغير صورة (المتعال) عن شبه الأجسام ومشاكلة الموادّ، وهو ناظر إلى نعته بغير جسم.
أبي نصر ، عن محمّد بن حكيم ، قال : وصفتُ لأبي إبراهيمَ عليه السلام قول هِشام بن سالم الجَواليقيّ ، وحَكَيْتُ له قولَ هشام بن الحكم: إنّه جسمٌ ، فقال : «إنَّ اللّه َ تعالى لا يُشبِهُه شيءٌ ، أيُّ فُحْشٍ أو خَنا أعظمُ من قول من يَصِفُ خالقَ الأشياء بجِسْمٍ أو صورةٍ أو بخِلْقَةٍ أو بتحديدٍ وأعضاءٍ؟ تعالى اللّه ُ عن ذلكَ عُلُوّا كبيرا» .

1. في «ل»: «إليها».

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6000
صفحه از 672
پرینت  ارسال به