333
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۰.أعبُدُ ربّا لم أرَهُ» ، قال : وكيف رأيتَه؟ قال : «ويلك ، لا تُدرِكُهُ العيونُ في مشاهَدَة الأبصارِ ، ولكن رَأتْهُ القلوبُ بحقائق الإيمان» .

۷.أحمدُ بن إدريسَ ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن صَفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حُمَيْدٍ ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :ذاكرتُ أبا عبداللّه عليه السلام فيما يَرْوون من الرؤية ، فقال : «الشمس جزءٌ من سبعين جزءا من نور الكرسيِّ ، والكرسيُّ جزءٌ من سبعين جزءا من نور العرش ، والعرشُ جزءٌ من سبعين جزءا من نور الحجاب ، والحجابُ جزءٌ من سبعين جزءا من نور السِّتْرِ ، فإن كانوا صادقينَ فليَمْلؤوا أعينَهم من الشمس ليس دونَها سَحابٌ» .

۸.محمّد بن يحيى وغيره ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي نصر ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال :«قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لمّا اُسري بي إلى السماء بَلَغَ بي جبرئيلُ مكانا

بقوله : (ويلك ما كنت أعبد ربّا لم أره) إظهارا للتصديق بما ورد .
ولمّا سأله عن كيفيّة الرؤية بقوله : (وكيف رأيته) أجابه بقوله : (ويلك ، لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار) أي إدراكا حاصلاً في حال مشاهدة الأبصار (ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان) وقد مرّ تفسيره .
قوله : (ذاكرت أبا عبداللّه عليه السلام فيما يَرَوْن ۱ من الرؤية) أي يظنّونه من الرؤية .
وفي بعض النسخ «فيما يروون» أي ينقلونه من رواية الرؤية . والمراد بقوله : (الشمس جزء من سبعين جزءاً من نور الكرسيّ) أنّ نور الشمس جزء من سبعين جزءا من نور الكرسيّ ، وكذا في أمثاله .
ويفهم من هذا الحديث أنّ الحجاب هو المتوسّط بين العرش والسِتر ، وأنّ الستر هو المتوسّط بين الحجاب والربّ تعالى وتقدّس .
وقوله : (فليملؤوا أعينهم من الشمس) أي يمكّنوها من إبصار الشمس (ليس دونها) أي من جهة الرائي (سحاب) متوسّط بينهما .

1. في الكافي المطبوع : «يروون» .


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
332

۰.فخرج الرجلُ وهو يقول : اللّه أعلمُ حيثُ يَجعلُ رسالتَه .

۶.عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبي الحسن الموصليّ ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :جاء حِبرٌ إلى أميرالمؤمنين صلوات للّه عليه ، فقال : يا أميرَ المؤمنين ، هل رأيتَ ربَّك حين عَبَدْتَه؟ قال : فقال : «ويلك ، ما كنتُ

و «الآية» الأمر العجيب ، أو العظيم الذي يتعجّب من غرابته، أو عظمته. ومنه قوله تعالى: «وَيُرِيكُمْ ءَايَـتِهِى» ۱ والمراد أنّه إذا اُريد أن يُذكر ويوصف بشيء منها يوصَف بأنّ له الآياتِ الصادرةَ عنه المنتمية إليه لا بصفة زائدة حاصلة فيه.
وقوله: (معروف بالعلامات) أي يُعرف وجوده وصفاته العينيّةُ الكماليّة بالعلامات الدالّة عليه، لا بإدراك ذاته وصفاته الكماليّة بالعقول أو الحواسّ والمشاعر ، بل إنّما يحيط العقل أو الحواسّ والمشاعر بالأشياء الدالّة على وجوده وكماله ، فهي علامات يُعرف بها وجودهُ وكمالُه .
ولمّا عبّر بالعبارتين عن كمال ذاته، وتماميته بذاته، وتنزّهه عن مقارنة غيره، وعن كونه متعاليا عن أن يُحاط بإدراك العقول أو الحواسّ والمشاعر ، دَلَّ على معرفته بحسب صنيعه بالنسبة إلى عباده ، فقال (لا يجور في حكمه) أي مطلقا في الأحكام القضائيّة والقَدَريّة ، ولا في الأوامر والنواهي الشرعيّة .
وقوله : (ذلك اللّه لا إله إلاّ هو) إعادة لما سبق ذكره مصرّحا بما يلزم من ذلك من التوحيد .
ولمّا سمع منه السائل هذا الكلام أقرَّ بمنزلته من رسول اللّه صلى الله عليه و آله كما قال : (فخرج الرجل وهو يقول : اللّه أعلم حيث يجعل رسالته) .
قوله : (هل رأيت ربّك حين عبدته) أي حين عرفته بأنّه مستحقّ لأن يُعبد . ولعلّ مراد السائل بالاستفهام استعلامُ أنّه عليه السلام مصدِّق بما ورد من الرؤية ، فأجابه عليه السلام

1. البقرة (۲): ۷۳؛ غافر (۴۰): ۱۳ و ۸۱ .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6121
صفحه از 672
پرینت  ارسال به