۰.ولم يَعْبُدْ شيئا ، ومَن عَبَدَ الاسمَ والمعنى فقد كَفَرَ وعَبَدَ اثنينِ ، ومَن عَبَدَ المعنى دونَ الاسم فذاكَ التوحيدُ ؛ أفَهِمْتَ يا هشام؟» ، قال : فقلتُ : زِدْني ، قال : «إنّ للّه تسعةً وتسعينَ اسما ، فلو كانَ الاسمُ هو المسمّى لكانَ كلُّ اسمٍ منها إلها ، ولكنَّ اللّه َ معنىً يُدَلُّ عليه بهذه الأسماء ، وكلُّها غيرُه . يا هشامُ ، الخبزُ اسمٌ للمأكولِ ، والماءُ اسمٌ للمشروب ، والثوبُ اسمٌ للمَلْبوسِ ، والنارُ اسمٌ للمُحْرِق ، أفَهِمْتَ يا هشامُ فهما تَدفَعُ به وتُناضِلُ به أعداءَنا والمتّخذينَ مع اللّه ـ جَلَّ وعَزَّ ـ غيرَه؟» ، قلت : نعم ، قال : فقالَ : «نَفَعَكَ اللّه ُ به وثَبَّتَكَ يا هشامُ» ، قالَ هشام : فواللّه ِ ما قَهَرَني أحدٌ في التوحيدِ حتّى قُمتُ مقامي هذا .
۳.عليُّ بن إبراهيمَ ، عن العبّاسِ بن معروفٍ ، عن عبدالرحمن بن أبي نجرانَ ، قال :كتبتُ إلى أبي جعفر عليه السلام أو قلتُ له : جَعَلَنِي اللّه ُ فِداك ، نَعبُدُ الرحمنَ الرحيمَ الواحدَ الأحدَ الصمدَ؟ قال : فقال : «إنَّ من عَبَدَ الاسمَ دونَ المسمّى بالأسماء أشْرَكَ وكَفَرَ وجَحَدَ ولم يَعْبُدْ شيئا ، بلِ اعْبُدِ اللّه َ الواحدَ الأحدَ الصمدَ المسمّى بهذه الأسماءِ ، دونَ الأسماء ، إنّ الأسماءَ صفاتٌ وَصَفَ بها نفسَهُ» .
إلى غيره، فيكون الاسم غير المسمّى ، كما قال: (والاسم غير المسمّى).
ثم فرّع على المغايرة كفرَ من عَبَدَ الاسم دون المعنى، وأن لا يكون عابد الاسم عابدا لشيء موجود عينيّ؛ لأنّ الاسم غير موجود عيني، لا بلفظه، ولا بمفهومه، وشرك من عبدهما.
قوله: (قال: إنّ للّه تسعة وتسعين اسما).
لمّا طلب الزيادة في البيان أجابه عليه السلام ببيان المغايرة بين الاسم والمسمّى بتعدّد الأسماء ووحدة المسمّى، وبإيراد الأمثلة من الأسماء المغايرة للمسمّى ـ ولا مفهومات لها صفتيةٌ يتوهّم اتّحادها مع المسمّى ـ كالخبز والماء والثوب والنار؛ فإنّها أسماء لموصوفات بصفات، وهي مغايرة لمفهومات الصفات والألفاظ.
قوله: (فقد أشرك وكفر وجحد) أي أشرك بعبادة الأسماء المتعدّدة، وكفر وجحد؛ حيث لم يعبد المسمّى (ولم يعبد شيئا) أي موجودا عينيا؛ لعدم وجود الاسم وبقائه لفظا ولا مفهوما.