275
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۰.قال له السائل : فما هو؟ قال أبو عبداللّه : «هو الربُّ ، وهو المعبود ، وهو اللّه ، وليس قولي : «اللّه » إثباتَ هذه الحروف : ألف ولام وهاء ، ولا راء ، ولا باء ولكنِ ارْجِعْ إلى معنىً وشيءٍ خالِق الأشياء وصانِعها ونعتِ هذه الحروف ، وهو المعنى سُمِّيَ به اللّه ُ والرحمنُ والرحيمُ والعزيزُ وأشباه ذلك من أسمائه ، وهو المعبودُ جلَّ وعزَّ .

إلاّ إلى كونه سميعا بصيرا، ومرجع السمع والبصر فيه إلى كونه عالما خبيرا بالمسموع والمبصَر كعلم السامع البصير ۱ منّا ، لكن لا بآلة وجارحة كما في الحيوان، بل بلا اختلاف الذات بالأجزاء «ولا اختلاف المعنى» أي الصفة للذات، أو للصفة؛ لما سبق ۲ من امتناع اختلاف جهتي القابليّة والفعليّة، والإمكان والوجوب في المبدأ الأوّل جلّ شأنه.
قوله: (قال له السائل فما هو؟) أي إذا لم يكن له جزء ولا صفة ، فما الذي يقال عليه ويُعرف به؟ وقال أبو عبداللّه عليه السلام في جوابه: (إنّه ۳ الربّ وهو المعبود) أي يُعرف بالفعل والإضافة بالنسبة إلى من يريد معرفتَه ، أو منسوب إليه، أو بالنسبة إلى الكلّ، فلا يضاف إلى منسوب إليه كالتعبير عنه بأنّه هو اللّه ؛ فإنّه ليس المقصود بقوله: «هو اللّه » أنّه هذه الحروفُ: ألفٌ ولامٌ وهاءٌ ، ولا بقوله: «هو الربّ» أنّه راءٌ وباءٌ، ولكن إثبات معنى، أي صفةٍ فعليّةٍ هو خالق الأشياء وصانعها، فيُعرف بأنّه موصوف بالصفة الفعليّة. وهذه حروف وضعت للموصوف بهذه الصفة، فينتقل منها إليه، وليست هو هي؛ فإنّ (نعت هذه الحروفُ وهو المعنى).
وقوله: «ونعت» مبتدأ مضاف إلى قوله: «هذه» وخبره «الحروف»، والمعنى أنّ نعت هذه الحروفِ التي في «اللّه » و «ربّ» أنّها حروف، وأنّها ألفٌ، لامٌ، هاء، راء، باء ، و«هو» أي المقصودُ إثباته المعنى (سمّي به) أي سمّي المعنى بالاسم الذي هو هذه الحروف. فتذكير الضمير باعتبار الاسم .

1. في «خ»: «المبصر».

2. في «ل»: «كما سبق».

3. في الكافي المطبوع: «هو».


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
274

۵.عليُّ بن ابراهيمَ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير . عن عليّ بن عَطِيّة ، عن خَيْثَمَةَ ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :«إنَّ اللّه خِلْوٌ من خلقه ، وخَلْقُه خِلْوٌ منه ، وكلُّ ما وقع عليه اسمُ شيءٍ ما خلا اللّه تعالى ، فهو مخلوقٌ ، واللّه ُ خالقُ كلِّ شيءٍ» .

۶.عليُّ بن ابراهيمَ ، عن أبيه ، عن العباس بن عَمْرو الفُقَيْميّ ، عن هِشام بن الحكم عن أبيعبداللّه عليه السلام أنّه قال للزنديق حين سأله:ما هو؟ قال : «هو شيءٌبخلاف الأشياء، ارْجِعْ بقولي إلى إثباتِ معنىً، وأنّه شيءٌبحقيقة الشيئيّة غير أنّه لاجِسْمٌ ولا صورةٌ ، ولايُحَسُّ ولايُجَسُّ، ولا يُدرَكُ بالحواسّ الخمس ، لا تُدْرِكُهُ الأوهامُ ولا تَنْقُصُه الدهورُ ، ولا تُغَيِّرُهُ الأزمانُ» .
فقال له السائل : فتقول : إنّه سميعٌ بصيرٌ؟ قال : «هو سميعٌ بصيرٌ : سميعٌ بغير جارحة ، وبصيرٌ بغير آلة ، بل يَسمَعُ بنفسه ويُبصِرُ بنفسه ؛ ليس قولي : إنّه سميعٌ يَسمع بنفسه وبصير يُبصر بنفسه أنّه شيءٌ والنفسُ شيءٌ آخَرُ ، ولكن أردتُ عبارةً عن نفسي إذ كنتُ مسؤولاً ، وإفهاما لك إذ كنت سائلاً ، فأقول : إنّه سميعٌ بكلّه لا أنَّ الكلَّ منه له بعضٌ ، ولكنّي أردتُ إفهامَك ، والتعبيرُ عن نفسي ، وليس مرجعي في ذلك إلاّ إلى أنّه السميعُ البصيرُ العالمُ الخبيرُ ، بلا اختلافِ الذّاتِ ولا اختلافِ المعنى» .

وهذه الرواية والتي قبلها والتي بعدها اُوردت في هذا الباب لتضمّنها استثناءه سبحانه من قوله: «كلّ ما وقع عليه اسم شيء فهو مخلوق» بقوله: «ما خلا اللّه ».
قوله: (لا تدركه الأوهام ولا تنقصه الدهور ولا تغيّره الأزمان).
مضى مثله في باب حدوث العالم وشُرح هناك.
وقوله: (لا أنّ الكلّ منه له بعض) أي ليس المراد بكلّه أنّه مجتمع من أبعاض وله بعض، بل المراد بكونه سميعا بكلّه كونُه سميعا بحقيقته وذاته الواحدة غير المنقسمة والمتكثّرة ، أو المعنى أنّه سميع بكلّه، لا أنّ الكلّ منه له بعض حتّى يتوهّم أنّه يسمع به، فالمراد بكونه سميعا بكلّه نفي كونه سميعا ببعضه.
وقوله: (وليس مرجعيفي ذلك ۱ إلاّ إلى أنّه السميع البصير العالم الخبير، بلا اختلاف الذات ولا اختلاف المعنى) أي ليس مرجعي في كلامي ولا يرجع كلامي

1. في «ت، ل»: «في ذلك مرجعي».

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6038
صفحه از 672
پرینت  ارسال به