۰.قال أبو عبداللّه عليه السلام : «لا يَسَعُكم فيما ينزل بكم ممّا لا تعلمونَ إلاّ الكَفُّ عنه، والتثبّتُ والرَّدُّ إلى أئمّة الهدى حتّى يَحمِلوكم فيه على القصد ، ويَجْلوا عنكم فيه العمى ، ويُعَرِّفوكم فيه الحقَّ ، قال اللّه تعالى : « فَسْـ?لُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ » » .
۱۱.عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن المِنقريّ ، عن سفيان بن عُيينة ، قال :سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : «وجدتُ علم الناس كلَّه في أربع : أوّلها : أن تَعرفَ ربَّك ، والثاني : أن تَعرفَ ما صنَع بك ، والثالث : أن تعرف ما أرادَ منك ، والرابع : أن تعرف ما يُخرجك من دينك» .
وقوله: (حتّى يحملوكم فيه على القصد) .
القصد: استقامة الطريق، أو الوسطُ بين الطرفين ، وهو العدل والطريق المستقيم . (ويجلوا) أي يذهبوا (عنكم فيه العمى) والعمى: ذهاب البصر، ويستعمل لذهاب بصر العقل، فيراد به الجهل والضلال .
قوله: (أوّلها ۱ أن تعرف ربّك) أي علْمُ الناس بما يحتاجون إلى معرفته وينتفعون به منحصرٌ في أربع معارفَ :
«أوّلها» أي أوّل المعارف الأربع، أو أوّل أقسام المعارف؛ حيث عُرِفَ انقسامها بالأقسام ۲ «أن تعرف ربّك» بكونه موجودا أزليا أبديا واحدا أحدا عالما قادرا و ۳ بسائر صفات ذاته وصفات فعله معرفةً يقينية فيما يمكن منها تحصيلُ اليقين فيه .
والثاني من الأقسام: معرفتك بما صنع ۴ بك من إعطاء العقل والحواسّ والقدرة واللطف بإرسال الرسل وإنزال الكتب ، وسائر نعمه العِظام .
والثالث: معرفتك بما أراد منك وطلب فعلَه والكفّ عنه و بما أراد من طريق