175
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۱۰.محمّدٌ ، عن أحمدَ ، عن ابن فضّال ، عن ابن بكير ، عن حمزةَ بن الطيّار ، أنّه عَرَضَ على أبي عبدللّه عليه السلام بعضَ خُطب أبيه ، حتّى إذا بلَغ موضعا منها ، قال له :«كُفَّ واسْكُتْ» ثمَّ

وشاع ذلك الاستعمال، فإحصاء الحديث عبارة عن العلم بجميع أحواله متنا وسندا وانتهاءً إلى المأخذ الشرعي، فما لم يكن من الأحاديث معلوما له بأحواله ـ متنا ؛ للاشتباه في ألفاظه و معانيه، وفي بقائه ومنسوخيّته، أو سندا حيث لا يعرف كيفيّة سنده، أو انتهاءً حيث لا يعلم أنّ المنتهي إليه من المآخذ الشرعيّة ـ تركُ ۱ روايته خير من روايته؛ لأنّه إذا لم يَرْوِهِ رَجَعَ الناس فيه إلى من عنده العلم به، فيأخذونه على ما هو عليه، وإذا رواه يرجع إليه كثير من الجَهَلَة والمسامحين في أمر الدين، ويبقى كثير على الضلال وإن بالغَ في التحرّز عن التصرّف و في الإسناد إلى الناقلين وإلى المأخذ المنتهي إليه، ولم يزدد ۲ على النقل ولم يدّعِ حقّيّته. ۳
وقوله: (عرض على أبي عبد اللّه عليه السلام بعض خطب أبيه) .
عَرْض الكتاب والخطبة: إظهاره على من يُعرض عليه، سواء كان لتصحيح لفظه، أو فهم معناه، أو إظهار ما فهمه؛ ليختبر عن صحّته وفساده .
وقوله: (كُفَّ واسكت) عند بلوغه موضعا من المواضع أمر بالكفّ عن عرض الخطبة بأن لا يقرأها، وبالسكوت عن التكلّم ؛ لداعيةٍ إلى إفادة ما أفاده، وشدّة اهتمامٍ به ، أو لفهمه ممّا في الخطبة في هذا الموضع ما لم يكن صوابا، فأمره بالكفّ عن العرْض، والسكوت عن بيان ما فهمه، وأفاد أنّ المواضع المشكلة التي لا تعلمون كُفّوا عن حملها على معنىً، ورُدُّوا الأمر فيها إلى أئمّة الهدى، أو لكونه في معرض بيان ما فهمه، فأمره بالإعراض عنه والسكوت، وأفاد ما أفاد. ۴

1. كلمة «ترك» مبتدأ، وكلمة «خير» خبره، والجملة خبرٌ لقوله: «فما لم يكن» .

2. قوله: «لم يزدد» عطف على «بالغ» و كذا «لم يدّع» أي : وإن لم يزدد ولم يدّع .

3. في «م» : «حقيقته» .

4. في «خ ، م» : «ما أفاده» .


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
174

۰.روايتك حديثا لم تُحْصِهِ» .

ولا ثانيا، ۱ اعتقادا أو قولاً أو فعلاً ـ ضلالٌ هلاكٌ .
وقوله: (وتركك حديثا لم تُرْوَهُ) أيلم تُحْمَل ۲ على روايته. وكونُه محمولاً على روايته عبارة عن كونه محفوظا مصحّحا عنده الحديث بحيث يكون له روايته، أو يجب عليه .
والفعل مجهول من باب الإفعال أو التفعيل يقال: روّيته الشعرَ أي حملته على روايته ، وأرويته أيضا أو معلوم من أحد البابين أي لم تحمل مَن تَروي ۳ له على روايته، ولم تصيّره ۴ بحيث يكون له أو يجب عليه روايته، ومناط الجواز في صور الجواز والوجوبِ في صورة كونُه مأخوذا عن طريقه المعتبر الثابت بالأدلّة العقليّة أو النقليّة محفوظا لفظه أو معناه السالم عن التغيّر والتبدّل فيما هو المقصود إفادته، أو مجرّدٌ، ۵ أي تركك حديثا لم تكن راويا له على حاله فلا ترويه. ۶
وقوله: (خير من روايتك حديثا لم تُحْصِهِ) خبر لقوله : «وتركك» ، و «لم تحصه» صفة لقوله: «حديثا» هنا، كقوله: «لم تروه» لقوله: «حديثا» هناك .
والمراد أنّ حالك ـ باعتبار تركك روايةَ حديثٍ غيرِ ثابت بطريقه، أو حديثا لم تكن راويا له فلا ترويه ـ خير من حالك باعتبار روايتك حديثا لم تحصه .
والإحصاء ـ لغةً ـ : العدُّ، لمّا كان عدّ الشيء يلزمه الاطّلاع على واحد واحد ممّا فيه ، استعمل في الاطّلاع على جميع ما في شيء والإحاطة العلميّة التامّة بما فيه،

1. في حاشية «ت» : المراد بالابتداء المعرفة اليقينية بالمسائل، والمراد بالثاني المعرفة الظنّية بالمسائل، ولكن يعلم من الخارج أن يعمل بالظنّ فيحصل له علم بعد الرجوع إلى هذا؛ فافهم .

2. في «ل» : «لم يحمل» .

3. في «ل» : «لم يحمل من يروي» .

4. في «ل» : «لم يصيّره» .

5. قوله «مجرّد» عطف على قوله: «مجهول» ، أي والفعل مجرّد . وفي «خ» : «مجرّدا» .

6. في «م» : «ولا ترويه» .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6165
صفحه از 672
پرینت  ارسال به