۰.الرجال بتذاكُرِ العلمِ وصفة الحلمِ ، قد تَسَرْبَلَ بالخشوع ، وتَخَلّى من الورع ، فَدَقَّ اللّه ُ من هذا خيشومَه ، وقَطَعَ منه حَيزومَه ، وصاحبُ الاستطالة والخَتْلِ ذو خِبٍّ ومَلَقٍ ،
والأندية جمع النَدِيّ ومجيء الجمع على أندية وأنداء إمّا لأخذ الجمع من النديّ والاكتفاء به، أو لكونه الأصلَ المأخوذ منه النادي، فلوحظ الأصل عند بناء الجمع من النادي .
وقد قيل : الأنداء جمع النادي ، وقد ظُنّ في الأندية كونُها جمعَه أيضا .
(بتذاكر العلم وصفة الحلم) .
تذاكر العلم: ذكر المسائل والمعارف بينهم وإظهار العلم بها، وصفة الحلم: ذكر أوصافه وإظهار اتّصافه به .
(قد تسربل بالخشوع).
السربال ـ بكسر السين المهملة ـ : القميص، أو الدرع، أو كلّ ما لُبس، وقد تسربل به ، أي تلبّس به وجعله لباسا له.
والمراد بالتسربل بالخشوع إظهاره الخضوعَ والتواضعَ والسكونَ والتذلّل .
(وتخلّى من الورع) والتقوى واجتنابِ المحرّم عليه من الإيذاء والمماراة ومخالفةِ قوله فعله.
قوله: (فدقّ اللّه من هذا خيشومَه وقطع منه حَيزومه) .
بيانٌ لما يترتّب على طلبه العلمَ للجهل، والمراد بدقّ الخيشوم ـ وهو أعلى الأنف وأقصاه ـ : إذلاله، وإبطال أمره، ورفع الانتظام من أحواله وأفعاله .
والمراد بقطع الحيزوم ـ بفتح الحاء المهملة وهو وسط الصدر ـ إفساد ما هو مناط الحياة والتعيّش عليه .
قوله: (وصاحب الاستطالة والخَتْل ذو خِبّ ومَلَق) .
الخِبّ ـ بكسر الخاء ـ : الخداع والخبث والغشّ . والمَلَق : المداهنة والملاينة باللسان والإعطاء باللسان ما ليس في القول والفعل .