باب من عَمِلَ بغير علم
۱.عدَّة من أصحابنا ، عن أحمدَ بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمّد بن سِنان ، عن طلحة بن زيد ، قال :سمعتُ أبا عبداللّه عليه السلام يقول : «العاملُ على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق ، لا يزيده سرعةُ السير إلاّ بُعدا» .
سئل عن الحكم ـ : كذا حكم اللّه ، أي في ظنّي، وأنّه يجب عليك أن تعمل كذا .
باب من عمل بغير علم
قوله: (العامل على غير بصيرة) أي غير معرفة بما يعمله بما هو طريق المعرفة في العمليّات، فمنها: ما يحصل الجزم بكونه مطلوبا ۱ للشارع عند الفحص ۲ عن الأدلّة . ومنها: ما يحصل الظنّ به عند الفحص عنها ، كالأخبار غير المتواترة وغير المقترنة بما يفيد الجزم، وكالظواهر من المتواترات. والساعي في الفحص عنها بقدر الوسع هو المجتهد، ويجيب عليه العمل بمقتضى معرفته وعلمه وظنّه المستتبع للعلم، ويجب على غير العالم الرجوعُ إلى مجتهد ۳ في الأخذ والعمل على وفق معلوم المرجوع إليه، فالمقلّد لعلمه بوجوب الأخذ عن العالم واطّلاعه على فتياه على بصيرة، كما أنّ العالم لعلمه بوجوب الأخذ عن الأدلّة ـ كالكتاب والسنّة ـ واطّلاعِه على ما فيها على بصيرة في عمله .
ولا يبعد أن يحمل العمل هنا ۴ على ما يشمل السعي والاجتهاد في أخذ المسائل عن الأدلّة .
وقوله: (كالسائر على غير الطريق) لأنّ العامل يريد بعمله الإطاعةَ والوصولَ إلى النجاة، ولا إطاعة في العمل بلا بصيرة ۵ وعلم بكونه على وفق ما طُلب واُريد منه،