103
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۰.عَلِمَ عن عِلْم غيره ، وجاهلٍ مُدَّع للعلم لا عِلْمَ له ، مُعجَبٍ بما عنده قد فَتَنَتْهُ الدنيا وفَتَنَ غيرَهُ ، ومُتعلِّمٍ من عالِم على سبيل هُدًى من اللّه ونَجاةٍ ، ثمَّ هلكَ من ادَّعى ، وخابَ من افْتَرى» .

إذا فُتّش عن أحوالهم وُجدت راجعةً إلى ثلاثة، فيكون رجوع الناس باعتبارها إلى ثلاثة أقسام: (عالمٍ) بالمعارف ومسائل الشريعة (على هدى من اللّه ) أي مستقرّ على هدى من جانب اللّه وبتأييده . والمراد به الحجّة؛ وهو أحد الأقسام الثلاثة .
وغيرُ العالم ينقسم قسمين:
أحدهما: الذي لا يتعلّم، ولا يرجع في تحصيل المعرفة إلى العالم ابتداءً أو بواسطة، فيرى ما عنده من رأيه أو الأخذ عن ۱ الجاهل كافيا له، فهو مدّعٍ للعلم؛ فإنّه من الظاهر أنّه لا كفاية ۲ إلاّ بالعلم، فمن يرى الكفاية فيما عنده ـ من الرأى الفاسد والأخذِ عن غير العالم يكون مدّعيا لكونه علما . وهذا هو القسم الثاني الذي عبّر عنه بقوله عليه السلام : (وجاهلٍ مدّع للعلم لا علم له، مُعْجَبٍ بما عنده قد فتنته الدنيا وفتن غيره) والمراد بالجاهل إمّا مقابل العالم، وقوله عليه السلام : «لا علم له» تأكيد لجهله . وإمّا مقابل العاقل، وجميع ما بعده ممّا يترتّب على جهله .
والآخر : المتعلّم من العالم ابتداءً أو بواسطة .
ولمّا فرغ من ذكر الأقسام، قال: (ثمّ هلك من ادّعى، وخاب من افترى) أي بعد ما آل الناس إلى ثلاثة هلك هذا القسم بعمله بمقتضى جهله وادّعائه العلمَ من اللّه لنفسه، والبقاءَ على ضلاله وإضلاله للناس وإضاعته للحقّ وإعلائه للباطل، وخاب وخسر بقوله على اللّه بما لا يعلم، وافترائه بالكذب على اللّه ، والإفتاء في حكم اللّه من غير دليل .

1. في «خ» : «من» .

2. في «ل» : + «له» .


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
102

۰.الراوِيَةُ لحديثنا يَشُدُّ به قلوبَ شيعتنا أفضلُ من ألفِ عابدٍ» .

باب أصناف الناس

۱.عليُّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ؛ ومحمّدُ بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى جميعا ، عن ابن محبوب ، عن أبي اُسامة ، عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة ، عن أبي إسحاقَ السَّبيعيّ ، عمّن حدّثه ممّن يوثَقُ به ، قال :سمعتُ أميرَالمؤمنين عليه السلام يقول : «إنّ الناسَ آلوا بعدَ رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى ثلاثة : آلوا إلى عالِم على هُدًى من اللّه قد أغناه اللّه ُ بما

عنه عليه السلام بأنّ (الراوية لحديثنا الذي يشدّ به قلوب شيعتنا أفضلُ من ألف عابد). وفيه إشعار بأنّ الفضيلة باعتبار النشر بين الشيعة وإخبارهم به، لا بالنشر بين غيرهم، وإن لم يكن فيه الإخلال بالواجب من التقيّة .
فإن قيل: لم قال في هذا الحديث: «أفضل من ألف عابد» ۱ وفي الحديث السابق في النسبة بين العالم الذي ينتفع بعلمه والعابدِ «أفضلُ من سبعين ألف عابد»؟
قلنا: للتفاوت بين العلم و رواية الحديث؛ فإنّ الراوي حافظ للكلام، ناقل له، ولا يلزم أن يكون عالما؛ فإنّه لا ينافي ۲ روايتُه جهلَه بالمراد ممّا يرويه، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، فبيّن عليه السلام التفاوتَ بين العالم المنتفع بعلمه والعابدِ بأنّه أفضل من سبعين ألف عابد، والتفاوتَ بين الراوية والعابد بأنّه أفضل من ألف عابد، فيفهم منهما أنّ العالم المنتفعَ بعلمه أفضل من سبعين راويةً للحديث يشدّ به ۳ قلوب الشيعة.

باب أصناف الناس

قوله: (إنّ الناس آلوا بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى ثلاثة) أي رجعوا إلى ثلاثة؛ فإنّه

1. في حاشية «م»: قوله عليه السلام : «أفضل من ألف عابد» لا ينافي ما سبقه؛ لأنّه لم يذكر قدر الأفضلية، أو لأنّهما بحسب التفاوت في مراتب العلم والرواية، أو لأنّه باعتبار ضميمة الكلام مع المخالفين في زمن التقيّة، أو لأنّه قد يعبّر بالألْف ونحوه عن الكثير الذي لا يعدّ ولا يحصى، وليس المقصود به تعيين العدد .

2. في «ل» : «لا تنافي» .

3. في «خ» : «تشدّ به» .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5707
صفحه از 672
پرینت  ارسال به