۲.محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد ، عن أبي البَخْتريّ، عن أبيعبداللّه عليه السلام قال:«إنّ العلماءَ ورثة الأنبياء، وذاك أنَ الأنبياءَ لم يُورِثوا درهما ولا دينارا ، وإنَّما أورَثوا أحاديثَ من أحاديثهم ، فمَن أخَذَ بشيء منها فقد أخَذَ حظّا وافرا ،
القائمة في النفوس أنّها مستقيمة، ومن العلم بالسنّة القائمة العلم بالشريعة كلّها. والأوّل يغاير الآخِرَيْن وإن كان قد يوصِل إليهما كالعلم بالدليل [ فإنّه] يغاير العلم بالمدلول وإن كان موصلاً إليه .
قوله: (إنّ العلماء ورثة الأنبياء) ۱ .
المراد بالوارث هنا هو الباقي بعد المورّث، الذي يصير إليه ما بقي بعد المورّث وتَرَكه، كما في قوله صلى الله عليه و آله : «اللّهمّ متِّعني بسمعي وبصري، واجعلهما الوارثَ منّي»الكافي ، ج ۲، ص ۵۷۷، باب دعوات موجزات... ح ۱؛ مصباح المتهجّد ، ص ۲۷۰ ؛ البلد الأمين ، ص ۶۹؛ جمال الاُسبوع، ص ۱۹۹ . أي أبقهما بعد انحلال القوى النفسانيّة حتّى يصير إليهما ما بقي بعدها من موادّ تصرّفها ۲ ويكون لهما، فمن لم يبق منه إلاّ العلوم ولم يترك سواها، لم يكن له وارث سوى مَن صار إليه ما تركه وبقي منه . وبيّنه عليه السلام بقوله: (وذاك ۳ أنّ الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنّما أورثوا ۴ أحاديثَ من أحاديثهم) أي من علومهم التي حدّثوا بها .
وأتى بـ«مِن» التبعيضيّة لأنّ من أحاديثهم أحاديثَ لم يورثوها، بل نُسخت (فمن أخذ شيئا) من الأحاديث الموروثة متمسّكا به (فقد أخذ حظّا وافرا) لشرف