9
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

الميرزا رفيعا في آراء الآخرين

كلّ من كتب عن شخصيّة الميرزا رفيعا أثنى عليه ، ووصفه بالفضل والتبحّر في العلوم الإسلاميّة، وذكره بالرجاحة وسموّ الفكر . قال عنه معاصر صاحب قصص الخاقاني ، ما يلي:
نابغة علماء وفضلاء العصر ، سماحة صاحب الجلالة ، شارح نصّ الكلام الإلهي ، قنطرة بحر الحكمة ، قطب الفلك الأعظم للقدرة ، سالك طريق الشرع المبين ، الحاظي بعناية
خير المرسلين ، البحر الزخّار لعالم العلم ، الجبل الشامخ في عالم الحِلم ، الحاوي للفروع والأُصول ، جامع المعقول والمنقول ، كاشف الأسرار الباطنية ، سماحة الميرزا محمّد رفيعا الطباطبائي النائيني ، الذي دوّى صيت معرفته الشاملة لكلّ الآفاق في أجواء الفلك الأعظم ، حتّى أنّ أيّا من ذوي المعرفة لم يسمع نظيرا له من أحد آخر سوى همهمات أحاديث كمال صاحب الإقبال السامي ذاك . إذ أنّ فطنة فكره امتدّت في رحاب ملك الحقيقة ، حتّى أنّ بوارق لمحات بني الإنسان مهما عجلت الجري في أقطار الحكمة تبقى عاجزة عن اللحاق بركب معرفته. ۱
ووصفه صاحب جامع الرواة بقوله :
رفيع الدين محمّد بن حيدر الحسيني الحسني الطباطبائي النائيني ، فريد عصره ، وحيد دهره ، قدوة المحقّقين ، سيّد الحكماء المتألّهين ، برهان أعاظم المتكلّمين ، وأمره في جلالة قدره ، وعظم شأنه ، وسموّ رتبته وتبحّره في العلوم العقليّة ، ودقّة نظره ، وإصابة رأيه وحدسه ، وثقته وأمانته وعدالته أشهر من أن يذكر ، وفوق ما يحوم حوله العبارة. ۲
وذكره العلاّمة المجلسي في إجازاته أصدرها للحاجّ محمّد الأدربيلي ، ومحمّد باقر بن أمير علي رضا ، ومحمّد فاضل المشهدي محمّد المقيم ، والسيّد نعمة اللّه الجزائري ، واصفا إيّاه بأنّه ثالث مشايخه ، قائلاً فيه ما يلي :
سيّد الحكماء المتألهين ، قدوة الحكماء المتألّهين ، السيّد السند ، الأمير رفيع الدين محمّد بن الأمير حيدر الحسيني الحسني الطباطبائي ، النائيني. ۳
وقال عنه الأمير محمّد صالح خاتون آبادي في كتاب حدائق المقرّبين :
كانت للميرزا رفيعا أصالة رأي وقوّة فكر ، خاصّة في التحقيق والتدقيق ، بين سائر أفاضل عصره. ۴
واعتبر المحدّث النوري في كتابه الموسوم بالفيض القدسي في ترجمة العلاّمة المجلسي الميرزا رفيعا في عداد أساتذة المجلسي ، واصفا إيّاه بالعباراة التالية:
سيّد الحكماء والمتألّهين ، وقدوة المحقّقين والمدقّقين ، السيّد النحرير الأفخم ، علاّمة زمانه ، الأمير رفيع الدين محمّد بن حيدر الحسيني الحسني الطباطبائي النائيني. ۵
وذكره المحدّث القمي في الفوائد الرضوية على النحو التالي :
قدوة المحقّقين والمدقّقين ، سيّد الحكماء والمتكلّمين والمتألّهين ، النحرير الأفخم ، استاذ العلاّمة المجلسي. ۶
واعتبره الاستاذ الشهيد مرتضى المطهري في عداد الطبقة الثانية والعشرين من فلاسفة وحكماء ايران ، وقال فيه ما يلي:
هذه الطبقة من تلاميذ الشيخ البهائي والمير داماد والأمير الفندرسكي ، يعدّ رفيع الدين محمّد بن حيدر الحسيني الطباطبائي النائيني المعروف بالميرزا رفيعا الذي كان تلميذا للشيخ البهائي والأمير الفندرسكي ، من السادات الطباطبائيين في نائين وزوارة واردستان . والمرحوم الميرزا جلوه الفيلسوف المعروف في العهد القاجاري والمتوفّى عام ۱۳۱۴ه من أولاده وأحفاده ، له رسالة في أقسام التشكيك ، وقد حظيت هذه الرسالة باهتمام المتأخّرين ، وله تعليقات على شرح الاشارات للخواجة ، وشرح حكمة العين للشريف الجرجاني . وكتب رسالة في حلّ شبهة الاستلزام المعروضة في الكتب الفلسفية . ۷
أساتذته
كلّ واحد من أساتذة هذا العالم البارع يعدّ بحدّ ذاته كوكبا لامعا في سماء العلم والتقوى . وقد تكامل هو في مدرسة أمثال هولاء المشاهير في العلوم العقلية والنقلية .
ليست لدينا معلومات عن أساتذته في زوارة ونائين . وقد أفاض عليه العلاّمة الشيخ البهائي العالم المعروف في العهد الصفوي بدفقات من فيض فكره الواسع عندما كان يدرس على يده حتّى أنّه ينقل في بعض آثاره أحاديث عنه (أي عن الشيخ البهائي) . ودرس علم الفقه على يد العالم المتبحّر المير داماد . ۸
وكانت للمولى عبداللّه الشوشتري همّة عالية في تربيته العلمية . وكان هذا الفقيه الزاهد والمحدّث الورع على درجة من جلالة القدر بحيث أنّ المجلسي الأوّل كتب عند شرح مشيخته في الفقه ، في ترجمته ما يلي :
شيخنا وشيخ الطائفة الامامية في عصره ، العلاّمة المحقّق المدقّق ، الزاهد العابد الورع ، أكثر فوائد هذا الكتاب من إفاداته. ۹
ومن أساتذة الميرزا رفيعا أيضا العارف الكبير وفيلسوف الإمامية ، الأمير أبو القاسم الفندرسكي الذي كانت له مرتبة سامية ومقاما رفيعا في مسلك العرفان . وقد كان الميرزا رفيعا قد درس على يده كتاب القانون في الشفاء لابن سينا . وكان لأفكار الأمير الفندرسكي العرفانيّة تأثير بالغ في صياغة شخصيّته المعنويّة.

1. قصص خاقانى ، ج ۲ ، ص ۳۴ .

2. جامع الرواة ، ج ۱ ، ص ۳۲۱ .

3. اجازات الحديث ، ص ۱۲۲ ، ۱۷۴ ، ۱۸۶ ، ۲۳۹ ، ۲۷۴ ، ۲۹۹ .

4. نقلاً عن كتاب علامه مجلسى بزرگ مرد علم و دين ، ص ۸۵ .

5. بحار الأنوار ، ج ۱۰۵ ؛ الفيض القدسي ، ص ۷۷ .

6. الفوائد الرضوية ، ص ۱۸۳ ، ۵۳۱ .

7. خدمات متقابل اسلام و ايران ، ص ۵۸۶ .

8. زندگى نامه علامه مجلسى (حياة العلاّمة المجلسي) ، ج ۱ ، ص ۲۷۴ .

9. أمل الآمل ، ج ۲ ، ص ۳۰۹ .


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
8

أولاده وأحفاده

خلّف الميرزا رفيعا أربعة أولاد ذكور ؛ أشهرهم أبو الحسن بهاء الدين محمّد، الذي كتب عنه المرحوم خاتون آبادي في كتابه وقائع السنين والأعوام ، عند ذكره لوقائع عام ۱۰۸۷ه ما يلي :
وفي أواسط هذه السنة كانت وفاة السيّد السند الميرزا أبو الحسن ، نجل المرحوم الميرزا رفيعا ، الذي كان زميلي في الدراسة ، حيث كنّا ندرس سويّة على يد والده الكريم شرح التجريد وحاشية الملا جلال (حاشية جلال الدين الدواني على تهذيب المنطق للملا سعد الدين التفتازاني). ۱
وكاه حفيده الميرزا رفيع الدين محمّد من مشاهير علماء عصره ، وله ابنان هما : الأمير محمّد حسين الأوّل ، والأمير السيّد على الطباطبائي ، وكان الأمير محمّد حسين الأوّل المعروف بشيخ الإسلام ، من مشاهير اصفهان ، حيث كانت داره موضعا آمنا عندما حاصر الأفاغنة مدينة اصفهان ، وقد توفّي هذا السيّد عام ۱۱۷۵ ه ودفن في الساحة المعروفة حاليا باسم ساحة الشهداء في اصفهان . ولكن ضريحه أُزيل عند إحداث الساحة المذكورة . وحجر قبره محفوظ حاليا في بناية «چهل ستون». ۲
أمّا بالنسبة إلى نجله الآخر ، أي الأمير السيّد علي الطباطبائي ، فقد درس على يد والده ، وغدا من علماء وفقهاء عصره ، وكان متبحّرا في علوم النجوم والطبّ والرياضيات ، وكان ينظم الشعر أيضا . وله عدّة كتب منها : حاشية على تفسير البيضاوي ، ورسالة في حرمة حلق اللحية ، ورسالة في الوجوب العيني لصلاة الجمعة ، ورسالة في إثبات أنّ القول بالرجعة من ضروريّات المذهب الشيعي . توفّي في العاشر من محرم عام ۱۱۹۵ه وقبره في مزار ستّي فاطمة (سيّدتي فاطمة) عليهاالسلامفي اصفهان (قرب ساحة چهار سوق).
ومن أحفاده الآخرين الحكيم جلوه وأبوه . كان والد الحكيم جلوه ـ واسمه سيّد محمّد مطهر المتوفي عام ۱۲۵۴ه ـ عالما أديبا ، وشاعرا مؤرخا ، وطبيبا بارعا . وخلّف مؤلفا عنوانه أحوال سلاطين صفوية .
أمّا بالنسبة إلى الحكيم المعروف الميرزا أبو الحسن جلوه (۱۲۳۸ ـ ۱۳۱۴ه ) ، فقد افتخر في
سيرته الذاتية التي كتبها بناءً على طلب من اعتضاد السلطنة ، بانتسابه إلى سلالة الميرزا رفيعا . وقد نقل كلامه هذا في المجلّد الأوّل من كتاب نامه دانشوران ناصرى على النحو التالي :
لأنّ أكثر أفراد هذه السلالة كانوا منذ قديم الأيّام من ذوي الفضل ، كما ذكر صاحب الوسائل الشيخ الحرّ العاملي رحمه الله في المجلد الأوّل من الوسائل بأنّ جدّي الأعلى الميرزا رفيع الدين المعروف بالنائيني صاحب مصنّفات كثيرة ، واعتبره من مشايخ اجازته. ۳
حظي الميرزا رفيعا برعاية سلاطين واُمراء عصره ، وكان في عداد العلماء الّذين حضروا في المجلس الذي اُقيم بمناسبة جلوس الشاه سليمان الصفوي على العرش ؛ حيث شارك في ذلك المجلس جميع العلماء الكبار ، وكان على الدوام موضع اهتمام الشاه الصفوي . وقد كتب مؤلف وقائع السنن والأعوام عند سرده لوقائع عام ۱۰۷۸ه ما يلى :
تربّع على العرش ثاني النوّاب الأشرف ، الأقدس ، الأرفع ، جلالة الملك، ظل اللّه في أرضه .. . في شوّال من عام ألف وثمانية وسبعين . وحضر في ذلك المجلس السَنيّ جميع العلماء في دار الحكومة المباركة (فى بناية عالي قاپو) ، وألقى استاذي واستاذ العلماء مولانا محمّد باقر السبزواري خطبة بليغة فصيحة في ذلك المجلس البهيّ . وفي أثناء إلقاء الخطبة وقف جميع الأُمراء والأعيان والفضلاء والعلماء . وكان من الفضلاء المعمّرين المسنّين الميرزا رفيعا النائيني. ۴
ألّف الميرزا رفيعا كتابه الشجرة الالهية في موضوع الاعتقادات باللغة الفارسية ، باسم الشاه صفي الصفوي في عام ۱۰۴۷ ه .

1. وقايع السنين والأعوام ، ص ۵۳۰ .

2. چهل ستون (الأربعون عمودا أو الأربعون ركيزة) بناء تاريخي يقع في وسط مدينة اصفهان ، ويعتبر في الوقت الحاضر من العتاحف والابنية التاريخية الكثيرة في هذه المدينة .

3. نامه دانشوران ناصري ، الطبعة الحجرية ، ج ۱ ، ذيل كلمة جلوه .

4. وقايع السنين والأعوام ، ص ۵۲۹ .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5903
صفحه از 672
پرینت  ارسال به