431
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۰.الملائكةَ الذين يَحملونَ العرشَ يَجِدونَ ثِقْلَهُ على كَواهِلِهم ، فَيَخِرَّونَ سُجّدا ، فإذا ذَهَبَ الغضبُ خَفَّ ورَجَعوا إلى مَواقِفِهم؟ فقال أبو الحسن عليه السلام : «أخْبِرْني عن اللّه ـ تبارك وتعالى ـ منذُ لَعَنَ إبليسَ إلى يومك هذا هو غضبانُ عليه ، فمتى رَضِيَ وهو في صفتك لم يَزَلْ غَضبانَ عليه وعلى أوليائه وعلى أتباعه ، كيف تَجْتَرِئُ أن تَصِفَ ربَّك بالتغيير من حالٍ إلى حالٍ ، وأنّه يَجري عليه ما يَجري على المخلوقينَ؟! سبحانه وتعالى ، لم يَزُلْ مع الزائلين ، ولم يَتغيَّرْ مع المتغيّرينَ ، ولم يَتبدَّلْ مع المتبدّلين ، ومن دونه في يده وتدبيره ، وكُلُّهم إليه محتاجٌ ، وهو غنيٌّ عمّن سواه» .

۳.محمّد بن إسماعيلَ ، عن الفضل بن شاذانَ ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعيّ بن عبد اللّه ، عن الفُضيل بن يسار ، قال :سألتُ أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه جلَّ وعزَّ : « وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضَ » فقال : يا فضيل ، كلُّ شيءٍ في الكرسيّ ، السماواتُ

التغيّر فيه؛ لأنّه سبحانه لا يجوز عليه التغيّر من صفة وحال ۱ إلى ۲ اُخرى مقابلةٍ لها، بل التغيّر عليه سبحانه في صفاته مُحال؛ لما عرفته سابقا، على أنّه، مِن غضبه ما عُلم أنّه لم يزل كغضبه على إبليسَ، فيلزم أن يكون حملة العرش منذ غضب على إبليس إلى الآنَ سُجَّدا غيرَ راجعين إلى مواقفهم، فعلم أنّ الرواية ـ إن صحّت ـ لم تكن محمولةً على ما فهمه وحملها عليه.
ولعلّ المراد بغضبه سبحانه إنزال العذاب والعقاب، والمرادَ بوجدان الحملة ثقلَ العرش اطّلاعهم على ما في علمه سبحانه من ذلك الإنزال، وعلى ظهور مقدّماته وأسبابه، والمرادَ بأنّهم يخرّون سجّدا خضوعهم وخشوعُهم له سبحانه خشيةً وخوفا من عذابه، وشكرا لما أنعم ۳ به عليهم من حفظهم ممّا يوجب العذاب، فإذا انتهى نزول ذلك العذاب، وانتهى أمده، وظهر مقدّمات رحمته والتجاوز عمّا يوجب عذابه، اطمأنّوا ورغبوا في طلب رحمته.

1. في «ل»: «أو حال».

2. في «خ»: + «حالة» وفي «ل»: + «صفة».

3. في «خ»: + «اللّه ».


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
430

۰.عَرشه ، وهم حَمَلَةُ عِلْمِه وخلقا يُسَبِّحونَ حولَ عرشه وهم يعملونَ بعلمه ، وملائكةً يَكتُبونَ أعمالَ عباده ، واسْتَعْبَدَ أهلَ الأرض بالطواف حولَ بيته ، واللّه ُ على العرشِ استوى ، كما قال : والعرشُ ومن يَحمِلُه ومن حولَ العرشِ واللّه ُ الحاملُ لهم ، الحافظُ لهم ، الممسكُ القائمُ على كلّ نَفْسٍ وفوق كلِّ شيءٍ ، وعلى كلِّ شيءٍ ، ولا يقال : محمولٌ ولا أسفَلُ ، قولاً مفردا لا يوصَلُ بشيءٍ ؛ فَيَفْسُدُ اللفظُ والمعنى» .
قال أبو قُرَّةَ : فَتُكَذِّبُ بالرواية الَّتي جاءَتْ أنَّ اللّه َ إذا غَضِبَ إنّما يُعْرَفُ غضبُه أنّ

وهم يعملون بعلمه، واستعبد ملائكة بكتابة أعمال عباده فهم الكاتبون لها، واستعبد أهل الأرض بالطواف حولَ بيته واللّه على العرش، أي فوقه، وهو الممسك القائم على كلّ شيء، وفوق كلّ شيء، وعلى كلّ شيء، واستوى نسبته من الفوق والتحت كما قال ۱ .
قوله: (ولا يقال: محمول ولا أسفلُ، قولاً مفردا) أي بلا ضميمة تدلّ على المراد، أو على إثباته لغيره سبحانه كقولك: اللّه محمول عرشُه، أو علمُه، أو دينُه، فإذا اُفرد ولم يضمّ بضميمة يفسد اللفظ والمعنى . أمّا فَساد اللفظ فلأنّه لفظُ نقصٍ، وأمّا فساد المعنى فلاستحالة إمساك شيء له.
قوله: (فتكذّب بالرواية التي جاءت أنّ اللّه إذا غضب...).
لمّا فهم السائل من غضبه سبحانه الحالةَ النفسانيّةَ الداعيةَ إلى الانتقام كما في الخلق، وحمل الرواية على كونه موجبا للثقل، وأنّ حملة العرش يجدون ثقله، وأنّه إذا زال الغضب زال ذلك الثقل وخفّ، نَبَّهَ عليه السلام في الجواب على خطئه وبطلان ما فهمه وما حمل الرواية عليه بأنّه إن كان الغضب من صفاته وأحواله سبحانه، لم يجز

1. في حاشية «ت»: وقوله: «والعرش ومن يحمله ومن حول العرش» أي هم محمولون بقرينة قوله: «واللّه الحامل لهم...» وما سبق من قوله: «كلّ محمول مفعول به» إلى قوله: «ولم يسمع أحد ... » ويحتمل عطفه على قوله: «كلّ محمول» وإن لم يخل عن بُعد؛ لبُعده عنه، والفصل بالسؤال (منه رحمه اللّه تعالى)

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6169
صفحه از 672
پرینت  ارسال به