۰.وذلك نورٌ من عظمته ، فبعظمتِه ونورِه أبصَرَ قلوبُ المؤمنينَ ، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلونَ ، وبعظمته ونورِه ابتَغَى مَن في السماوات والأرض من جميع خلائقه إليه الوسيلةَ بالأعمال المختلفة والأديان المشتبهة ؛ فكلُّ محمولٍ يَحمِلهُ اللّه ُ بنوره وعظمتِه وقدرتِه لا يَستَطيعُ لنفسه ضَرّا ولا نَفعا ولا مَوتا ولا حياةً ولا نُشورا ، فكلُّ شيء ، محمولٌ ، واللّه ُ ـ تبارك وتعالى ـ الممسكُ لهما أن تزولا ، والمحيطُ بهما من شيء وهو حياةُ كلِّ شيءٍ ، سبحانَه وتعالى عمّا يقولونَ علوّا كبيرا» .
قال له : فأخبِرْني عن اللّه ـ عزّ وجلّ ـ أين هو؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : «هو هاهنا وهاهنا وفوقُ وتحتُ ومحيطٌ بنا ومَعَنا ،وهو قوله : «مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَـثَةٍ إِلاَّ هُوَ
وقوله: (فكلّ محمول يحمله اللّه ) أي لا يصحّ عليه سبحانه المحموليّة، وكلّ محمول يحمله اللّه ويحفظه (بنوره) أي بعلمه (وعظمته) أي بإحاطته بالكلّ (وقدرته) أي بالغلبة على الكلّ بالإيجاد والخالقيّة، وذُلِّ الكلّ له بالإمكان والمخلوقيّة (لا يستطيع) شيء من المحمولات (لنفسه ضرّا ولا نفعا ولا موتا ولا حياةً ولا نشورا) وهذا الذي ذُكر حالُ الممكن، وكلُّ شيء سواه ممكن (فكلّ شيء محمول، واللّه تبارك وتعالى هو الممسك لهما) أي السماوات والأرض. ولعلّه حمل السماوات على الأفلاك كلّها حتّى المحيط وما يليه، وهو المحيط بهما بما فيهما، لا يخرج من إحاطته شيء (وهو حياة كلّ شيء) ومحييه الذي به حياته (ونورُ كلّ شيء) ومنوِّره (سبحانه وتعالى عمّا يقولون) من كون شيء حاملاً وممسكا له.
وقوله: (فأخبرني عن اللّه ۱ أين هو؟) سؤالٌ عن مكان يحضره سبحانه.
وقوله عليه السلام : (هو هاهنا وهاهنا) بيان لحضوره سبحانه حضورا علميّا كلَّ شيء وكلَّ مكان، وحضورِ كلّ شيء له بإحاطته العلميّة واستواءِ نسبته إلى الفوق والتحت، وإِحاطتُه بالكلّ من حيث العلم غير مختلفة، فعلمه بالأواخر كعلمه بالأوائل، لا يعزب عنه مثقالُ ذرّة.