377
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۰.غيرَ مَوصوفٍ ، وباللون غيرَ مَصبوغٍ ، منفيٌّ عنه الأقطارُ ، مُبعَّدٌ عنه الحدودُ ، محجوب عنه حسُّ كلِّ متوهِّمٍ ، مُستَتِرٌ غيرُ مَستورٍ ، فجَعَلَه كلمةً تامّةً على أربعةِ أجزاءٍ معا ، ليس منها واحدٌ قبل الآخَر ، فأظهَرَ منها ثلاثةَ أسماءٍ لفاقة الخلق إليها ، وحَجَبَ منها واحدا ، وهو

مجسّدا، وبأنّه غير موصوف بالتشبيه ، أي بكونه مشبّها بغيره من خلقه، وبأنّه غير مصبوغ باللون؛ وكذا ما بعدها من الصفات.
أو المراد أنّه سبحانه خلق الاسم حالَ كونه سبحانه «غيرَ متصوّت بالحروف، وغير منطق باللفظ» أي لم يجعل الاسمَ ناطقا باللفظ بالتوسّع ۱ في الإسناد على قياس ما سبق ، إلى آخر ما ذكر .
وهذا أنسبُ بقوله: «وبالشخص غير مجسّد» إلى آخره؛ لأنّ هذه ممّا كثر الاشتباه فيها بالنسبة إليه سبحانه، فيحتاج إلى البيان.
وفائدة إيرادها في هذا المقام أنّه يعرف ۲ منها حال الاسم من كونه غيرَ مؤلّف من الحروف، غير متنطّق ۳ به باللسان بلفظه، غيرَ دالّ على التجسّد والتشبيه واللون والأقطار والحدود والمدركيّة بالحواسّ والأوهام.
وقوله: (مستتر غير مستور) أي متغطّى بينه وبين غيره ستر وغطاء، غير مستور هو بذلك الستر، أي ليس ذلك الستر له، إنّما هو لغيره من نقص المهيّة والقوّة والإمكان، وليس من طرفه إلاّ غاية الظهور لا ستر ۴ منه وفيه له أصلاً ۵
، إنّما الحاجب ـ الذي يمنع من ظهوره على غيره ـ ما لغيره من النقص والضعف اللازم لطبيعة الإمكان ، فبظلمة القوّة والاستعداد في غيره حُجِبوا عنه واستتر عنهم.
قوله: (فجعله كلمة تامّة على أربعة أجزاء معا ليس منها واحد قبل الآخر) أي فجعل ما خلقه من الاسم كلمةً تامّة محيطة بجميع الأشياء، لا يخرج شيء عنها وعن

1. في «ت، م»: «بالتوسّط».

2. في «خ»: «تعرف».

3. في «خ، ل»: «غير منطق».

4. في «ل»: «ولا ستر».

5. في «ل»: «فيه لواحد».


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
376

باب حدوث الأسماء

۱.عليُّ بن محمّد ، عن صالح بن أبي حَمّاد ، عن الحسين بن يزيد ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزةَ ، عن إبراهيم بن عُمَرَ ، عن أبي عبدللّه عليه السلام قال :«إنّ اللّه َ ـ تبارَكَ وتعالى ـ خلَق اسما بالحروف غيرَ مُتصوَّتٍ ، وباللفظ غيرَ مُنْطَقٍ ، وبالشخص غيرَ مُجَسَّدٍ ، وبالتشبيه

وكذا الغفور من هو في ذاته بحيث يتجاوز عن المؤاخذة لمن يشاء، فمرجعه إلى خيريّته وكماله وقدرته، أو المراد بالغفور مَن يليق به إظهار الحسن وستر القبيح، ولذا قال: «أن يكون جوادا، وأن يكون غفورا» ولم يقل: «أن يجود بشيء وأن يغفر».
ولو حمل قوله: «أن يكون جوادا، وأن يكون غفورا» على ما ذكره ـ وإن كان بعيدا ـ فيحمل على أنّه مقطوع عن السابق لبيان كون الجود وفعل المغفرة مقدورين، والأظهر ما ذكرناه أوّلاً.

باب حدوث الأسماء

قوله: (قال: إنّ اللّه تعالى خلق أسماء بالحروف غير متصوّت) في أكثر النسخ «أسماء» بلفظ الجمع. وفي بعضها «اسما» بالإفراد. والجمع بين النسختين أنّه اسم واحد على أربعة أجزاء، كلُّ جزء منه اسم، فيصحّ التعبير عنه بالاسم وبالأسماء.
وقوله: «غير متصوّت» بمتعلَّقه المتقدّم صفة للاسم، أو حال من فاعل «خلق» أي الاسم موصوف بأنّه غير ذي صوت متصوّر بصورة الحرف ۱ ، وبأ نّه غير منطَق باللفظ ، أي لم يُجْعَل ۲
ناطقا باللفظ كما يَنطِقُ الاسم فينا باللفظ، وإسناد النطق إلى الاسم من باب التوسّع ، وبأنّه غير مجسّد بالشخص ، أي ليس له سواد يُرى فيكون

1. في «ل»: «الحروف».

2. أي الاسم. وفي «م»: «لم يجعل الاسم».

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5824
صفحه از 672
پرینت  ارسال به