357
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۰.ولا تحديدٌ ، وكلُّ شيءٍ سواه مَخلوقٌ ، إنّما تُكَوَّنُ الأشياءُ بإِرادته ومشيئته من غير كلامٍ ، ولا تَرَدُّدٍ في نَفَسٍ ، ولا نُطْقٍ بلسانٍ» .

۸.عليُّ بن إبراهيمَ ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونسَ ، عن محمّد بن حكيم قال :وصفتُ لأبي الحسن عليه السلام قول هشام الجَواليقيّ وما يقول في الشابّ الموَفَّقِ ووصفتُ له قول هشام بن الحكم ، فقال : «إنّ اللّه لا يُشبِهُهُ شيءٌ» .

باب صفات الذات

۱.عليُّ بن إبراهيمَ ، عن محمّد بن خالد الطَيالسيّ ، عن صفوانَ بن يحيى ، عن ابن مُسكان ، عن أبي بصيرٍ ، قال :سمعتُ أبا عبدِاللّه عليه السلام يقولُ : «لم يَزَلِ اللّه ُ ـ عزّ وجلّ ـ ربَّنا ، والعلمُ ذاتُه ولا معلومَ ، والسمعُ ذاتُه ولا مسموعَ ، والبصرُ ذاتُه ولا مُبْصَرَ ، والقدرةُ ذاتُه ولا

ممّا يغايره غيرَ مخلوقٍ.
وقوله: (إنّما يكون ۱ الأشياء بإرادته ومشيّته من غير كلام) تنبيه على ما توهّم كونه كلاما من أسباب وجود الأشياء، وأطلق عليه الكلام فنفى عن الكلام المخلوقيّةَ، وليس بكلام، إنّما هو الإرادة والمشيّة، وهما سابقتان على الأشياء وليستا مخلوقتين، وإطلاق الخلق في المشيّة والإرادة لا يصحّ إلاّ مجازا كما في القدرة والعلم. وأمّا الكلام فليس ممّا يكون به الأشياء، ولا توقّف للإيجاد عليه، ولا على ما هو من أسبابه فينا كالتردّد في النفس والنطق باللسان.

باب صفات الذات

قوله: (والعلم ذاته ولا معلوم).
لمّا كان العلم عبارةً عمّا هو مناط انكشاف المنكشف على العالِم وكونِ العالم مطّلعا عليه، والسمع كذلك بالنسبة إلى المسموع، وكذا البصر بالنسبة إلى المبصَر، والقدرةُ عبارةً عمّا هو مناط صحّة الصدور واللاصدور عن القادر حتّى إن شاء فعل

1. في الكافي المطبوع: «تكوَّنَ».


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
356

۰.إذ كانَ لا يُشبِهُهُ شيءٌ ولا يُشْبِهُ هو شيئا» .

۷.محمّد بن أبي عبداللّه ، عن محمّد بن إسماعيلَ ، عن عليّ بن العبّاس ،عن الحسن بن عبدالرحمن الحِمّانِيِّ ، قال :قلتُ لأبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام : إنَّ هشام بن الحَكَم زَعَمَ أنّ اللّه َ جسمٌ ليس كمثله شيء ، عالِمٌ ، سميعٌ ، بصيرٌ ، قادرٌ ، متكلّمٌ ، ناطقٌ ، والكلامُ والقدرةُ والعلمُ يَجري مَجرى واحدٍ ، ليس شيءٌ منها مخلوقا . فقال : «قاتَلَهُ اللّه ُ ، أما عَلِمَ أنَّ الجسمَ محدودٌ ، والكلامَ غيرُ المتكلّمِ ، مَعاذَ اللّه ِ وأبْرَاُ إلى اللّه من هذا القول ، لا جِسمٌ ولا صورةٌ

أو بين كلّ ممّن ۱ جسّمه وغَيْرُه من المجسّمات.
وقوله: (إذ كان لا يشبهه...) أي من غير مشابهة شيء له، أو مشابهته لشيء، أو المراد أنّه لمّا لم يكن بينه وبين الأشياء المفترقة مشابهة صحّ كونه فارقا بينها.
ولا يبعد أن يكون المراد بنفي المشابهة هاهنا نفيَ كون شيء من الأشياء المتمثّلة بحسب الوجود العقلي مثالاً له، ولا هو يكون مثالاً وشبها لشيء من المهيّات والحقائق المدرَكة بالعقول والأذهان.
قوله: (زعم أنّ اللّه جسم ليس كمثله شيء) أي ذات وحقيقة غير ناعتيّة ۲ ، لا يشابهه شيء من المهيّات والحقائق المدرَكة بالعقول والمشاعر، فأطلق عليه الجسم ونفى عنه صفات الأجسام ولوازمَها.
وقوله: (والكلام والقدرة والعلم يجري مجرى واحد ليس شيء منها مخلوقا) أي كلّها من الصفات التي لا تزيد على ذاته، حتّى يحتاج إلى خالق يخلقه، ويكونَ هي مخلوقةً له.
وقوله: (أما علم أنّ الجسم محدود) أي أنّ الجسم إنّما يطلق للحقيقة التي يلزمها التقدرّ والتحدّد، فكيف يطلق عليه سبحانه ؟! وأما علم أنّ (الكلام غير المتكلّم) وكلّ ما يغايره، فهو مخلوقه سبحانه، فقال عليه السلام : (معاذَ اللّه وأبرأ إليه ۳ من هذا القول) وإطلاقِ الجسم عليه وإطلاق الكلام على ما لا يغاير المتكلّم، أو تجويز كون شيء

1. في «ل»: «وبين كلّ ممّن». وفي حاشية «ل»: «كلّ من».

2. في «خ»: «غير ناعتة».

3. في الكافي المطبوع: «إلى اللّه ».

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5964
صفحه از 672
پرینت  ارسال به