335
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۰.عَنى إحاطةَ الوهم ، كما يقال : فلانٌ بصيرٌ بالشِعر ، وفلانٌ بصير بالفقه ، وفلانٌ بصير بالدراهم ، وفلانٌ بصير بالثياب ؛ اللّه أعظم من أن يُرَى بالعين» .

۱۰.محمّدُ بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن أبي هاشم الجعفريّ ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال :سألته عن اللّه هل يوصَفُ؟ فقال : «أما تَقراُ القرآن؟» قلت : بلى ، قال : «أما تَقراُ قوله تعالى : « لاَّ تُدْرِكُهُ الْأَبْصَـرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَـرَ » ؟» قلت : بلى ، قال : «فَتَعْرِفونَ الأبصارَ؟» قلت : بلى ، قال : «ما هي؟» قلتُ : أبصارُ العيونِ ، فقال : «إنَّ أوهامَ القلوبِ أكبرُ من أبصارِ العيونِ ، فهو لا تُدرِكُه الأوهامُ وهو يُدْرِكُ الأوهامَ» .

۱۱.محمّدُ بن أبي عبداللّه ، عمّن ذَكَرَه ، عن محمّد بن عيسى ، عن داودَ بن القاسم أبي هاشم الجعفريّ ، قال :قلت لأبي جعفر عليه السلام : لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار؟ فقال : «يا أبا هاشم ، أوهامُ القلوب أدقُّ من أبصارِ العيونِ أنت قد تُدْرِكُ بوَهْمِك السِّنْدَ والهندَ والبلدان التي لم تَدْخُلْها ، ولا تُدْرِكُها بِبَصَرِك ، وأوهامُ القلوبِ لا تُدرِكُه ، فكيف أبصارُ العيونِ؟!» .

وقوله : (اللّه أعظمُ من أن يُرى بالعين) تأييد لكون المراد إدراك الأوهام ، لا إدراك العيون . وتقريره أنّه سبحانه أعظمُ من أن يُشكّ ويُتوهمّ فيه أنّه مدرك بالعين حتّى يُنفى عنه ويُتعرّضَ لنفيه ، إنّما المتوهَّم إدراكه بالقلب ، فهو الحقيق بأن يُتعرّض لنفيه ، ويلزم منه نفيُ الإدراك بالعين .
وفي بعض النسخ «اللّه أعلم من أن يُرى بالعين» وينبغي أن يحمل على أنّه أوسعُ علما من أن يكون مُحاطا بالعين ، ويكونَ علمه علمَ ما يحاط بالعين ويحدَّد به .
قوله : (إنّ أوهام القلوب أكبر من أبصار العيون) لإحاطتها بما لايصل إليه أبصار العيون ، فهو أحقُّ بأن يُتعرّض لنفيه . والمراد بأوهام القلوب إدراك القلوب بإحاطتها به . ولمّا كان إدراك القلب بالإحاطة بما لايمكن أن يُحاط به وهما ، عَبَّرَ عنه بأوهام القلوب .


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
334

۰.لم يَطَأْهُ قَطُّ جبرئيلُ ، فكشفَ له ، فأراه اللّه ُ من نورِ عظمته ما أحَبَّ» .
في قوله تعالى : «لا تُدركه الأبصار وهو يُدرك الأبصار»

۹.محمّد بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي نَجران ، عن عبداللّه بن سِنان ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « لاَّ تُدْرِكُهُ الْأَبْصَـرُ » قال : «إحاطةُ الوهم ، ألا تَرى إلى قوله : « قَدْ جَآءَكُم بَصَآلـءِرُ مِن رَّبِّكُمْ » ليس يعني بَصَرَ العيونِ « فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِى » ليس يعني من البصر بعينه « وَمَنْ عَمِىَ فَعَلَيْهَا » ليس يعني عمى العيون ، إنّما

قوله : (فكشف له ، فأراه اللّه من نور عظمته ما أحبّ) يحتمل أن يكون هذا من كلام الرضا عليه السلام بعد تمام قول رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، والمعنى : ولمّا بلغ به صلى الله عليه و آله ذلك المكانَ ، فكشف له ، فأراه اللّه من نور عظمته ما أحبّ ، أي ما أحبّ اللّه أن يُريه ، أو ما أحبّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله أن يَرى .
ولا يبعد أن يكون من تتمّة قول رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فيحمل على الالتفات من التكلّم إلى الغيبة ، أو على كون الضمير في قوله: «فأراه اللّه » لجبرئيل عليه السلام .
قوله : (في قوله : «لاَّ تُدْرِكُهُ الْأَبْصَـرُ») ۱ .
هذا الكلام مستأنف عن محمّد بن يعقوب الكليني ومعناه : الكلامُ في تفسير قوله : «لاَّ تُدْرِكُهُ الْأَبْصَـرُ» وما ورد فيه من الأحاديث أورده في ذيل باب إبطال الرؤية بالعين للمناسبة ، ولكون الإدراك بالأوهام في حكم الإبصار بالعيون ، ولأنّ نفي الإدراك بالأوهام يلزمه نفي الإدراك بالعيون .
قوله : (قال : إحاطة الوهم) أي المراد نفي إحاطة الوهم ، ويلزمه نفي الإبصار بالعين ، فأفاد نفيَ الإبصار بالأوهام مطابقةً ، ونفيَ الإبصار بالعيون التزاما .
وقوله : (ألاترى إلى قوله : «قَدْ جَآءَكُم بَصَآلـءِرُ مِن رَّبِّكُمْ» ۲ ) استشهاد لصحّة إرادة إدراك الأوهام من إدراك الأبصار .

1. الأنعام (۶) : ۱۰۳ .

2. الأنعام (۶) : ۱۰۴ .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6168
صفحه از 672
پرینت  ارسال به