315
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

باب النهي عن الكلام في الكيفيّة

۱.محمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن أبي بصيرٍ ، قال :قال أبو جعفر عليه السلام : «تَكَلَّموا في خلق اللّه ، ولا تَتَكَلَّموا في اللّه ِ ، فإنَّ الكلامَ في اللّه لا يزدادُ صاحبَهُ إلاّ تَحَيُّرا» .

قوله: (وزاد فيه: كذلك اللّه ربي).
لمّا سُئل عن كيفيّة القراءة، وكان مظنّةَ أن يسأل عن الإيمان بعد أن يجاب عن السؤال عن القراءة، فبعد ما أجاب عن سؤال القراءة أتى بتفسير قوله: «آمن» وقال ۱ : «وزاد فيه كذلك اللّه ربّي» لأن لا يسأل عن كيفيّة الإيمان.

باب النهي عن الكلام في الكيفيّة

قوله: (فإنّ الكلام في اللّه لا يزداد صاحبه).
يحتمل أن يكون المراد بالكلام المباحثةَ والمجادلةَ بالتقرير والردّ، كما يقال: «فلان عارف بالكلام» والمباحثةُ والمجادلة في الاُمور المتعلّقة به سبحانه منهيّ عنها، إلاّ لمن هو متمكّن من التحافظ عن الميل والزلل بتأييد منه سبحانه، وهو قليل نادر، وفي غيره يؤدّي إلى الحيرة والردى. فالمباحثة والمجادلة في كلّ شيء من خلق اللّه سبحانه مجوّزة، والمباحثة والمخاصمة فيه سبحانه في ذاته وصفاته الذاتيّة منهيّ عنها؛ فإنّ كلّ كلام في الصفات الذاتيّة في حقّه سبحانه يرجع إلى الكلام في الذات، وأمّا الكلام فيه سبحانه لا بالمباحثة والمجادلة، بل بذكره بما وصف به نفسَه فغير منهيّ عنه لأحد، بل هو من الذكر المأمور به.
نعم الكلام في تحديد حقيقته منهيّ عنه مطلقا، فإن لم يُحمل على المخاصمة والمجادلة فلينبغ ۲ أن يُحمل على الكلام في تحقيق الحقيقة وتحديدها.
وكذا الكلام في حديث سليمان بن خالد ومحمّد بن مسلم.

1. كلمة «قوله» و «قال» مشطوبة في «ل».

2. في «خ، ل»: «فينبغي».


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
314

۴.محمّدُ بن أبي عبداللّه ، رَفَعَه ، عن عبدالعزيز بن المهتدي ، قال :سألتُ الرضا عليه السلام عن التوحيد فقال : «كلُّ من قرأ « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » وآمَنَ بها فقد عَرَفَ التوحيد» . قلت : كيف يَقرَؤها؟ قال : «كما يقرؤها الناسُ وزادَ فيه : كذلك اللّه ربّي ، كذلك اللّه ربّي» .

بتقدّسه وتنزّهه، فكلّ موجود يمكن أن يُستدلّ منه على وجوده وتقدّسه.
ثمّ دلّ بقوله: «وَ هُوَ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ قَدِيرٌ» ۱ على عموم قدرته.
وبقوله: (هو الأوّل والآخر) على أزليّته وسرمديّته وكونِه مبدأَ كلّ معلول.
وبقوله: (والظاهر والباطن) على ظهور آياته ودلائل وجوده ودوامه وقدرته ، وعلمه بالظواهر والبواطن، وكونِه غيرَ مدرَك بالحواسّ.
وبقوله: «وَ هُوَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عَلِيمٌ» على عموم علمه.
ثمّ بقوله: «ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ» على استواء نسبته سبحانه إلى المعلولات، فلا يختلف بالقرب والبُعد وظهور الشيء وخَفائه.
وبقوله: «هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ» على إحاطة علمه بجميع الأشخاص والأمكنة، فلا يعزب عنه سبحانه شيء منها.
وبقوله: «لَّهُو مُلْكُ السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ» على إلهيّته للكلّ وكونِه غايةً حقيقيةً في الكلّ.
وبقوله: «يُولِجُ الَّيْلَ فِى النَّهَارِ» على أنّه يأتي بآيات الظهور والخَفاء والكشف والستر، وأنّ الموجوداتِ بالوجود العلمي ومخزوناتِ النفوس والصدور التي هي أخفى الأشياء ظاهرةٌ عليه أعلا مراتب الكشف والظهور.
وقوله: (فمن رام وراء ذلك) أي قصد خلافه ووصفه بخلاف ما أتى به سبحانه كمن وصفه بالجسم، أو بالشكل والصورة، أو بالصفات الزائدة، أو بالإيلاد، أو بالشريك له، أو بالجهل بشيء، أو بإيجاد غيره، أو نفي قدرته عن شيء (فقد هلك) وضلّ عن سواء الطريق، واُحيط بجهنّمَ وهو بها حقيق.

1. الحديد (۵۷): ۲.

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5962
صفحه از 672
پرینت  ارسال به