285
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۰.في شيء ، وخارِجٌ من الأشياء ، لا كشيءٍ خارجٍ من شيءٍ ، سبحانَ من هو هكذا ولا هكذا غيرُه ، ولكلّ شيءٍ مُبتَدَأٌ» .

۳.محمّد بن إسماعيلَ ، عن الفضل بن شاذانَ ، عن صفوانَ بن يحيى ، عن منصور بن حازم ، قال :قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : إنّي ناظرتُ قوما فقلتُ لهم : إنَّ اللّه َ ـ جلَّ جلاله ـ أجَلُّ وأعزُّ وأكرَمُ من أن يُعرَفَ بخَلْقِه ، بل العبادُ يُعرَفونَ باللّه ، فقال : «رَحِمَكَ اللّه ُ» .

قربٌ بحسب الحضور العلمي والاتّصالات العقلية، فهو داخل حاضر في الأشياء بعلمه بها، خارج من ۱ الأشياء، يتعالى ذاته عن ملابستها ومقارنتها، والاتّصاف بصفتها، والائتلاف منها، لا كخروج شيء من شيء بالبُعد المكاني، أو المحلّي، أو التحدّد بحدود مختلفة يوجب خروج شيء من شيء مع التشارك في المهيّة الإمكانية، بل لتعاليه عن المهيّة المغايرة للوجود (سبحان مَن هو هكذا ولا هكذا غيره) أي لا يشاركه في هذه الصفات شريك وذات مغاير له (وهوفي الكافي المطبوع: - «هو». لكلّ شيء مبتدأ ۲ ) أي لا واجب غيره، وكلّ شيء مخلوق له، فلا يوافق شيئا منها موافقة الموافقات منها، ولا يخالف شيئا منها مخالفةَ المخالفات منها ، ولو كان كذلك لصدر منه بعض دون بعض، بل نسبته إلى الكلّ في التوافق والتخالف غير مختلفة، فهو في مبدئيّته متساوي النسبة إلى الكلّ ، وإن توقّف بعضها على بعض.
قوله: (إنّ اللّه جلّ جلاله أجلُّ وأكرمُ من أن يعرف بخلقه) أي ۳ أن يعرف بوجوده وصفاته الكماليّة وتقدّسه وتنزّهه عمّا لا يليق به بوساطة العلم بصدق خلقه كالنبي والحجج، وبإخباره؛ لأنّ اللّه سبحانه أوّل الأشياء، وبرهانه أوّل البراهين وأظهر الأشياء، وبرهانه أظهر البراهين، وصدقُ الأنبياء والحجج إنّما يعرف بمعرفة اللّه سبحانه، فكيف يُعرف اللّه سبحانه بقولهم؟!
أو المراد من أن يتوقّف معرفته على وجود خلقه، فلا يعرفه أحد إلاّ بتوسّط

1. في «خ»: «عن».

2. في «ل» : «مبدأ» .

3. في «خ»: + «من».


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
284

۰.يقالُ : شيٌ فوقَه ، أمامَ كلِّ شيءٍ ولا يقالُ : له أمامٌ ، داخِلٌ في الأشياء ، لا كشيءٍ داخلٍ

بالمقايسة أن يقال: ما نسبته إلى خلقه مثلاً كنسبة الصورة والقوّة من المادّة، أو كنسبة النفس إلى البدن، أو كنسبة الأب إلى الابن، أو كنسبة الزوج إلى زوجته؛ تعالى عمّا يشركون.
وقوله: (قريب في بُعده) أي قريب من حيث إحاطة علمه بالكلّ في بُعده من الكلّ من حيث المباينة في الذات والصفات، أو من حيث عدم إحاطة علم أحد من خلقه به .
(بعيد في قربه) فهو عند الإحاطة بالكلّ علما وتصرّفا بعيد ذاتا وتنزّها عن أن يحدّد ۱ ويحاط بالمدارك.
وقوله: (فوق كلّ شيء) أي بالقدرة والغلبة عليه وكماله وتماميّته بالنسبة إلى كلّ شيء ونقصِ الكلّ بالنسبة إليه، فكلُّ متوجّهٍ إلى فوق ما عليه متوجّهٌ إليه، وكلّ متنزّل صارف عنه.
وقوله: (ولا يقال : شيء فوقه) فيه إشعار إلى أنّ إطلاق الفوق فيه بالمعنى المجازي، ولا يصحّ هذا المجاز في شيء بالنسبة إليه. وكذا قوله: (أمام كلّ شيء) أي سابق على كلّ شيء ومتقدّم عليه في جهة وِجْهَتهِ ؛ فإنّ كلّ شيء متوجّه نحو كماله.
(ولا يقال: له أمام) ولا يصحّ هذا الإطلاق مجازا في شيء بالنسبة إليه.
وقوله: (داخل في الأشياء) أي لا يخلو شيء من الأشياء ولا جزء من أجزائه بالغا ما بلغ كيف بلغ عن تصرّفه وحضوره العلمي، لا كدخول الممكنات في الأمكنة، ولا كدخول الجزء في الكلّ، ولا كدخول العارض في المعروف.
والحاصل: أنّ دخول المادّيات بعضِها في بعض بحسب قرب الأمكنة والاتّصالات والأوضاع الجرمانيّة، ودخولَ المهيّات بعضِها في بعض دخول الجزء في الكل ، أو دخول العارض في المعروض، وقرب المجرّد المفارق عن المادّة

1. في «ل»: «يحدّ».

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6012
صفحه از 672
پرینت  ارسال به