183
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۰.عن أبي أحَبُّ إليَّ» . وقال أبو عبداللّه عليه السلام لجميل : «ما سمعتَ منّي فاروِه عن أبي» .

۵. وعنه ، عن أحمد بن محمّد ؛ ومحمّد بن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن عبداللّه بن ومعنى الجواب على الأوّل أنّهما سواء في الجواز، فكما يجوز أن تروي عن أبي ما تسمعه منّي؛ حيث تعلم أنّ حديثي حديثه ومأخوذ منه، فكذلك يجوز أن تروي عنّي ما كان سماعه من ۱ أبي؛ لما تعلم أنّ أحاديثنا واحدة لا تختلف .
وعلى الثاني أنّ السماعين سواء في الجواز بالنسبة إلى الروايتين، وذلك حيث أخبر عليه السلام مجملاً بأنّ ما كان يقول به أحد من الحجج عليهم السلام يقول به الآخر، وأنّ أحاديثهم لا تختلف .
وقوله: (إلاّ أنّك ترويه عن أبي أحبّ إليّ) جارٍ في الاحتمالين . وعلى الاحتمال الثاني يمكن تعلّقه بالقرينتين ۲ وبالأخيرة. وأحَبِّيَّتُه إليه إمّا للتقيّة، أو للتحرّز عن إيهام هو خلاف الواقع من سماعه بخصوصه من المرويّ عنه .
وقوله: (وقال أبو عبد اللّه عليه السلام لجميل) .
هذا من كلام أبي بصير ويحتمل أن يكون ابتداءَ ذكر حديث آخَرَ من الكليني بترك الإسناد .
وقوله: (وما سمعت منّي فاروه عن أبي) أي ما اُحدّثك به هو ممّا سمعتُه من أبي وأرويه عنه، فاروه عنه بواسطتي وإن لم تذكر الواسطة .
سنان قال : قلتُ لأبي عبداللّه عليه السلام يَجيئني القومُ فيَستمعون منّي حديثَكم ، فأضْجَرُ ولا أقْوى ، قال : «فاقْرَأ عليهم من أوّله حديثا ، ومن وَسَطِه حديثا ، ومن آخِره حديثا» .

1. في «خ» : «عن» .

2. في حاشية «ت ، م ، ل» : قوله: «ويمكن تعلّقه بالقرينتين» على الاحتمال الأوّل يكون المعنى: رواية المسموع منّي عن أبي أحبّ إليّ من رواية المسموع من أبي عنّي . وعلى الاحتمال الثاني على تقدير تعلّقه بالجميع يكون المعنى: رواية كلّ منهما عن أبي أحبّ إليّ من روايته عنّي . وعلى تقدير تعلّقه بالأخيرة يكون المعنى: رواية المسموع من أبي عنه أحبّ إليّ من روايته عنّي ؛ لأنّ في رواية المسموع من أبيه عنه توهُّمَ كونه مسموعا عنه بخصوصه، وهو خلاف الواقع. وفي رواية المسموع منه عن أبيه رعاية التقيّة، واشتهار الرواية عن الأعلى الذي إنكار أهل الزمان له أقلّ (منه سلّمه اللّه ) .


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
182

۰.«فَتعَمَّدُ ذلك؟» قلت : لا ، فقال : «تريد المعاني؟» قلت : نعم ، قال : «فلا بأس» .

۴.وعنه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزةَ ، عن أبي بصير ، قال :قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : الحديثُ أسمَعُه منك أرْوِيهِ عن أبيك ، أو أسمَعُه من أبيك أرْوِيهِ عنك؟ قال : «سواءٌ ، إلاّ أنّك تَرويه

قال عليه السلام في جوابه: (فتعمّد ۱ ذلك؟) يقال: تعمّدتُه: إذا قصدتَه كعمد له، أي أفتقصد اللفظ وتريد روايته بألفاظه حينئذٍ؟ فقال السائل: (لا، فقال عليه السلام : تريد المعاني؟) أي روايته بمعانيه من غير محافظة على اللفظ، فقال السائل: (نعم، فقال عليه السلام : فلا بأس) أيإذا كنت بصدد نقل المعنى، فلابأس بعدم المحافظة على اللفظ.
ويحتمل أن يكون قوله في الجواب: «فتعمد» من المجرّد. يقال: عمدتُ الشيء ، أي أقمتُه بعماد، أو «فتُعمد» من باب الإفعال. يقال: أعمدته [ أي] جعلت تحته عمادا، ويكون المعنى: أفتضمّ إليه شيئا من عندك تقيمه به وتصلحه ۲ كما يقام الشيء بعماد يعتمد عليه؟ فقال السائل: «لا» فقال عليه السلام : «تريد المعاني» وتقصدها و تحفظها من الزيادة والنقصان، فقال السائل: «نعم» أي أقصد المعاني و اُريد حفظها ولا أزيد ولا أنقص، فقال عليه السلام : «فلا بأس» أي في النقل بالمعنى مع إرادة المعاني وحفظها من الزيادة والنقصان .
قوله: (الحديث أسمعه منك أرويه عن أبيك) .
هذا السؤال يحتمل وجهين:
أحدهما: هل فرق بين رواية المسموع منك عن أبيك ، وبين رواية المسموع من أبيك عنك أم لا؟
والثاني: هل يجوز أن أروي عن أبيك ما كان سماعه منك، أو أروي عنك ما كان سماعه من أبيك؟ ۳

1. أصله «فتتعمّد» حذفت إحدى التاءين .

2. في «ل»: «يقيمه به ويصلحه» .

3. في حاشية «ت» : السؤال الأوّل بالنسبة إلى المرويّ، والثاني بالنسبة إلى الرواية .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6177
صفحه از 672
پرینت  ارسال به