153
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۲.الحسين بن محمّد بن عامر ، عن مُعلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أحمدَ بن عائذ ، عن أبي خديجةَ ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :«من أرادَ الحديثَ لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيبٌ ، ومن أرادَ به خيرَ الآخرة أعطاهُ اللّه خيرَ الدنيا والآخرةِ» .

۳.عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد الأصبهانيّ ، عن المِنقَريّ ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :«من أرادَ الحديثَ لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نَصيبٌ» .

۴.عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم ، عن المنقريّ ، عن حفص بن غياث عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :«إذا رأيتم العالمَ مُحبّا لدُنياه فَاتّهِموه على دينكم ، فإنّ كلَّ محبّ لشيء يَحوطُ ما أحَبَّ» .

والمراد بالعلم المأخوذ ما يشمل المسائل والأدلّة الشرعيّة والبراهين العقليّة، فحصول النجاة بالعلم المقرون بالعمل به، وما ذكر إنّما يكون لمن يريد العلم لحقّيّته ۱ وللعمل على وفقه ومقتضاه، [ ما] يَترتّب عليه، ومن لم يتقيّد بالأخذ من أهل العلم ولم يعمل بعلمه، فلا يكون همّه بالعلم لتحقيق الحقّ والعمل به، وإنّما همّه بطلب العلم ليقال له: إنّه عالم و يتبعه الجهّال، ويراجعه السلاطين والأكابر من أهل الدنيا ليرخّص لهم فيما يريدونه من المحظور، فيأكل من عطاياهم وجوائزهم ، ويترأّس بقربهم على من لا رئاسة له عليه، وهو الذي عبّر عنه بقوله: (ومن أراد به الدنيا فهي حظّه) أي نصيبه وما يصل إليه من طلبه العلم، وليس له من العلم والعمل المترتّب عليه والنجاةِ المترتّب عليهما حظٌّ، إنّما حظّه دنياه التي نالها بطلبه .
قوله: (فإنّ كلّ محبّ لشيء يحوط ما أحبّ) أي كلّ محبّ لشيء يحفظ ويتعهّد من هذا الشيء ومن مقابله ما أحبّ، ومحبّة المقابل للشيء المنافي له لا تجامع حبَّ ذلك الشيء؛ فمن أحبّ الدنيا لم يحبّ الآخرة كما في قول أمير المؤمنين عليه السلام : «فمن أحبّ الدنيا وتولاّها أبغض الآخرة وعاداها» ۲ وللإشعار إلى ما ذكر قال: «يحوط ما


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
152

۰.من غير حِلّها هَلَكَ ، إلاّ أن يَتوبَ أو يُراجِعَ ، ومن أخَذَ العلمَ من أهله وعَمِلَ بعلمه نجا ، ومن أرادَ به الدنيا فهي حَظُّهُ» .

الطلب. (ومن تناولها من غير حلّها هلك) بارتكابه المحرّم واستحقاقِه العقاب، ۱
ولم يتعرّض في التفصيل لذمّ الرغبة في الدنيا، بل اقتصر على ما هو مناط الهلاك والنجاة عنه صريحا، ويعلم منه كونُ الموصل إلى الهلاك غالبا مذموما .
ولمّا حكم بهلاكه مطلقا استثنى منه مَن حصل له النجاة بالتوبة، أو بأن يرجع اللّه عليه بفضله وقبوله وهو توّاب على عباده، والتوبة بشروطها يحصل بها النجاة لكلّ من يتوب .
وأمّا النجاة بمراجعة اللّه بفضله على العبد فلمن يستحقّ فضلَ اللّه وقبولَه، ويتوب اللّه عليه؛ فإنّ من تناولها من غير حلّها في الجملة وفي بعض الأحوال دون بعض، ربّما يكون بكثرة الطاعة والاجتناب عن أكثر الكبائر مستحقّا لأن يتوب اللّه عليه ويراجعه بفضله وقبوله، فينجيه من الهلاك وتشديدِ الأمر عليه بالعقاب وقال: ۲ (إلاّ أن يتوب، أو يراجَع) ۳ على البناء للمجهول، أي يراجعه اللّه ُ ۴ بفضله أو على البناء للفاعل، أي يراجع اللّه َ ذلك المتناولُ من غير الحلّ في الجملة، و يكون كثيرَ المراجعة إلى اللّه بالطاعات وترك أكثر الكبائر من المعاصي ، فيرجع اللّه عليه بفضله؛ لاستحقاقه له بمراجعته إلى اللّه تعالى .
وقوله: (ومن أخذ العلم من أهله وعمل به ۵ نجا) تفصيلٌ لحال طالب العلم بأنّ النجاة لمن أخذ العلم من أهل العلم وهو العالم المأخوذُ علمُه من المأخذ الذي يجب الأخذ عنه، العاملُ بعلمه، المطابقُ قوله لفعله.

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6134
صفحه از 672
پرینت  ارسال به