117
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

باب حقّ العالم

۱.عليّ بن محمّد بن عبداللّه ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ ، عمّن ذَكَرَهُ ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :«كان أميرُ المؤمنين عليه السلام يقول : إنَّ مِن حقّ العالم أن لا تُكثرَ عليه السؤالَ ، ولا تَأخُذَ بثوبه ، وإذا دَخَلْتَ عليه وعندَه

وإسكاته بالباطل الذي لا يقدر مَن دونه على حلّه والتخلّص عنه، والمظاهرةُ والمعاونة للظَـلَمَة. ۱

باب حقّ العالم

قوله: (من حقّ العالم أن لا تكثر ۲ عليه السؤال).
يحتمل أن يكون المراد بالإكثار عليه الإكثارَ المتضمّن للضرر، بأن يكثر لينفد ما عنده، أو ليظهر خطؤه أو عجزه.
ويحتمل أن يكون المراد بالإكثار عليه الزيادة على القدر الذي يعمل به، أو يحفظه ۳ ويضبطه.
ويحتمل أن يكون الظرف متعلّقا بالسؤال، ويكونَ المراد بالسؤال عليه الإيرادَ والردَّ عليه، أو لا يُرادَ بـ«على» مُفادها، ويرادَ به السؤال منه كما في الاحتمال الثاني. وفي كلّ منها ترك رعاية حقّ العالم وتعظيمه وتوقيره .
والمراد بالجلوس بين يديه الجلوس حيث يواجهه، ولا يحتاج في الخطاب والمواجهة إلى انصراف إلى جانب السائل .
والمراد بالجلوس خلفه ما يكون بخلاف ذلك، فيحتاج في التوجّه والخطاب إلى الانصراف نحوَه .

1. في حاشية «م»: قوله عليه السلام : «يا طالب العلم...» يحتمل وجهين: أحدهما أن يكون نداءً لمن يريد تحصيل العلم، فنبّهه عليه السلام بأنّ للعالم ثلاث علامات، فإذا رأيتهنّ في عالم فاطلب منه العلم وحصّله. وهذا أيضا يفيده أنّه ينبغي أن يكون هكذا ليكون عالما. والوجه الثاني: أن يكون نداءً بحسب الظاهر، فإنّه يسمّى طالب العلم إمّا توبيخا لمن لم يكن فيه هذه العلامات، وإمّا تنبيها على أنّه ينبغي أن تكون فيه وأن لا تكون خاليا منها. وعلى التقديرين أتى عليه السلام بصيغة هذه البعيد للتنبيه على أنّ من لم يكن فيه هذه العلامات لا يكون عالما وأنّه بعيد عنه .

2. في «خ، م»: «لا يكثر» .

3. في «م»: «ويحفظه» .


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
116

۰.لكم» ثمَّ قال عيسى عليه السلام : «بالتواضع تُعمر الحكمةُ لا بالتكبّر ، وكذلك في السَّهْل يَنْبُتُ الزرْعُ ، لا في الجَبَل» .

۷.عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن معبد ، عمّن ذكره ، عن مُعاويةَ بن وَهْب ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :«كان أميرُ المؤمنين عليه السلام يقول : يا طالب العلم ، إنَّ للعالم ثلاثَ علاماتٍ : العلمَ والحلمَ والصمتَ ، وللمتكلّف ثلاثَ علاماتٍ : يُنازِعُ مَن فوقَه بالمعصية ، ويَظلِمُ مَن دونَه بالغَلَبَة ، ويُظاهِرُ الظَّلَمَةَ» .

ويتزيّن عزّه وشرفه بالتواضع، ولا يلحقه ذلّ بذلك، بخلاف الجاهل؛ فإنّه لقلّة استعداده أو لسوء استعداده إنّما يفاض عليه ما يليق به ويناسب استعداده، ولذلّه ومنقصته بالجهل يكون مناسبا للخدمة، ولا يكون في خدمته تواضع، فلا يزيد به ۱ إلاّ ذُلاًّ، فالعالم ۲ أحقّ بأن يفعل الخدمة؛ حيث له فيها منافعُ كثيرة وعزّ وشرف، والجاهل لا ينتفع بارتكابه ويزيد به ذلاًّ، إنّما فعل ما هو مناسب لذلّه وهو ۳ فيه ذلّ ولا عزّ له في ارتكابه وتحمّله، والعالم يعزّ بارتكابه، فهو من هذه الحيثيّة له عزّ.
قوله: (إنّ للعالم ثلاث علامات: العلمَ، والحلم، والصمت...) ۴ .
يعني بالعالم مَن استقرّ العلم في قلبه كما سبق. ومن علامات هذا العالم المعرفة الظاهرة والحلم والصمت، وبالمتكلّف: الذي يدّعي أنّ المعرفة الظاهريّة القوليّة من عقائده المستقرّة الثابتة في قلبه. ومن علاماته المنازعةُ لمن فوقه ومَن عليه إطاعتُه والأخذُ عنه بالمعصية وترك الإطاعة ۵ له، والظلمُ على من دونه بغلبته عليه

1. في «خ، ل»: «فلا يزداد به» .

2. في حاشية «م»: لمّا كان العالم يقتدي به الناس في أفعاله الحسنة وتشتهر بصدورها عنه بين الناس، فتصير دأبا مستمرّا بينهم، كان أولى بالأفعال الحسنة حتّى الخدمة من الجاهل. والأحقّية من هذه الحيثية لا تنافي كونه أحقّ بالمخدومية من حيثية أُخرى، وهي النظر إلى مرتبة الجاهل والعالم في نفسهما مع قطع النظر عن التعليم. ولذا قال عليه السلام : «إنّما تواضعت هكذا» إلى آخر .

3. في «خ» : - «هو» .

4. في حاشية «م»: يحتمل أن يراد بالصمت هاهنا أن لا يتكلّم في مجالس الظَلَمَة بغير ما علم المصلحة فيه؛ لأن لا ينجرّ إلى معاونة ظالم .

5. في «ل»: «الطاعة» .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5930
صفحه از 672
پرینت  ارسال به