91
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

التوحيد للصدوق رضى الله عنه مع أنّه رواه من طريق الكافي هذا بعينه قال : «وهو بالحروف غير منعوت» ۱ بالنون بعد الميم والعين المهملة وتاء مثناة من فوق أخيرا من النعت وهو التوصيف ، وهذا أظهر، وكأنّ ما في نسخ الكافي تصحيف لهذا ، وكيف كان فقوله : «بالحروف غير منصوب أو منعوت» ، بنصب «غير» على أنّه حال من الضمير المستتر في «خلق» .
والمعنى ظاهر على ما في كتاب التوحيد ، وأمّا على النسخة الاُولى للكافي فالمعنى أنّ اللّه خلق أسماء حال كونها غير منصوبة بالحروف ، أي غير مرفوعة ۲ الذكر بها ، أو خلقها ، أي قدّرها وعيّن ألفاظها وخواصّها وأحكامها ولا سواه فليس من يذكره بها ويعلي ذكره بها ، والنصب الرفع . وأمّا النسخة الاُخرى وإن كان لها معنى فالظاهر أنّها من التحريفات الملجئ إليها ضيق العَطَن .
وقوله : «وباللفظ غير منطق» وما بعده من المعطوفات كلّها أحوال كالاُولى والمراد منها ظاهر .
«فجعله» ، أي جعل اللّه ما مرّ من الأسماء المقدّرة «كلمة» واحدة ، أي نوعا واحدا ممّا يتكلّم به ، فإنّ كلّ نوع من الكلام وإن كثرت كلماته قد يقال له كلمة ككلمة الشهادة ونحوها . «تامّة» ، أي كاملة المعنى ليس لها تعلّق بما سواها ، كائنة «على أربعة أجزاء معا» ، أي بعضها مع بعض ، فـ «مع» ظرف معمول لـ «جعل» ، أي جعلها وكوّنها دفعة واحدة .
«ليس منها واحد» يكون «قبل الآخر ، فأظهر منهاثلاثة أسماء لفاقة الناس» وحاجتهم «إليها، وحجب واحدا وهو الاسم المكنون المخزون ، فهذه الأسماء الثلاثة

1.التوحيد ، ص۱۹۰ ، باب ۲۹ ، ح۳ .

2.في النسخة : «حال كونه غير منصوب . . . غير مرفوع» .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
90

فقال عليه السلام : «إنّما يُعقل ما» يبصر به إذا «كان» المبصر «بصفة المخلوقين» ، وأمّا الخالق فلا يعقل ولا يتصوّر ما يبصر به ، فإنّه ذاته وقد احتجبت عن العقول؛ تعالى اللّه عمّا يقول الظالمون علوا كبيرا .

باب الإرادة أنّها من صفات الفعل [ وسائر صفات الفعل ]

۰.قوله عليه السلام :إنّ المراد ۱ لا يكون إلخ [ ص۱۰۹ ح۱ ]

سيصرّح في الحديث الذي بعد هذا بأنّ الإرادة هي الفعل ، فلا يتوهّم أنّ له إرادة متجدّدة كما ذهب إليه البعض من المعتزلة .

۰.قوله عليه السلام :خلق اللّه المشيئة إلخ [ ص۱۱۰ ح۴ ]

كأنّه يريد صلوات اللّه عليه أنّه إنّما يرجّح جانب الوجود في الممكنات بالمشيئة ، وهي لا تحتاج إلى مرجّح سواها ، كما ذكروه في قدحي العطشان .

۰.قوله عليه السلام :المشيئة محدثة [ ص۱۱۰ ح۷ ]

يريد بالمشيئة هاهنا تعلّقها .

۰.قوله عليه السلام :جملة القول [ ص۱۱۱ ]

هذا من قول الكليني رحمه الله .
قيل ۲ : وفيبعض النسخ هكذا: «قال محمّد بن يعقوب الكلينيجملة القول» إلخ.

باب حدوث الأسماء

۰.قوله عليه السلام :إنّ اللّه خلق الأسماء بالحروف غير منصوب ۳ [ ص۱۱۲ ح۱ ]

هكذا جاءت النسخ المعتبرة للكافي بالنون بعد الميم وبالصاد المهملة والباء الموحّدة أخيرا ، وفي بعضها بالتاء المثنّاة فوقُ ۴
في الموضعين ، وأمّا في كتاب

1.في الكافي المطبوع : «المريد» .

2.قاله السيد الداماد في تعليقته على الكافي ، ص۲۵۲ .

3.في الكافي المطبوع : «خلق اسما بالحروف غير متصوّت» .

4.يعني فوقها .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: سيد بدر الدين بن أحمد الحسيني العاملي؛ گردآوری: سيد محمّد تقي الموسوي؛ تحقیق: علي الفاضلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3077
صفحه از 352
پرینت  ارسال به