تفسير قوله تعالى «وَ إِذَآ أَظْـلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ» ۱ «ودفنوا في التراب الموؤدة بينهم من أولادهم» لابدّ من تضمين «دفنوا» معنى شهروا أو تعارفوا أو نحوهما، وإلاّ لكان لفظ «بينهم» قلقا و«الموؤدة» من وَأَد ، يئد مقلوب آد ، يؤود : إذا أثقل؛ قاله في الكشّاف ۲ والمراد به معروف . «يجتار» والذي عليه النسخ المعتمدة «يجتاز» بالجيم والزاي المعجمتين من الجواز ، والمعنى يمرّ ويجتاز طيب العيش قربانهم ولا يحلّ بساحتهم ، وكذلك «رفاهية حفوظ الدنيا» والذي في النسخ الموثوق بها بالحاء المهملة والظاء المعجمة جمع حفظ ، وهو قلّة الغفلة والتحفظ عن محارم اللّه سبحانه .
«حيّهم أعمى بَخس» في النسخ التي عليها المعوّل بالباء الموحّدة والخاء المعجمة بمعنى الناقص . «وميّتهم في النار مبلس» ، أي متحيّر آيس من رحمة اللّه تعالى . و«ريب الحرام» حوادث الحرام ، أي الحوادث والطواري التي يتعلّق بها الحرمة ، كما قال صاحب الغريبين : «ريب المنون ، أي حوادث المنون» ۳ .
حاشية أُخرى : وإنّما طوينا الكشح عمّا في هذا الحديث من النكت البيانيّة والتراكيب النحويّة مع كثرتها ومساس الحاجة إليها في فهم معاني الحديث لما تقتضيه من زيادة البسط وكثرة الإيضاح ، وليس هذا محلّه . واللّه أعلم .
باب اختلاف الحديث
۰.قوله عليه السلام :إلى الطاغوت [ ص۶۷ ح۱۰ ]
الطاغوت الصنم ، والمراد بالتحاكم إليه التحاكم إلى أهل ملّته وهم عبّاد الأصنام .