63
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

اللّه عليهم ـ يعبّرون عنهم تارة بالجبريّة، وتارة بالحشويّة، وتارة بالقدريّة، وتارة بالمرجئة، وكلّ هذه الإطلاقات توجد في الكشّاف ، والمراد بالرجل الذي لم تفرض طاعته المشايخ الثلاثة ، وإنما وحّده باعتبار كلّ عصر، ومثله مقابله .

۰.قوله عليه السلام :إنّ المرجئة إلخ [ ص۵۳ ج۲ ]

في هذا الخبر ذمّ للفريقين : للمرجئة على شدّة حرصهم على التقليد حتى قلّدوا في الباطل ، وللشيعة في عدم الحرص حتى تركوا التقليد في الحقّ .

باب البدع [ والرأي والمقائيس ]

۰.قوله عليه السلام :إنّ من أبغض الخلق إلخ [ ص۵۵ ح۶ ]

قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة بعد أن شرح هذا الكلام : [ قيل ]المراد بالرجل الأوّل الضالّ في أصول العقائد كالمشبِّه والمجبِّر ونحوهما ، ألا تراه كيف قال : «مشغوف بكلام بدعة ودعاء ضلالة» وهذا مشعر بما قلناه من أنّ مراده [ به ] المتكلّم في أُصول الدين ، وهو ضالّ عن الحقّ ؛ ولهذا قال : إنّه فتنة لمن افتتن به ، ضالّ عن هَدْي مَن قبله ، مضلّ لمن يجيء بعده . وبالثاني المتفقّه في فروع الشرعيات ، وليس بأهل لذلك ، كفقهاء السوء ، ألا تراه كيف يقول : «جلس بين الناس قاضيا»!
وقال أيضا: «تَصْرُخُ من [ جَور ] قضائه الدِّماء ، وتَعَجُّ [ منه ] المواريث» ۱ انتهى.
ونِعْم ما قال، إلاّ أنّ المراد بالأوّل هم أئمّة الضلال ، وبالمتفقّه أتباعهم والمجتهدين حذوهم .

۰.قوله عليه السلام :وكله اللّه إلى نفسه [ ص۵۵ ح۶ ]

أي تركه اللّه ونفسه .

۰.قوله عليه السلام :فهو جائر [ ص۵۵ ح۶ ]

أي عادل .

1.شرح نهج البلاغة ، ج۱ ، ص۲۸۶ .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
62

تلك المعاني بعينها من غير زيادة ونقيصة في المعنى «فلا بأس» .
فهذا الحديث وما بعده صريحان في جواز الرواية بمعنى ؛ لكن مع الضبط والمعرفة بالصيغ والعبارات ، كما حقّق في محلّه، إلاّ أنّ في الثاني ما يشعر بعدم جواز التعمّد .

۰.قوله عليه السلام :القلب يتّكل على الكتابة [ ص۵۲ ح۸ ]

قال الجوهري : «فرسٌ واكِلٌ : يتّكل على صاحبه في العَدْو ويحتاج إلى الضَرْب» . ۱ فالمعنى هنا أنّ القلب يحتاج إلى الكتابة لعجزه بدونها ، ولو حملت الحديث على ظاهره من عدم الاحتياج إلى الكتابة لخالفت به عنوان الباب من الحثّ على الكتابة وفضلها .

۰.قوله عليه السلام :إيّاكم والكذب المفترع [ ص۵۲ ح۱۲ ]

«المفترع» على صيغة المبنيّ للمفعول بالفاء والعين المهملة أخيرا مِن افترعت البكر: افتضضتها ، والمراد به المخترع ، أي ما لم يسبق إليه ولم يكن إلاّ من عمد ، ففي الكلام استعارة تبعيّة تشبيها له بالبكر المفترعة في عدم السبق وكون الفعل عمدا ، وهذا المعنى مستعذب في هذا المقام وليس من التصحيفات في الانتساخ ولا من التحريفات في الرواية ، كما زعمه بعض الأفاضل ۲ فجعله بالقاف من الاقتراع بمعنى الاختيار ، وهو كما ترى .

باب التقليد

۰.قوله عليه السلام :أم المرجئة [ ص۵۳ ح۲ ]

المراد بالمرجئة هنا من قال بإمامة المشايخ الثلاثة على العموم ، فإنّهم ـ صلوات

1.الصحاح ، ج۳ ، ص۱۸۴۵ (وكل) .

2.هو الميرداماد في تعليقته على الكافي ص۱۱۷ .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: سيد بدر الدين بن أحمد الحسيني العاملي؛ گردآوری: سيد محمّد تقي الموسوي؛ تحقیق: علي الفاضلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2872
صفحه از 352
پرینت  ارسال به