55
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

ما فرض اللّه سبحانه ، لا كما فعل عمر بن الخطّاب من العول والتعصيب، وقد أفتى في مسألة الجدّ ست مرّات في كلّ ذلك يرجع وينقض الحكم إلى غيره . قاله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ۱ وعطفها على «آية محكمة» مع أنّها من جملتها من باب عطف الخاصّ على العامّ اهتماما بشأنه لانفلاق مسائلها ؛ ولهذا أفرد علم الفرائض بالتدوين حتى قيل : علم الفرائض والأحكام كأنّه قد صار علما برأسه غير منشعب من غيره .
والثالث: علم سنّة الرسول والآثار المنقولة عن أهل البيت عليهم السلام ، فإنّها من جملة السنّة المأخوذة عنه عليه السلامبوساطتهم عليهم السلام ووصفها بكونها «قائمة» مِن «قامت السوق» : إذا كثر فيها البيع والشراء ، تنبيها على أنّ الحديث لا يعمل به إذا شذّ وانفرد بنقله ناقله إلاّ أن يعضد بغيره من دليل العقل ، أوْ مِن «قام إذا انتصب» والتوصيف كناية عن عدم النسخ ، وعلى كلّ حال ففي الكلام استعارة مكنيّة وتخييل .

باب أصناف الناس

۰.قوله عليه السلام :الناس ثلاثة : عالم ومتعلّم وغثاء [ ص۳۴ ح۲ ]

العالم هو الإمام صلوات اللّه عليه والمتعلّم هم شيعته الآخذون عنه ، والغُثاء ۲ هم من سواهم ۳ وفي الكلام استعارة مصرّحة ، فإنّه شبّه من عدا شيعة آل الرسول عليهم السلام

1.شرح نهج البلاغة ، ج۱۲ ، ص۲۴۶ ، في الطعن السابع عليه ، قال : «إنّه كان يتلوّن في الأحكام ، حتى رُوي أنّه قضى في الجَدّ بسبعين قضيّة ، ورُوي مئة قضيّة» . وقال في ج۱ ، ص۱۸۱ في شرح الخطبة الشقشقيّة : «وكان عمر يُفتي كثيرا بالحكم ثم ينقضه ، ويفتي بضدّه وخلافه ؛ قضى في الجدّ مع الإخوة قضايا كثيرة مختلفة ، ثمّ خاف من الحكم في هذه المسألة فقال : مَن أراد أن يتقحّم جراثيم جهنّم فليقُل في الجدّ برأيه» .

2.الغُثاء : ما يجيء فوق السيل ممّا يحمله من الزبد والوسخ وغيره .

3.في هامش النسخة : هذا التفسير مذكور في حديث عنه عليه السلام في آخر الباب وكتب السيّد قدّس سرّه عقيب تلك الحاشية : «قد كنت كتبت هذه الكلمات قبل وصولي إلى آخر الباب ، فالحمد للّه على موافقة الصواب» .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
54

والعقل نظير للنور ، والشبه للظلمات والاحتيال وإعمال الفكر لحسن التخلّص وقلّة التربّص .

[ كتاب فضل العلم]

باب فرض العلم ووجوب طلبه والحثّ عليه

۰.قوله عليه السلام :طلب العلم فريضة [ ص۳۰ ح۱ ]

ليس في هذا الحديث وماضاهاه وجوب الاجتهاد علينا ؛ إذ المراد بالعلم هنا أعمّ من علم المجتهد والمقلّد ولا شكّ أنّه فريضة هذا للفتوى والعمل وذا للعمل وحده، وليس هو من استعمال المشترك ـ أعني فريضة ـ في كلا معنييه، وأنّه غير جائز على الأصحّ ؛ بل هو من شمول العامّ لأفراده .

۰.قوله عن أبي عبداللّه رجل من أصحابنا رفعه [ ص۳۰ ـ ۳۱ ح۵ ]

أي رجل كان من أصحابنا رفعه إليه ، أي إلى أبي عبداللّه عليه السلام ، فـ «رجل» مسند إليه وجاز ذلك لوصفه بالظرف ، و«رفعه» مسند ، وقدّرنا «إليه» وأعدنا الضمير إلى أبي عبداللّه عليه السلام لقرينة ذكره ، والاحتياج إلى التقدير ليتمّ المعنى . وما في بعض النسخ من لفظ «عن» فمن تصرّف الناظرين في الكتاب .

باب صفة العلم وفضله وفضل العلماء

۰.قوله عليه السلام :آية محكمة أو فريضة عادلة أو سنّة قائمة إلخ [ ص۳۲ ح۱ ]

قال في القاموس : «سورة محكمة : غير منسوخة». ۱ فالمعنى أنّ العلم الذي لابدّ للمكلّف منه ولايسعه الجهل به ثلاثة : علم ما لم ينسخ من الكتاب ليعمل به ، وعلم فريضة وهي ما فرض اللّه سبحانه من السهام «عادلة» ، أي عادل صاحبها فيها من باب المجاز العقلي كعيشة راضية ، ومعنى كون صاحبها عادلاً فيها أنّه يعدل سهامها على

1.القاموس المحيط ، ج۴ ، ص۱۳۷ (حكم) .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: سيد بدر الدين بن أحمد الحسيني العاملي؛ گردآوری: سيد محمّد تقي الموسوي؛ تحقیق: علي الفاضلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2904
صفحه از 352
پرینت  ارسال به