51
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

من الأرض وكثرت الخيرات فيها ، وإلى هذا الإشارة بقوله تعالى : «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءَامَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـتٍ مِّنَ السَّمَآءِ وَالأَْرْضِ» ۱ وله نظائر في القرآن ، وجملة «العالم والجاهل» استينافيّة جواب عن السؤال من غير السبب، كأنّه لمّا قيل بين هذين الجنسين رفاهية فقيل : هل ظفر بها أحد ، فقيل : لا؛ لأنّ كلّ فرد من أفراد العالم والجاهل شقي ، أي متعب ، بينهما ، أي بين الجنسين .
هذا ، والقول بأنّ «نَعمة» مضافة إلى «العالم» و«شقي» خبر عن «الجاهل» وحده فمّما لا ينبغي الإصغاء إليه، يظهر ذلك بالتأمّل .

۰.قوله عليه السلام :والفهم مجد [ ص۲۶ ح۲۹ ]

أي به نيل الشرف ؛ إذ به يحصل نيل سعادة الأبد . «والجود نجح» ، أي إنجاح وهو إنالة المسؤول بسرعة . «وحسن الخلق مجلبة للمودّة» ، أي هو جالب لها . «والعالم بزمانه» وأنّه لا يرفع عن كرامة ولا يخفض عن هوان «لا تهجم عليه اللوابس» ، أي الشُّبه ، جمع لابسة . «والحزم» ، أي الضبط والاستيثاق «مساءة الظنّ» بالغير كائنا من كان إلاّ بعد إقامة الحجّة ، فترك لذلك فعليه الإباء وتتبّع الدليل .

۰.قوله عليه السلام :واللّه وليّ من عرفه إلخ [ ص۲۷ ح۲۹ ]

لمّا أشار فيما مضى إلى الظلم من الأعداء ـ كما أوضحناه فيما سبق ـ أردفه بأنّ اللّه سبحانه وليّ من عرفه ، وفيه كناية عن «إنّا نحن العارفون به فسينتقم لنا منهم» وهو «عدوّ من تكلّفه» ، أي جهله ، وهو كناية عن «أنّ اُولـ[ ـئك ] الظلمة وأتباعهم لم يعرفوا اللّه سبحانه ولا اعتقدوا وجوده ولا صدقوا رسوله فيما جاء به عنه ، وإنّما تكلّفوا معرفته وحملوا الناس عليها وعلى القول بالرساله حبّا للرئاسة وصونا لما ادعوه من الخلافة» ولو لا ذلك لقال : وعدوّ من جهله أو لم يعرفه أو نحو ذلك .

۰.قوله عليه السلام :والجاهل ختور [ ص۲۷ ح۲۹ ]

الختر : أشدّ الغدر .

1.الأعراف (۷) : ۹۶ .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
50

بالطاعة ناظر إلى حيث ، فإنّ من أقرّ بها عرف مأخذ الأحكام .
«فإذا فعل ذلك» ، أي حصل له العرفان بما مرّ «كان مستدركا لما فاته» من الأحكام في زمن الجهل «وواردا على ما هو آت» منها غير مستبدل به غيره ، وكان «يعرف ما هو فيه» من الأعمال «ولأيّ شيء هو هاهنا» ، أي في دارالتكليف «ومن أين يأتيه» ، أي من أين يأتي ما هو آتٍ من الحكم ، أي يعرف من أين يأخذه «وإلى ما هو صائر» إليه من الثواب أو العقاب ، فإنّه إذا عرف الناصح وتبعه كان مصير أمره إلى خير ، وإذا عرف الغاشّ وتبعه كان على غير ذلك ، وذلك كلّه من تأييد اللّه سبحانه العقل من النور وإلاّ فهو بنفسه غير مستقل بكثير من الأحكام الشرعية ، هذا ومن نظر بعين التأمّل وجد آخر الحديث مفسّرا لأوّله .

۰.قوله عليه السلاملا يفلح من لا يعقل إلخ [ ص۲۶ ح۲۹ ]

أي لا يفوز بالسعادة الأبديّة إلاّ ذوالعقل لما مرّ . «ولا يعقل» ، أي لا يصير ذو عقل ۱ ينتفع به «من لا يعلم» ، أي من لا يعلم أحكام الشريعة ولم يأخذها عن أهلها ، «وسوف ينجب من يفهم» أي من كان ذا فهمٍ وتفكّرٍ فإنّه سيهتدي للحقّ ، «والعلم جنّة» ، أي وقاية من سهام الباطل . «والصدق» في العهد «عزّ» فإنّه إذا صدق اللّه ما عاهده عليه دخل في المؤمنين الأعزّاء «والجهل» بأحكام الشريعة «ذلّ» ؛ لأنّه وجه به عنهم .
وقوله : «بين المرء والحكمة نَعمةٌ ، العالم والجاهل شقي بينهما» لام «المرء» جنسية وكذا «الحكمة» وهي علم الشرائع ، والنَعمة بالفتح مثلها في «ذَرْنِى وَ الْمُكَذِّبِينَ أُوْلِى النَّعْمَةِ» ۲ ولام «العالم» و«الجاهل» استغراقيّة ، وتنكير «نعمة» للتعظيم، والمعنى أنّ بين الجنسين نعمة ، أي تنعّم ورفاهة عظيمة لو علموا بمقتضى ذلك العلم لم يفتهم ولم يغب عنهم إمامهم ، ولم يمنع ذو حقّ حقّه ولارتفع الفساد

1.كتب فوقها في النسخة لفظة «كذا» ، ولعلّ الصواب : «ذا عقل» .

2.المزمّل (۷۳) : ۱۱ .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: سيد بدر الدين بن أحمد الحسيني العاملي؛ گردآوری: سيد محمّد تقي الموسوي؛ تحقیق: علي الفاضلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3039
صفحه از 352
پرینت  ارسال به