255
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

العقاب والثواب ؛ لأنّ من قدر على مثل هذه الخلقة العظيمة وكان رابّا لها لا يعجزه شيء ولا يفوته شيء ، «سبقت رحمتي غضبي» ، أي قد أقمت الحجّة بنصب الأدلّة من إرسال الرسل ونصب الأوصياء قبل الحكم بالعقاب ، فلا لوم عليّ ، ويلزم هذا الكلام أنّ رحمتي خاصّة بمن أطاع، فلا يطمع فيها من عصى، واختار على الأنبياء غيرهم وقدّم على الأوصياء من يجب عليه طاعتهم .

۰.قوله :قال: ما بين سيتها [ ص۴۴۳ ح۱۳ ]

أي ما يصدق عليه أنّه سية لها إلى رأسها من كلّ جانب ، والسية هي الانعطاف في جانبي القوس ، وما بين السيتين القابان . والقوس يذكّر ويؤنّث .
وحاصله: أنّ معنى قاب قوسين مقدار قوس واحدة ، فإنّ القاب ما بين المَقْبِضِ ورأس السِيَةِ .
والمعنى على القلب ، أي قابي قوس وهما مع السية مقدار القوس ، فإنّه غاية القرب بين المفيد والمستفيد ، وهذا موافق لما نقله في الصحاح عن بعض اللغويين ۱ وإنّما قلنا : وهما مع السية مقدار القوس ، لقوله : «إلى رأسها» .

۰.قوله عليه السلام :مُشْرَب حُمرة [ ص۴۴۳ ح۱۴ ]

أي علا بياضه حمرة .

۰.قوله عليه السلام :شَثْن الأطراف [ ص۴۴۳ ح۱۵ ]

المراد بالأطراف الكفّان والقدمان ، قال الهروي في كتاب الغريبين في صفته صلى الله عليه و آله : «شَثْنُ الكَفَّين والقدمين ،قال أبو عبيدة : يعني أنّهما [ تميلان ] إلى الغِلَظ والقِصر ، وقال خالد : الشثُونة لا تعيب الرجال ، بل هي ۲ أشدّ لصبرهم على المِرَاس ؛ ولكنّها تَعِيبُ النساءَ وقال غيره : هو الذي في أنامله غِلَظ بلا قِصَر» . ۳

1.الصحاح ، ج۱ ، ص۲۰۷ (سيى) .

2.في النسخة : «هو» .

3.الغريبين ، ج۳ ، ص۹۷۲ . (شثث)


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
254

أو المراد أخوال أبيه عبدالمطّلب ، فإنّ اُمّه كانت من بني النجّار من أهل المدينة بنى بها أبوه هاشم بن عبد مناف حين توجّهه إلى الشام، وتوفّي هاشم في الشام في غَزَّة ۱ ، وولدت له في غيبته عنها عبدالمطّلب، وسمّته اُمّه شيبة الحمد حتّى جاء إليه مطّلب بن عبد مناف وسرقه وذهب به إلى مكّة؛ والقصّة مشهورة .

۰.قوله :أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبداللّه الصغير ۲ [ ص۴۴۱ ح۹ ]

سيأتي في هذا الباب أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبداللّه ، عن الحسين بن عبداللّه الصغير . ۳

۰.قوله :امضه [ ص۴۴۲ ح۱۲ ]

هاء السكت .

۰.قوله :مكانَك يا محمّد ، إلخ [ ص۴۴۳ ح۱۳ ]

أي الزم مكانك ، فإنّك «قد وقفت موقفا» ، أي في موقف ، «لم يقفه» ، أي فيه، «ملك قطّ ولا نبيّ» غيرك ، فكأنّه صلوات اللّه عليه تداخله من هذا الكلام شيء من الرعب، فقال له جبرئيل عليه السلام مسكّنا له : «إنّ ربّك يصلّي» ، أي يختصّ برحمته من يشاء من عباده وقد اختصّك بذلك ، وحيث كان صلوات اللّه عليه اهتمامه بحال اُمّته واستعلام ما يؤول إليه حالهم هو المطلب الأقصى فينظره تلقّى المخاطب بغير ما يترقّب على طريقة اُسلوب الحكيم فقال: «يا جبرئيل، وكيف يصلّي» ربّي ، أي كيف رحمته لاُمّتي ، أشاملة هي أم خاصّة ببعضهم ، فقال ـ كما يقول المترحّم على لسان المترحّم عنه وإن لم يصدر عنه ذلك الكلام بعينه ـ : «سبّوح» ، أي أنا سبّوح منزّه عن جميع النقائص والرذائل، «قدّوس»، أي طاهر مطهّر عمّا ينسبه إليَّ جَهَلَة عبادي ، «أنا ربّ الملائكة والروح» ، أي قادر على

1.غَزَّة (بفتح أوّله وتشديد ثانيه وفتحه) : مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر ، وهي من نواحي فلسطين غربيَّ عسقلان . معجم البلدان ، ج۴ ، ص۲۰۲ .

2.في هامش النسخة : «خ ل» وعليها علامة «صح» : «عن الحسن بن عبداللّه » .

3.ص۴۴۶ ح۲۱ وفيه : «عن الحسين بن عبيداللّه ، عن أبي عبداللّه الحسين الصغير» .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: سيد بدر الدين بن أحمد الحسيني العاملي؛ گردآوری: سيد محمّد تقي الموسوي؛ تحقیق: علي الفاضلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3101
صفحه از 352
پرینت  ارسال به