101
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

فإنّ الكليني لم يعهد له رواية عن محمّد بن يحيى بواسطة فتأمّل .

۰.قوله عليه السلام :أعني بالحواية إلخ [ ص۱۲۸ ح۹ ]

في الكلام لفّ ونشر مشوّش ، فقولُه : «أو من شيء سبقه» أي من زعم أنّه سبحانه كان من شيء سبقه ، ناظرٌ إلى الأوّل ، وقولُه : «أو بإمساك» ناظرٌ إلى الأخير ، وقولُه : «بالحواية» ، أي الإحاطة الكائنة من الشيء غيره تعالى وتقدّس له ناظرٌ إلى الأوسط .

باب العرش والكرسي

۰.قوله عليه السلام :إنّ العرش خلقه اللّه تبارك وتعالى إلخ [ ص۱۲۹ ح۱ ]

قال الصدوق رضى الله عنه في كتاب الاعتقاد : «اعتقادنا في العرش أنّه جملة جميع ما خلق اللّه ، والعرش في وجه آخر هو العلم . ثم قال : فأمّا العرش الذي جملة جميع الخلق فحملته ثمانية من الملائكة ، لكلّ واحد منهم ثمانية أعين ، كلّ عين طباق الدنيا : واحد منهم على صورة بني آدم ، فهو يسترزق اللّه لهم ، ۱ وواحد منهم على صورة الثور ، يسترزق اللّه للبهائم كلّها ، وواحد منهم على صورة الأسد يسترزق اللّه للسباع ، و واحد منهم على صورة الديك يسترزق اللّه للطيور .
فهم اليوم هؤلاء الأربعة ، فإذا كان يوم القيامة صاروا ثمانية .
وأمّا العرش الذي هو العلم ، فحملته ثمانية ، أربعة من الأوّلين وأربعة من الآخرين» ۲
. إلى آخر ما سنذكره في آخر الباب . فكلامه هذا يعطي أنّ العرش لا يخرج معناه عن هذين المعنيين، مع أنّه قال في كتاب التوحيد بعد ما ساق الروايات الواردة في تفسير قوله تعالى «الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى» ۳ : «قال مصنّف هذا

1.في المصدر «لولد آدم» .

2.الاعتقادات ، ص۴۵ ـ ۴۶ .

3.طه (۲۰) : ۵ .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
100

ذكر هناك، ولم يقل : إنّه ما يروي عن العدّة إلاّ بغير واسطة، فيمكن روايته عنها بواسطة تارة وبلا واسطة اُخرى . ولا يخلو عن بُعد ، فإنّا لم نجده يروي عن علي بن إبراهيم بواسطة مع أنّه من رجال العدّة ؛ واللّه أعلم .

۰.قوله :الرحمان إلخ [ ص۱۲۷ ]

هذا من قوله رحمه الله .

۰.قوله عليه السلام :استوى من ۱ كل شيء [ ص۱۲۷ ح۶ ]

هذا تفسير لحاصل المعنى ، فإنّ المراد بالعرش جملة ما خلق اللّه وهو كلّ شيء ، و«على» بمعنى «من» فصار المعنى ، أي حاصله ، استوى من كلّ شيء ، هذا مبنيّ على ما سنبيّنه فيما بعد في باب العرش والكرسي من أنّ معنى العرش أحد شيئين إمّا جملة ما خلق اللّه أو العلم ، وقد يراد به معنى ثالث وهو الفلك الأطلس المحيط بالعالم ؛ واللّه أعلم .

۰.قوله :وعنه عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين [ ص۱۲۸ ح۸ ]

الذي رأيناه في بعض النسخ أنّه كان من شأنه أن يقول في أوّل كلّ باب : محمّد بن يعقوب الكليني رحمه الله عن علي بن إبراهيم مثلاً ويسوق الحديث ، ثمّ يعطف عليه بسند آخر ويقول : وعنه ، أي عن محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى مثلاً وهكذا إلى آخر كلّ باب ، فكأنّ هذا الباب كان في النسخ المشهورة كذلك فرأوا ألاّ فائدة في ذلك فحذفوا من أوائل الأسانيد ذلك وغفلوا عن مثل هذا فبقي على حاله ، والضمير عائد على محمّد بن يعقوب رحمه الله في أمثال هذا بلا شكّ ولا ارتياب .
حاشية أُخرى : الظاهر عود الضمير على أحد المذكورين في السند السابق وهما علي بن محمّد ومحمّد بن الحسن ، والظاهر أنّه الصفّار ، ولا يخلو من تأمّل ،

1.في هامش النسخة : «خ ل : على» وكذا في الكافي المطبوع .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: سيد بدر الدين بن أحمد الحسيني العاملي؛ گردآوری: سيد محمّد تقي الموسوي؛ تحقیق: علي الفاضلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2819
صفحه از 352
پرینت  ارسال به