93
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

من أسماء تدلّ على إضافة تلك إليه وسلب هذه عنه تقدّس وتعالى ، وحيث كان لفظ الواحد نفسه دالاًّ على نفي الشريك عنه وإضافة القديم إليه ، لأنّ الواحد ما ليس قبله ولا بعده شيء وهو معنى القديم ، والأحد على نفي التركيب عنه عادت الصفات بأسرها إلى اثنتي عشرة ۱ فخلق سبحانه وسخّر لكلّ اسم من هذه الأسماء الثلاثة أربعة أركان يتمّ بها التوحيد ويكمل ، فذلك اثنا عشر ركنا . وباقي الحديث ظاهر ويمكن التكلّف بوجوه اُخر ۲ تنبأ عنها الطبع وتمجّها العقل؛ واللّه أعلم .

۰.قوله :والحسين بن علي بن عثمان ۳ [ ص۱۱۳ ح۲ ]

في كتاب التوحيد ۴ للصدوق رضى الله عنه روى هذا الحديث بهذا الإسناد بعينه وفيه الحسن بن علي بن أبي عثمان ، وكأنّه الصحيح ، والظاهر أنّه الملقّب بالسَجّادة الملعون الذي قيل : إنّه ليس له في الآخرة نصيب .

۰.قوله :يراها ويسمعها [ ص۱۱۳ ح۲ ]

الظاهر أنّه من الإسماع لا من السمع ، أي يُسمعها ما يحتاج إلى إسماعها إيّاه، وباقي الحديث إنّما يلائم هذا ، وأيضا النفس إنما يمكن إسماعها لا سمعها، بخلاف الرؤية .

۰.قوله عليه السلام :واللّه غاية من غاياته ۵ [ ص۱۱۳ ح۴ ]

ويريد به أنّ لفظة الجلالة غاية ونهاية ممّا تنتهي إليه العقول في معرفته عزّوجلّ ؛ إذ غاية ما تنتهي إليه العقول في معرفته أنّه اللّه ، أي الذات الواجب الوجود المستحقّ

1.في النسخة : «اثني عشر» وعليها لفظة «كذا» .

2.في هامش النسخة : «منها فالظاهر هو اللّه الظاهر بتقدير مبتدأ بعد لفظة الجلالة ويسند إليه ما بعد الفاء من أسماء اللّه تعالى وهي ثلاثة . ه بخطه» .

3.في الكافي المطبوع : «الحسن بن علي بن عثمان» .

4.التوحيد ، ص۱۹۱ ، باب ۲۹ ، ح۴ .

5.في هامش النسخة : «من غاياه كذا في كثير من النسخ المعتبرة. بخطه» .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
92

التي ظهرت» . وتفسير باقي الحديث على وجه تطمئنّ به النفوس وتسكن إليه الخواطر موكول إلى مَن هو أعلى شأنا منّي وأشدّ اطّلاعا منّي على الآثار النبويّة والأخبار الدينيّة ، وهذا ما بلغ إليه جهدي ونالته طاقتي ؛ واللّه الموفّق للصواب وإليه المرجع والمآب .
حاشية اُخرى : وإنّما قلت : إنّه لا يمكن تفسير باقي الحديث على وجه تسكن النفس إليه ؛ لأنّه يمكن تفسيره بتكلّف بأن يقال : الظاهر هو اللّه تعالى ومعناه المستحقّ للعبادة، ولا تحقّ العبادة إلاّ اللّه الواحد الأحد ، فهذه هي الأسماء الثلاثة الظاهرة قد دلّ على بعضها بدلالة المطابقة وعلى بعضها بدلالة الالتزام ، واللوازم هنا وإن كثرت فوجه التخصيص بهذين الاسمين لوجوه: منها أنّه قد دلّ العقل والنقل على أنّه سبحانه إنّما خلق هذا العالم ليعرف به، لا لأمر آخر ، فالأهمّ حينئذٍ تقديم خلق ما يدلّ على المعرفة ويحصل به الإيمان والتوحيد ، ولا شكّ أنّه إنّما يحصل بهذه الأسماء الثلاثة ، فإنّها مفاد كلمة التوحيد .
ومنها أنّه في كتاب التوحيد لمّا فسّر الأسماء الحسنى ذكر الاسمين بعد لفظ الجلالة ، ولا شك أنّه إنّما بدأ بالأشرف فالأشرف .
ومنها أنّ كمال هذين الاسمين ليس لغيرهما، وكمال غيرهما لا يتمّ حتى يعود إليهما ، فإنّ القادر مثلاً لا يكون صفة للّه حتى يجعل صفة أقدر الأقدرين وهو واحد وكذا جميع الصفات .
ثم اعلم أنّه تعالى إنّما خلق أربعة أسماء أوّلاً ؛ لأنّ أسماءه تعالى إمّا أن تدلّ على الذات المقدّسة من غير إضافة كمال إليها، أو سلب ضدّه عنها، أو على الإضافة فقط، أو السلب فقط ، أو الإضافة والسلب معا ، فلابدّ من أربعة أسماء ، وإذا حجب واحدا منها بقي ثلاثة هي اللّه ، الواحد ، الأحد ، كما أشرنا إليه ، وهي اُصول التوحيد ، فإذا اُريد التوحيد التامّ الكامل ـ وهو إنما يحصل بإثبات الصفات الثبوتية ونفي السلبيّة ـ فلابدّ

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: سيد بدر الدين بن أحمد الحسيني العاملي؛ گردآوری: سيد محمّد تقي الموسوي؛ تحقیق: علي الفاضلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3060
صفحه از 352
پرینت  ارسال به