49
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

النبيّ والأئمة عليهم السلامكان عالما بأحكام الشريعة ؛ إذ لا علم سواه ولا يحمد الإنسان على غيره ، بل قد يذمّ ، كما قال في الكشاف في تفسير قوله تعالى : «فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ» ۱ يريد علم الفلاسفة والدهريين من بني يونان . ۲
و«كان» أيضا «حافظا» لنفسه عن تعدّي حدود اللّه «ذاكرا» له بقلبه ولسانه ، «فطنا» ، أي يقظانا في جلّ أوقاته «فهما» منتبها للحكم وإن خفي كما قال تعالى : «فَفَهَّمْنَـهَا سُلَيْمَـنَ» ۳ «فعلم بذلك» التأييد «كيف» الحكم وعلى أيّ وجهٍ العمل ، «ولم» هو هاهنا ، أي في دارالتكليف «وحيث» الحكم ، أي مكانه ، أي من الذي يؤخذ عنه وينقل «وعرف» بذلك التأييد «من نصحه» وهم النبيّ وأئمّة الهدى «ومن غشّه» وهم أئمة الكفر والضلال «فإذا عرف ذلك» ، أي ما مرّ من كيفيّة الحكم وما عليه الكون ومأخذ الحكم «عرف مجراه» ، أي مجرى نفسه ومنقلبها في هذه النشأة وكيف تعمل للّه ، وعرف «موصوله» ، أي ما يجب عليه وصله من الولاية كما فسّره به علي بن إبراهيم في قوله تعالى : «وَ يَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ» ۴ قال : «يعني الولاية» . ۵
وعرف بذلك أيضا «مفصوله» ، أي ما يجب أن يفصل وهي ولاية أعدائهم «وأخلص» للّه «الوحدانيّة» وخلعه عن الندّ والضدّ ، وأخلص «الإقرار بالطاعة» ، أي الإمامة ، ولفظ «الإقرار» قرينة التجوّز مع القرائن الحاليّة المعيّنة لذلك . ففي الكلام لفّ ونشر مشوّش ؛ فإنّ عرفان المجرى ناظر إلى كيفيه العمل ، وموصوله ناظر إلى من نصح ، ومفصوله ناظر إلى من غشّ ، وإخلاص الوحدانيّة إلى علّة الكون ، والإقرار

1.غافر (۴۰) : ۸۳ .

2.الكشاف ، ج۴ ، ص۱۸۲ .

3.الأنبياء (۲۱) : ۷۹ .

4.البقرة (۲) : ۲۷ .

5.تفسير القمّي ، ج۱ ، ص۳۵ وفيه : «يعني من صلة أميرالمؤمنين والأئمة عليهم السلام» .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
48

۰.قوله عليه السلام :إذا قام قائمنا «الحديث» [ ص۲۵ ح۲۱ ]

قائم آل محمّد ـ صلوات اللّه عليهم أجمعين ـ معروف ، ووضع اليد على رؤوس العباد تمثيل وتصوير للطفه تعالى بهم ، كما يصنع الراقي يده على رأس المصروع للنفث في عوذته ، وإذا حصل اللطف بقيام القائم عليه السلامجمعت عقول العباد على أمر واحد هو القول بإمامته ، ۱ فترتفع من بينهم الفرقة وتتمّ به ـ صلوات اللّه عليه ـ عقولهم وتكمل بعد نقصانها ، فضمير «بها» لليد ، و«به» للقائم عليه السلام ، و«الأحلام» جمع حِلم بالكسر وهو العقل ، عدل عنه كراهة تكرار اللفظ بعينه .

۰.قوله عليه السلام :دِعامة الإنسان العقل «الحديث» [ ص۲۵ ح۲۳ ]

دِعامة البيت : عماده ، وقوله : «منه الفطنة» ، أي منشعب منه ومنبعث عنه ؛ لأنّها من جنده ولوازمه ، فإنّها الشهامة بعينها ، وقد مرّ أنّها من جنده وكذا الفهم وأخواه ، قال : «وبالعقل» ، أي بما مرّ من العقل «يكمل» الإنسان «وهو» ، أي العقل «دليله» وهاديه «ومبصره» المبصر ـ كمفخر ـ الحجّة ، «ومفتاح أمره» فإنّ المعرفة التي هي أصل كلّ شيء إنّما تحصل به «فإذا كان» الإنسان بعدها «تأييد عقله» وقوّته «من النور» ، أي ولاية آل الرسول عليهم السلام كما فسّره بها علي بن إبراهيم في قوله تعالى «وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِى بِهِ فِى النَّاسِ» ۲ فإنّه قال : «النور الولاية» ۳ ، أو أراد بالنور محمدا وأهل بيته ، كما قال عليّ بن إبراهيم أيضا في قوله تعالى : «قَدْ جَآءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَ كِتَـبٌ» ۴ قال : «يعني بالنور النبيّ والأئمة عليهم السلام» ۵ . ومآل المعنيين واحد ، فاللام في «النور» للعهد الخارجي ، ولا شكّ أنّ من كان عقله مؤيّدا بأخذ ما لا يدركه العقل من

1.جعل على قوله : «القول بإمامته» علامة و كتب في هامش النسخة «لعلّه قيد» .

2.الأنعام (۶) : ۱۲۲ .

3.تفسير القمي ، ج۱ ، ص۲۱۵ .

4.المائدة (۵) : ۱۵ .

5.تفسير القمي ، ج۱ ، ص۱۶۴ ، وفيه : «يني بالنور أميرالمؤمنين والأئمّة عليهم السلام» .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: سيد بدر الدين بن أحمد الحسيني العاملي؛ گردآوری: سيد محمّد تقي الموسوي؛ تحقیق: علي الفاضلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3118
صفحه از 352
پرینت  ارسال به