47
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

الإشارة بـ «ذلك» إلى عدم العقل ، والضمير في «يرتفع» عائد إلى الجار في قوله : «إنّ لي جارا» ، وفي «منه» [ عائد ]إلى ما مرّ من قوله : «كثير الصلاة ، كثير الصدقة ، كثير الحجّ» والتذكير والإفراد باعتبار ما مرّ كما قالوا في قوله :

فيها خُطُوطٌ من سوادٍ وبَلَقْكأنّه في الجِلْد تَوْليعُ البَهَقْ ۱
أي كأنّ ما مرّ ، وحرفا الجرِّ في الموضعين للسببيّة ، والمعنى لا يرتفع ذلك الجار ، أي لا تعلو درجته عند اللّه لأجل تلك العبادة بسبب عدم عقله ، فـ «من» تعليل للمنفيّ والباء تعليل للنفي .
وحاصل المعنى أنّ عدم عقله سبب انحطاط درجته عند اللّه وإن كثرت عبادته ، وهذا هو الموافق لمضمون الأحاديث السابقة .

۰.قوله :فما الحجّة على الخلق اليوم [ ص۲۵ ح۲۰ ]

لا يذهب عليك أنّ السؤال إنّما كان عن جنس الإمام : أهو الكتاب كما يقولون ، أم الإمام المعصوم كما نقوله نحن؟ فجوابه عليه السلام يخيّل في بادئ الرأي أنّه غير واقع موقعه إلاّ أنّه عند التأمّل قد أصاب المخبر ؛ إذ معناه أنّ العقل يعرف به الصادق والكاذب منكم ومنهم ، فـ «العقل» مسند إليه و«يعرف به» مسند ، ولا حذف ولا تجوّز ، ويحتمل أن يراد الحجّةُ «العقلُ» فجملة «يعرف به» حينئذٍ حال والمسند إليه محذوف ، وتسمية الحجّة على العباد عقلاً من باب المجاز ؛ فإنّها مسببّة عنه ، ووجه مطابقة الجواب للسؤال على كلا التقديرين ظاهر ؛ إذ حاصل المعنى أنّ من راجع عقله عرف المحقّ عن الفريقين ؛ فإنّ الدلائل الدالّة على وجوب إرسال الرسل بعينها دالّة على وجوب نصب الأوصياء المعصومين بعدهم ، فالقول بـ «حسبنا كتاب ربّنا» باطل .

1.البيت لرؤبة كما في لسان العرب ، ج۸ ، ص۴۱۱ (ولع) وج۱۰ ، ص۲۹ (بهق) وفي تاج العروس ، ج۶ ، ص۲۹۸ (بلق) .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
46

المواضع التي جاز فيها ذلك كقوله تعالى : «وَ نَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَ نًا» ۱ ومن البيانيّة قد تكون مع مجرورها حالاً كما هنا ، وقد تكون صفة كعندي خاتم من ذهب ، أي كان من ذهب .
والمعنى أنّ مجموع هذه الخصال لا يجتمع في أحد إلاّ فيمن ذكر ، وأمّا بقيّة ذلك الأحد الباقيةُ بعد الاستثناء حالَ كونهم أحدَ الباقين من موالينا فإنّ أحدهم ، أي الباقين «لا يخلو» الحديث (ظ) ، فعلى هذا الضمير في «أحدهم» يرجع للسائر باعتبار المعنى لا لموالينا ؛ لاستلزامه خلوّ الجملة الواقعة خبر المبتدأ ـ أعني سائر ذلك ـ حينئذٍ عن رابط إلاّ أن يجعل من قبيل «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّــلِحَـتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً» ۲ .

۰.قوله صلى الله عليه و آله :إنّا معاشر الأنبياء إلخ [ ص۲۳ ح۱۵ ]

قال شيخنا البهائي ـ أسكنه اللّه فردوس جنّته ـ : اُعاشر أبناء الزمان بمقتضى عقولهم لئلاّ يفوهوا بإنكاري ، وأُظهر أنّي مثلهم تستفزّني صدوف الليالي في عشيّ وإبكار ، فإذا كان هذا حال العلماء فما الظنّ بالأنبياء ؟

۰.قوله عليه السلام :إنّ قلوب الجهّال تستفزّها الأطماع [ ص۲۳ ح۱۶ ]

[ الأطماع ] جمع طمع ، أي تستخفّها ، فلا تزال متطلّعة إلى حطام الدنيا وزخارفها . «وترتهنها المنى» جمع منية وهي ما يتمنّى الإنسان حصوله ، أي تجعلها الآمال رهنا عالقا في يد المرتهن . «وتستعلقها الخدائع» ، أي تجعلها الخدائع عالقة بها غير متطلّعة إلى ما سواها بخلاف عقول العقلاء ؛ فإنّها على خلاف ذلك كلّه .

۰.قوله عليه السلام :لا يرتفع بذلك منه [ ص۲۴ ح۱۹ ]

1.الحجر (۱۵) : ۴۷ .

2.الكهف (۱۸) : ۳۰ . هذا هو الصواب ظاهرا ، وفي النسخة: «و أمّا الذين آمنو و عملوا الصالحات فإنّا لا نضيع أجرَ المحسنين»؟!

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: سيد بدر الدين بن أحمد الحسيني العاملي؛ گردآوری: سيد محمّد تقي الموسوي؛ تحقیق: علي الفاضلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3120
صفحه از 352
پرینت  ارسال به