287
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

أشقّ وقد ورد «أفضل الأعمال أحمزها» ۱ .
قلت: بعد الإضراب عمّا أُوّل به هذا الحديث نقول : إنّ ذلك فرض محال ولايوجب ذلك سلب الاختيار ، كما في محاليّة صدور القبيح عنه تعالى ومحاليّة صدور الذنب عن المعصوم صلوات اللّه عليه؛ واللّه أعلم .

۰.قوله عليه السلام :إذا أراد اللّه ، إلخ [ ص۳ ح۲ ]

أي إذا أراد به ذلك لأمرٍ حسنٍ صدر منه ، ومعنى تطييب الروح والجسد اللطف به وتسهيل الامتثال والاجتناب عليه والرغبة في ذلك ، ولا شيء من ذلك يقتضي الجبر .

۰.قوله عليه السلام :من طين لازب [ ص۳ ح۲ ]

وهو ما بقي من الطين بعد أخذ صفوه .

۰.قوله عليه السلام :لا يتحوّل ، إلخ [ ص۳ ح۲ ]

هذا إخبار عمّا يؤول إليه حال الفريقين .

۰.قوله عليه السلام :فقبض بيمينه قبضة ، إلخ [ ص۵ ح۷ ]

روى علي بن إبراهيم رحمه الله في تفسيره بسنده إلى أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: «سجّين الأرض السابعة ، وعلّيّون السماء السابعة» ۲ . فلا منافاة بين هذا الحديث وأمثاله وبين الحديث السابق في أوّل الباب وأمثاله .

۰.قوله عليه السلام :كلمته [ ص۵ ح۷ ]

أي جبرئيل عليه السلام .

۰.قوله عليه السلام :ففلق الطين فلقتين [ ص ۵ ح ۷]

هذا تفريع على ما سبق ، و«فلق» مضمّن معنى الجعل ، أي حيث أمسك القبضة الاُولى بيمينه والاُخرى بشماله فقد جعل ما قبضه من الطين في القبضتين حصّتين حصّة في يمينه وحصّة في شماله فذرأ الحديث .

۰.قوله عليه السلام :فذرأ [ ص۵ ح۷ ]

أي خلق من الأرض ، أي ممّا قبضه من الأرض ، ذروا ، أي خلقا ، «ومن السماء»، أي ممّا أخذ من السماء، «ذروا» ، أي خلقا ، «فقال للذي

1.بحار الأنوار ، ج ۷۰ ، ص ۱۹۱ و ۲۳۷ ؛ وج ۸۵ ، ص ۳۳۲ .

2.تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۴۱۰ في تفسير آية ۸ من سورة المطفّفين .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
286

كتاب الإيمان والكفر

باب طينة المؤمن والكافر

۰.قوله عليه السلام :من طينة علّيين [ ج ۲ ، ص ۲، ح ۱ ]

قد بيّنّا المراد بقوله في الحديث الآتي: «من طينة الجنّة وطينة النار» فلا منافاة بين هذا الحديث وذاك .

۰.قوله عليه السلام :إنّ اللّه خلق المؤمن من طينة الجنّة ، إلخ [ ص۳ ح۲ ]

أي جعل اللّه المؤمن طيب العنصر مستعدّا للخيرات وامتثال الأوامر واجتناب النواهي وجعل الكافر على خلاف ذلك ، وهذا لا يقتضي الجبر ، فإنّ مجرّد استعداد الشيء للشيء لا يقتضي الصدور عنه ، بل لابدّ من انضمام أمر آخر إليه ، وذلك الأمر هو مناط التكليف ومورد العقاب وسبب العقاب والثواب ، ولا نعني بالاستعداد ما لولاه لم يصدر الشيء عن الشيء ، بل ما يقتضي سهولة الصدور والرغبة في العمل ، فيصير مَثَل المؤمن في صدور التكاليف عنه مَثَل الحجر الملقى من عِلو إلى سفل بعنف حركة بالقسر والطبع معا ، ومَثَل الكافر مَثَل الحجر الملقى من سفل إلى علو بالقسر وحده ، فإن اشتدّ ذلك الاستعداد بحيث لاتغلب النفس صاحبها على خلاف ما وقع الاستعداد له فذلك هو التأييد بروح القدس وهي العصمة .
فإن قلت: لو فرضنا وقوع فعل من كافر على الوجه الذي وقع عليه ذلك الفعل من نبيّ ينبغي أن يكون الكافر في ذلك الفعل أشدّ ثوابا من النبيّ؛ لأنّ وقوع الفعل منه

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: سيد بدر الدين بن أحمد الحسيني العاملي؛ گردآوری: سيد محمّد تقي الموسوي؛ تحقیق: علي الفاضلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2942
صفحه از 352
پرینت  ارسال به