193
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

أي سورة ألم نشرح ، فقال اللّه عزّ وجلّ : «فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَ إِلَى رَبِّكَ فَارْغَب » ۱ فاحتجّ عليهم حين اُعلم بموته ونعيت إليه نفسه ، ففي الكلام تقديم وتأخير .

۰.قوله عليه السلام :يقول : فإذا فرغت فانصب علمك [ ص۲۹۴ ح۳ ]

قال علي بن إبراهيم : «فإذا فرغت من حجّة الوداع فانصب أمير المؤمنين» وأورد روايةً اُخرى : «فإذا فرغت من نبوّتك» . ۲ والأوّل أنسب بما هنا ، فإنّ قوله عليه السلام : من كنت [ مولاه إلخ ] ، كان في يوم الغدير .
ثمّ لا يخفى أنّ هذا التفسير إنّما هو للمراد من مجموع الكلام المكني عنه لا لِلفظِه ، كما إذا قيل : زيد كثير الرماد ، فيقال : جواد ، وليس ذلك معنى لفظ من ألفاظه وإنّما هو لازم، فكذلك نصب عليّ عليه السلام إماما لازم للنصب الخاصّ ، وهو حمل النفس على تحمّل الأذى ممّن وقع منهم النفاق والذين كان يضيق بهم صدره عليه السلام ، فكنى سبحانه بالملزوم وهو النصب عن لازمه وهو نصب الإمام ، فلا يرد أنّ «فانصب» الذي في القرآن مفتوح العين من النصب بفتحها وهو التعب ونصب الإمام بسكون العين والأمر منه مكسورها ، فكيف يفسّر أحدهما بالآخر ؟!
وأمّا قول صاحب الكشّاف : «إنّ هذا من بدع التفاسير، وإنّه إذا صحّ ذلك للرافضي فيصحّ للناصبي أن يقول : معناه فانصب العداوة لعليّ» ۳ ، فكلام ناش عن عمي البصيرة ، وجارٍ على لسان العصبيّة؛ أعاذنا اللّه من أمثاله .

۰.قوله عليه السلام :عَلَمَك [ ص۲۹۴ ح۳ ]

أي علم اُمّتك ، أي هاديهم ، فإنّهم كثيرا مّا يشبّهون الهادي بالعلم، وهو الجبل العالي .

1.الشرح (۹۴) : ۷ ـ ۸ .

2.تفسير القمّي ، ج۲ ، ص۴۲۸ ـ ۴۲۹ .

3.الكشّاف ، ج۴ ، ص۷۷۲ .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
192

لتقصير الرعيّة وتضييعهم إمام زمانهم وجهلهم به وعدم أخذهم أحكام القرآن عنه ، فإنّ منهما ما لا يدرك إلاّ به عليه السلام ، وإنّما فهم من لفظ الكتاب هنا وعرف منه ممّا يدّعى الكتاب ، أي من مفهوم يدعى الكتاب ، ويطلق عليه ويقال له : كتاب التوراة والإنجيل والفرقان وهو القرآن حال كونه كائنا فيها ، أي في هذه الثلاثة ، أي في جملتها ومنضّما إليها في كونه معروفا مثلها ممّا يدعى الكتاب كتاب نوح وكتاب صالح وشعيب وإبراهيم عليهم السلامونحو ذلك من زبور داود وغيره ممّا اشتمل على شرائع الرسل ومواعظهم ، فإنّ القصر إضافيّ بالنسبة إلى الاسم الأكبر ، أي إنّما عرف من لفظ الكتاب هذه لا الاسم الأكبر الذي اختصّ بعلمه الأنبياء صلوات اللّه عليهم ، وإنّه المراد دونها ، وفيه التصريح بأسماء الأنبياء وأوصيائهم وتعيين أزمانهم وأنصارهم وأعدائهم فحيث اختصّ ذلك الكتاب بذلك أراد سبحانه وتعالى الإشارة إلى ذلك فأخبر سبحانه عنه بقوله : «إِنَّ هَـذَا » ، أي ما تلوناه عليك من سورة الأعلى ممّا باطنه يشير إلى الوصيّة ، «لَفِى الصُّحُفِ الْأُولَى » ، أي السابقة في التنزيل على الكتب المشتملة على الشرائع والأحكام ، «صُحُفِ إِبْرَ هِيمَ وَ مُوسَى » ۱ .
ومن الصريح في أنّ سورة الأعلى إشارة إلى الوصيّة ما رواه علي بن إبراهيم قدس سرهفي تفسير سورة الأعلى مسندا عن الأصبغ أنّه سأل أمير المؤمنين عليه السلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى » ، فقال : «مكتوب على قائمة العرش قبل أن تخلق السموات والأرض ۲ بألفي سنة : لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له وأنّ محمدا عبده ورسوله، فاشهدوا بها ۳ وأنّ عليا وصيّ محمّد رسول اللّه صلى الله عليه و آله» ۴ .

۰.قوله عليه السلام :حتّى نزلت هذه السورة [ ص۲۹۴ ح۳ ]

1.الأعلى (۸۷) : ۱۸ ـ ۱۹ .

2.في المصدر : «أن يخلق اللّه السموات والأرضين» .

3.في المصدر : «بهما» .

4.تفسير القمّي ، ج۲ ، ص۴۱۷ .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: سيد بدر الدين بن أحمد الحسيني العاملي؛ گردآوری: سيد محمّد تقي الموسوي؛ تحقیق: علي الفاضلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3099
صفحه از 352
پرینت  ارسال به