ك ـ سَجِيَّةُ المُخلَصينَ
۹۲۰.الإمام عليّ عليه السلام :الزُّهدُ سَجِيَّةُ المُخلَصينَ . ۱
۲ / ۳
قيمَةُ الزّاهِدِ
۹۲۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أعظَمُ النّاسِ فِي الدُّنيا خَطَرا ۲ مَن لَم يَجعَل لِلدُّنيا عِندَهُ خَطَرا . ۳
۹۲۲.نوادر الاُصول عن أنس :بَينَما نَحنُ جُلوسٌ عِندَ رَسولِ اللّه صلى الله عليه و آله فَقالَ : يَطَّلِعُ عَلَيكُمُ الآنَ رَجُلٌ مِن أهلِ الجَنَّةِ . فَاطَّلَعَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصار تَنطِفُ ۴ لِحيَتُهُ مِن ماءِ وُضوئِهِ ، مُعَلِّقٌ نَعلَهُ في يَدِهِ الشِّمالِ .
فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ قالَ رَسولُ اللّه صلى الله عليه و آله : يَطلُعُ عَلَيكُمُ الآنَ رَجُلٌ مِن أهلِ الجَنَّةِ . فَأَطلَعَ ذلِكَ الرَّجُلُ عَلى مِثلِ مَرتَبَتِهِ الاُولى .
فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ قالَ صلى الله عليه و آله مِثلَ ذلِكَ ، فَأطلَعَ الرَّجُلُ ، فَلَمّا قامَ اتَّبَعَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ عَمرِو بنِ العاص ، فَقالَ : إنّي لاحَيتُ ۵ أبي فَأَقسَمتُ ألاّ أدخُلَ عَلَيهِ ثَلاثا ، فَإِن رَأَيتَ أن تُؤوِيَني إلَيكَ حَتّى يَحِلَّ يَميني فَعَلتَ ، قالَ : نَعَم .
فَإِذا لَهُ خَيمَةٌ ، ونَخلٌ ، وشاةٌ ، فَلَمّا أمسى خَرَجَ مِن خَيمَتِهِ ، فَاحتَلَبَ العَنزَ ، وَاجتَنى لي رُطَبَةً ، ثُمَّ وَضَعَهُ فَأَكَلتُ ، فَباتَ نائِما وبِتُّ قائِما ، وأصبَحَ مُفطِرا وأصبَحتُ صائِما ، فَفَعَلَ ذلِكَ ثَلاثَ لَيالٍ ، غَيرَ أنَّهُ كانَ إذَا انقَلَبَ عَلى فِراشِهِ ذَكَرَ اللّهَ تَعالى وكَبَّرَ حَتّى يَقومَ لِصَلاةِ الفَجرِ ، فَيُسبِغَ الوُضوءَ ، غَيرَ أنّي لا أسمَعُهُ يَقولُ إلاّ خَيرا .
فَلَمّا مَضَتِ اللَّيالي ، وكِدتُ أحتَقِرُ عَمَلَهُ ، قُلتُ : يا عَبدَ اللّه ، إنَّهُ لَم يَكُن بَيني وبَينَ والِدي غَضَبٌ ولا هِجرَةٌ ، ولكِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّه صلى الله عليه و آله يَقولُ لَكَ ثَلاثَ مَرّاتٍ في ثَلاثِ مَجالِسَ : «يَطلُعُ عَلَيكُمُ الآنَ رَجُلٌ مِن أهلِ الجَنَّةِ» فَطَلَعتَ أنتَ تِلكَ المَرّاتِ الثَّلاثَ ، فَأَردتُ أن آوِيَ إلَيكَ فَأَنظُرَ ما عَمَلُكَ ، فَأَخبِرني ما عَمَلُكَ ؟!
قالَ : فَائتِ الَّذي أخبَرَكَ حَتّى يُخبِرَكَ بِعَمَلي .
فَأَتَيتُ رَسولَ اللّه صلى الله عليه و آله فَقالَ : اِيتِهِ فَمُرهُ فَليُخبِركَ .
فَقُلتُ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَأمُرُكَ أن تُخبِرَني .
قالَ : أمّا الآنَ فَنَعَم ، لَو كانَتِ الدُّنيا لي فَاُخِذَت مِنّي لَم أحزَن عَلَيها ، ولَو اُعطيتُها لَم أفرَح بِها ، وأبيتُ ولَيسَ عَلى أحَدٍ في قَلبي غِلٌّ ، ولا أحسُدُهُ عَلى خَيرٍ أعطاهُ اللّهُ إيّاهُ .
قالَ عَبدُ اللّهِ : لكِنّي وَاللّهِ أقومُ اللَّيلَ ، وأصومُ النَّهارَ ، ولَو وُهِبَت لي شاةٌ لَفَرِحتُ بِها ، ولَو ذَهَبَت لَحَزِنتُ عَلَيها ، وَاللّهِ لَقَد فَضَّلَكَ اللّهُ عَلَينا فَضلاً بَيِّنا . ۶
1.غرر الحكم : ح ۶۶۲ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۲۴ ح ۲۴۴ .
2.الخَطَر : ارتفاع القدر والمال والشرف والمنزلة (لسان العرب : ج ۴ ص ۲۵۱ «خطر») .
3.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۴ ص ۳۹۵ ح ۵۸۴۰ ، الأمالي للصدوق : ص ۷۳ ح ۴۱ كلاهما عن يونس بن ظبيان عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، معاني الأخبار : ص ۱۹۵ ح ۱ عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام عنه صلى الله عليه و آله ، كنز الفوائد : ج ۱ ص ۳۰۰ عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام عنه صلى الله عليه و آله ، أعلام الدين : ص ۳۲۲ ، بحار الأنوار : ج ۷۳ ص ۸۸ ح ۵۵ .
4.النَّطْفُ : القَطْرُ . ونَطَفَ الماءُ ونَطَف الحبّ والكوز وغيرهما يَنطِف ويَنطُف : قَطَرَ (لسان العرب : ج ۹ ص ۳۳۶ «نطف») .
5.لاحَيتُ الرجُلَ : إذا نازعتَه (الصحاح : ج ۶ ص ۲۴۸۱ «لحى») .
6.نوادر الاُصول : ج ۱ ص ۳۸۵ ، الدرّ المنثور : ج ۸ ص ۱۱۴ ، وأيضا بسند آخر عن عبد العزيز بن أبي رواد نحوه .