1029
گزيده شهادت نامه امام حسين عليه السّلام

۵ / ۲

زيارت دوم ، به روايت «الإقبال»۱

۸۶۱.الإقبال - به نقل از ابو منصور بن عبد المُنعم بن نُعمان بغدادى - : از ناحيه مقدّسه ، در سال ۲۵۲ هجرى‏۲ و هنگام وفات پدرم ، اين نوشته به دست شيخ محمّد بن غالب اصفهانى بيرون آمد . من تازه‏سال بودم و در نامه‏ام ، براى زيارت مولايم ابا عبد اللَّه الحسين عليه السلام و شهيدان [ كربلا ] - كه رضوان خداوند بر ايشان باد - ، اجازه خواسته بودم .
پاسخ نامه ، چنين آمد : «به نام خداوند رحمتگر مهربان . هنگامى كه خواستى شهيدان را - كه رضوان خداوند بر ايشان باد - زيارت كنى ، نزد پاهاى حسين عليه السلام كه همان قبر على اكبر ، فرزند امام حسين - كه درودهاى خدا بر هر دوشان باد - است ، رو به قبله بِايست - كه آن جا ، محلّ [ دفن ] شهيدان عليهم السلام است - و با ايما و اشاره ، به على اكبر عليه السلام خطاب كن و بگو :
سلام بر تو ، اى نخستين كُشته از نسل بهترين بيرون آمده از نسل ابراهيم

1.علّامه مجلسى ، پس از آوردن اين زيارت ، گفته است: بدان كه [شيخ‏] مفيد و سيّد [ابن طاووس‏] ، اين زيارت را در كتاب‏هايشان با حذف سند براى «روز عاشورا» آورده‏اند و مؤلّف المزار الكبير ، چنين گفته: «زيارت شهيدان در روز عاشورا: ابو الفتح محمّد بن محمّد جعفرى - أدام اللَّه عزّه - براى من روايت كرد از... و نيز شيخ محمّد بن احمد بن عيّاش ، به من خبر داد از ... و عيناً همين زيارت را نقل كرد ؛ امّا ما آن را در زيارت‏هاى مطلقه آورديم ؛ زيرا روايت ، دلالتى بر اختصاص داشتن آن به زمان خاصّى ندارد» (بحار الأنوار: ج ۱۰۱ ص ۲۷۴) .

2.علّامه مجلسى فرموده : «بدان كه در تاريخ روايت [ و توقيع ] ، اشكالى وجود دارد ؛ زيرا چهار سال زودتر از تولّد امام مهدى عليه السلام است . از اين رو ، شايد تاريخ آن ۲۶۲ باشد [ و نه ۲۵۲ ق ] . نيز ممكن است كه از سوى امام حسن عسكرى عليه السلام صادر شده باشد» (بحار الأنوار: ج ۱۰۱ ص ۲۷۴) ؛ ليكن بايد توجّه داشت كه تاريخ ياد شده (۲۵۲ ق) هم‏زمان با دوران امامت امام هادى عليه السلام (۲۱۲ - ۲۵۴ ق) است : بنابر اين ، سخن علّامه در مورد امكانِ نسبت دادن آن به امام حسن عسكرى عليه السلام صحيح به نظر نمى‏رسد ، بلكه على القاعده امام هادى عليه السلام مقصود است .


گزيده شهادت نامه امام حسين عليه السّلام
1028

خدايا ! بر محمّد و خاندان محمّد ، درود فرست و ما ، والدين ما و همه مردان و زنان با ايمان و مسلمان ، زنده و مرده آنها را بيامرز و در دنيا و آخرت ، به ما نيكى بده و از عذاب دوزخ ، نگاهمان دار .۱
سپس ، ركوع و سجود و نشستن و تشهّد و سلام را به انجام مى‏رسانى و چون تسبيحات را گفتى ، گونه‏هايت را بر خاك بگذار و چهل مرتبه بگو :
منزّه است خدا ! ستايش ، ويژه خداست . خدايى ، جز اللَّه نيست . خدا ، بزرگ‏تر است .۲
و عصمت و نجات و آمرزش و توفيق عمل نيكو و قبولىِ آنچه را براى تقرّب به او و به قصد ديدار او مى‏كنى ، از خدا بخواه و نزد سر [ امام عليه السلام ] بِايست و دو ركعت نماز ، به همان گونه كه گذشت ، بخوان .
سپس ، خود را بر روى قبر بينداز و آن را ببوس و بگو :
خداوند ، بر شرفتان بيفزايد ، و سلام و رحمت و بركات خدا ، بر شما باد !۳
و براى خودت و پدر و مادرت و هر كسى كه خواستى ، دعا كن و به يارى خداوند ، باز گرد۴ .۵

1.اللَّهُمَّ صَلَّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِر لَنا ولِوالِدَينا ، ولِجَميعِ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ وَالمُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ الأَحياءِ مِنهُم وَالأَمواتِ ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ .

2.سُبحانَ اللَّهِ وَالحَمدُ للَّهِ‏ِ ولا إله إلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أكبَرُ - أربَعينَ مَرَّةً - .

3.زادَ اللَّهُ في شَرَفِكُم ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ .

4.المزار الكبير : ص ۴۹۶ ح ۹ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۳۱۷ ح ۸ .

5.السَّلامُ عَلى‏ آدَمَ صَفوَةِ اللَّهِ مِن خَليقَتِهِ ، السَّلامُ عَلى‏ شَيثٍ وَلِيِّ اللَّهِ وخِيَرَتِهِ ، السَّلامُ عَلى‏ إدريسَ القائِمِ للَّهِ‏ِ بِحُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى‏ نوحٍ المُجابِ في دَعوَتِهِ ، السَّلامُ عَلى‏ هودٍ المَمدودِ مِنَ اللَّهِ بِمَعونَتِهِ ، السَّلامُ عَلى‏ صالِحٍ الِّذي تَوَجَّهَ اللَّهُ بِكَرامَتِهِ . السَّلامُ عَلى‏ إبراهيمَ الَّذي حَباهُ اللَّهُ بِخَلَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى‏ إسماعيلَ الَّذي فَداهُ اللَّهُ بِذِبحٍ عَظيمٍ مِنَ جَنَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى‏ إسحاقَ الَّذي جَعَلَ اللَّهُ النُّبُوَّةَ في ذُرِّيَّتِهِ . السَّلامُ عَلى‏ يَعقوبَ الَّذي رَدَّ اللَّهُ عَلَيهِ بَصَرَهُ بِرَحمَتِهِ ، السَّلامُ عَلى‏ يوسُفَ الَّذي نَجّاهُ اللَّهُ مِنَ الجُبِّ بِعَظَمَتِهِ . السَّلامُ عَلى‏ موسَى الَّذي فَلَقَ اللَّهُ البَحرَ لَهُ بِقُدرَتِهِ ، السَّلامُ عَلى‏ هارونَ الَّذي خَصَّهُ اللَّهُ بِنُبُوَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى‏ شُعَيبٍ الَّذي نَصَرَهُ اللَّهُ عَلى‏ اُمَّتِهِ . السَّلامُ عَلى‏ داوودَ الَّذي تابَ اللَّهُ عَلَيهِ مِن خَطيئَتِهِ ، السَّلامُ عَلى‏ سُلَيمانَ الَّذي ذَلَّت لَهُ الجِنُّ بِعِزَّتِهِ . السَّلامُ عَلى‏ أيّوبَ الَّذي شَفاهُ اللَّهُ مِن عِلَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى‏ يونُسُ الَّذي أنجَزَ اللَّهُ لَهُ مَضمونَ عِدَتِهِ . السَّلامُ عَلى‏ عُزَيرٍ الَّذي أحياهُ اللَّهُ بَعدَ مَيتَتِهِ ، السَّلامُ عَلى‏ زَكَرِيَّا الصّابِرِ في مِحنَتِهِ . السَّلامُ عَلى‏ يَحيَى الَّذي أزلَفَهُ اللَّهُ بِشَهادَتِهِ ، السَّلامُ عَلى‏ عيسى‏ روحِ اللَّهِ وكَلِمَتِهِ . السَّلامُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ حَبيبِ اللَّهِ وصَفوَتِهِ ، السَّلامُ عَلى‏ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ المَخصوصِ بِاُخُوَّتِهِ . السَّلامُ عَلى‏ فاطِمَةَ الزَّهراءِ ابنَتِهِ ، السَّلامُ عَلى‏ أبي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ وَصِيِّ أبيهِ وخَليفَتِهِ . السَّلامُ عَلَى الحُسَينِ الَّذي سَمَحَت نَفسُهُ بِمُهجَتِهِ ، السَّلامُ عَلى‏ مَن أطاعَ اللَّهَ في سِرِّهِ وعَلانِيَتِهِ ، السَّلامُ عَلى‏ مَن جُعِلَ الشِّفاءُ في تُربَتِهِ ، السَّلامُ عَلى‏ مَنِ الإِجابَةُ تَحتَ قُبَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى‏ مَنِ الأَئِمَّةُ مِن ذُرِّيَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَى ابنِ خاتَمِ الأَنبِياءِ ، السَّلامُ عَلَى ابنِ سَيِّدِ الأَوصِياءِ ، السَّلامُ عَلَى ابنِ فاطِمَةَ الزَّهراءِ ، السَّلامُ عَلَى ابنِ خَديجَةَ الكُبرى‏ ، السَّلامُ عَلَى ابنِ سِدرَةِ المُنتَهى‏ ، السَّلامُ عَلَى ابنِ جَنَّةِ المَأوى‏ ، السَّلامُ عَلَى ابنِ زَمزَمَ وَالصَّفا ، السَّلامُ عَلَى المُرَمَّلِ بِالدِّماءِ ، السَّلامُ عَلى‏ مَهتوكِ الخِباءِ ، السَّلامُ عَلى‏ خامِسِ أصحابِ أهلِ الكِساءِ ، السَّلامُ عَلى‏ غَريبِ الغُرَباءِ ، السَّلامُ عَلى‏ شَهيدِ الشُّهَداءِ ، السَّلامُ عَلى‏ قَتيلِ الأَدعِياءِ ، السَّلامُ عَلى‏ ساكِنِ كَربَلاءَ . السَّلامُ عَلى‏ مَن بَكَتهُ مَلائِكَةُ السَّماءِ ، السَّلامُ عَلى‏ مَن ذُرِّيَّتُهُ الأَزكِياءُ ، السَّلامُ عَلى‏ يَعسوبِ الدّينِ ، السَّلامُ عَلى‏ مَنازِلِ البَراهينِ ، السَّلامُ عَلَى الأَئِمَّةِ السّاداتِ ، السَّلامُ عَلَى الجُيوبِ المُضَرَّجاتِ . السَّلامُ عَلَى الشِّفاهِ الذّابِلاتِ ، السَّلامُ عَلَى النُّفوسِ المُصطَلَماتِ ، السَّلامُ عَلَى الأَرواحِ المُختَلَساتِ ، السَّلامُ عَلَى الأَجسادِ العارِياتِ ، السَّلامُ عَلَى الجُسومِ الشّاحِباتِ ، السَّلامُ عَلَى الدِّماءِ السّائِلاتِ ، السَّلامُ عَلَى الأَعضاءِ المُقَطَّعاتِ ، السَّلامُ عَلَى الرُّؤوسِ المُشالاتِ ، السَّلامُ عَلَى النِّسوَةِ البارِزاتِ . السَّلامُ عَلى‏ حُجَّةِ رَبِّ العالَمينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى‏ آبائِكَ الطّاهِرينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى‏ أبنائِكَ المُستَشهَدينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى‏ ذُرِّيَّتِكَ النّاصِرينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ وعَلَى المَلائِكَةِ المُضاجِعينَ . السَّلامُ عَلَى القَتيلِ المَظلومِ ، السَّلامُ عَلى‏ أخيهِ المَسمومِ ، السَّلامُ عَلى‏ عَلِيٍّ الكَبيرِ ، السَّلامُ عَلَى الرَّضيعِ الصَّغيرِ . السَّلامُ عَلَى الأَبدانِ السَّليبَةِ ، السَّلامُ عَلَى العِترَةِ القَريبَةِ ، السَّلامُ عَلَى المُجَدَّلَينَ فِي الفَلَواتِ ، السَّلامُ عَلَى النّازِحينَ عَنِ الأَوطانِ ، السَّلامُ عَلَى المَدفونينَ بِلا أكفانٍ ، السَّلامُ عَلَى الرُّؤوسِ المُفَرَّقَةِ عَنِ الأَبدانِ ، السَّلامُ عَلَى المُحتَسِبِ الصّابِرِ ، السَّلامُ عَلَى المَظلومِ بِلا ناصِرٍ . السَّلامُ عَلى‏ ساكِنِ التُّربَةِ الزّاكِيَةِ ، السَّلامُ عَلى‏ صاحِبِ القُبَّةِ السّامِيَةِ ، السَّلامُ عَلى‏ مَن طَهَّرَهُ الجَليلُ ، السَّلامُ عَلى‏ مَنِ افتَخَرَ بِهَ جَبرَئيلُ ، السَّلامُ عَلى‏ مَن ناغاهُ فِي المَهدِ ميكائيلُ . السَّلامُ عَلى‏ مَن نُكِثَت ذِمَّتُهُ ، السَّلامُ عَلى‏ مَن هُتِكَت حُرمَتُهُ ، السَّلامُ عَلى‏ مَن اُريقَ بِالظُّلمِ دَمُهُ ، السَّلامُ عَلَى المُغَسَّلِ بِدَمِ الجِراحِ ، السَّلامُ عَلَى المُجَرَّعِ بِكَأساتِ الرِّماحِ ، السَّلامُ عَلَى المُضامِ المُستَباحِ ، السَّلامُ عَلَى المَهجورِ فِي الوَرى‏ ، السَّلامُ عَلى‏ مَن تَوَلّى‏ دَفنَهُ أهلُ القُرى‏ ، السَّلامُ عَلَى المَقطوعِ الوَتينِ ، السَّلامُ عَلَى المُحامي بِلا مُعينٍ . السَّلامُ عَلَى الشَّيبِ الخَضيبِ ، السَّلامُ عَلَى الخَدِّ التَّريبِ ، السَّلامُ عَلَى البَدَنِ السَّليبِ ، السَّلامُ عَلَى الثَّغرِ المَقروعِ بِالقَضيبِ ، السَّلامُ عَلَى الوَدَجِ المَقطوعِ ، السَّلامُ عَلَى الرَّأسِ المَرفوعِ ، السَّلامُ عَلَى الأَجسامِ العارِيَةِ فِي الفَلَواتِ تَنهَشُهَا الذِّئابُ العادِياتُ ، وتَختَلِفُ إلَيهَا السِّباعُ الضّارِياتُ . السَّلامُ عَلَيكَ يا مَولايَ ، وعَلَى المَلائِكَةِ المَرفوفينَ حَولَ قُبَّتِكَ ، الحافّينَ بِتُربَتِكَ ، الطّائِفينَ بِعَرصَتِكَ ، الوارِدينَ لِزِيارَتِكَ ، السَّلامُ عَلَيكَ فَإِنّي قَصَدتُ إلَيكَ ورَجَوتُ الفَوزَ لَدَيكَ . السَّلامُ عَلَيكَ سَلامَ العارِفِ بِحُرمَتِكَ ، المُخلِصِ في وِلايَتِكَ ، المُتَقَرِّبِ إلَى اللَّهِ بِمَحَبَّتِكَ ، البَري‏ءِ مِن أعدائِكَ ، سَلامَ مَن قَلبُهُ بِمُصابِكَ مَقروحٌ ، ودَمعُهُ عِندَ ذِكرِكَ مَسفوحٌ ، سَلامَ المَفجوعِ المَحزونِ ، الوالِهِ المُستَكينِ . سَلامَ مَن لَو كانَ مَعَكَ بِالطُّفوفِ لَوَقاكَ بِنَفسِهِ حَدَّ السُّيوفِ ، وبَذَلَ حُشاشَتَهُ دونَكَ لِلحُتوفِ ، وجاهَدَ بَينَ يَدَيكَ ، ونَصَرَكَ عَلى‏ مَن بَغى‏ عَلَيكَ ، وفَداكَ بِروحِهِ وجَسَدِهِ ومالِهِ ووَلَدِهِ ، وروحُهُ لِروحِكَ فِداءٌ ، وأهلُهُ لِأَهلِكَ وِقاءٌ . فَلَئِن أخَّرَتنِي الدُّهورُ ، وعاقَني عَن نَصرِكَ المَقدورُ ، ولَم أكُن لِمَن حارَبَكَ مُحارِباً ، ولِمَن نَصَبَ لَكَ العَداوَةَ مُناصِباً ، فَلَأَندُبَنَّكَ صَباحاً ومَساءً ، ولَأَبكِيَنَّ عَلَيكَ بَدَلَ الدُّموعِ دَماً ، حَسرَةً عَلَيكَ وتَأَسُّفاً عَلى‏ ما دَهاكَ وتَلَهُّفاً ، حَتّى‏ أموتَ بِلَوعَةِ المُصابِ وغُصَّةِ الاِكتِيابِ . أشهَدُ أنَّكَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَيتَ الزَّكاةَ ، وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَيتَ عَنِ المُنكَرِ وَالعُدوانِ ، وأطَعتَ اللَّهَ وما عَصَيتَهُ ، وتَمَسَّكتَ بِهِ وبِحَبلِهِ فَأَرضَيتَهُ وخَشيتَهُ ، وراقَبتَهُ وَاستَجَبتَهُ ، وسَنَنتَ السُّنَنَ ، وأطفَأتَ الفِتَنَ ، ودَعَوتَ إلَى الرَّشادِ ، وأوضَحتَ سُبُلَ السَّدادِ ، وجاهَدتَ فِي اللَّهِ حَقَّ الجِهادِ . وكُنتَ للَّهِ‏ِ طائِعاً ، ولِجَدِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ تابِعاً ، ولِقَولِ أبيكَ سامِعاً ، وإلى‏ وَصِيَّةِ أخيكَ مُسارِعاً ، ولِعِمادِ الدّينِ رافِعاً ، ولِلطُّغيانِ قامِعاً ، ولِلطُّغاةِ مُقارِعاً ، ولِلاُمَّةِ ناصِحاً . وفي غَمَراتِ المَوتِ سابِحاً ، ولِلفُسّاقِ مُكافِحاً ، وبِحُجَجِ اللَّهِ قائِماً ، ولِلإِسلامِ وَالمُسلِمينَ راحِماً ، ولِلحَقِّ ناصِراً ، وعِندَ البَلاءِ صابِراً ، ولِلدّينِ كالِئاً ، وعَن حَوزَتِهِ مُرامِياً ، وعَن شَريعَتِهِ مُحامِياً . تَحوطُ الهُدى‏ وتَنصُرُهُ ، وتَبسُطُ العَدلَ وتَنشُرُهُ ، وتَنصُرُ الدّينَ وتُظهِرُهُ ، وتَكُفُّ العابِثَ وتَزجُرُهُ ، وتَأخُذُ لِلدَّنِيِّ مِنَ الشَّريفِ ، وتُساوي فِي الحُكمِ بَينَ القَوِيِّ وَالضَّعيفِ . كُنتَ رَبيعَ الأَيتامِ ، وعِصمَةَ الأَنامِ ، وعِزَّ الإِسلامِ ، ومَعدِنَ الأَحكامِ ، وحَليفَ الإِنعامِ ، سالِكاً طَرائِقَ جَدِّكَ وأبيكَ ، مُشَبَّهاً فِي الوَصِيَّةِ لِأَخيكَ ، وَفِيَّ الذِّمَمِ ، رَضِيَّ الشِّيَمِ ، ظاهِرَ الكَرَمِ ، مُتَهَجِّداً فِي الظُّلَمِ ، قَويمَ الطَّرائِقِ ، كَريمَ الخَلائِقِ ، عَظيمَ السَّوابِقِ ، شَريفَ النَّسَبِ ، مُنيفَ الحَسَبِ ، رَفيعَ الرُّتَبِ ، كَثيرَ المَناقِبِ ، مَحمودَ الضَّرائِبِ ، جَزيلَ المَواهِبِ ، حَليمٌ رَشيدٌ مُنيبٌ ، جَوادٌ عليمٌ شَديدٌ ، إمامٌ شَهيدٌ ، أوّاهٌ مُنيبٌ ، حَبيبٌ مَهيبٌ . كُنتَ لِلرَّسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ وَلَداً ، ولِلقُرآنِ مُنقِذاً ، ولِلاُمَّةِ عَضُداً ، وفِي الطّاعَةِ مُجتَهِداً ، حافِظاً لِلعَهدِ وَالميثاقِ ، ناكِباً عَن سُبُلِ الفُسّاقِ ، باذِلاً لِلمَجهودِ ، طَويلَ الرُّكوعِ وَالسُّجودِ . زاهِداً فِي الدُّنيا زُهدَ الرّاحِلِ عَنها ، ناظِراً إلَيها بِعَينِ المُستَوحِشينَ مِنها ، آمالُكَ عَنها مَكفوفَةٌ ، وهِمَّتُكَ عَن زينَتِها مَصروفَةٌ ، وألحاظُكَ عَن بَهجَتِها مَطروفَةٌ ، ورَغبَتُكَ فِي الآخِرَةِ مَعروفَةٌ . حَتّى‏ إذَا الجَورُ مَدَّ باعَهُ ، وأسفَرَ الظُّلمُ قِناعَهُ ، ودَعَا الغَيُّ أتباعَهُ ، وأنتَ في حَرَمِ جَدِّكَ قاطِنٌ ، ولِلظّالِمينَ مُبايِنٌ ، جَليسُ البَيتِ وَالمِحرابِ ، مُعتَزِلٌ عَنِ اللَّذّاتِ وَالشَّهَواتِ ، تُنكِرُ المُنكَرَ بِقَلبِكَ ولِسانِكَ عَلى‏ قَدرِ طاقَتِكَ وإمكانِكَ . ثُمَّ اقتَضاكَ العِلمُ لِلإِنكارِ ، ولَزِمَكَ أن تُجاهِدَ الفُجّارَ ، فَسِرتَ في أولادِكَ وأهاليكَ ، وشيعَتِكَ ومَواليكَ ، وصَدَعتَ بِالحَقِّ وَالبَيِّنَةِ ، ودَعَوتَ إلَى اللَّهِ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وأمَرتَ بِإِقامَةِ الحُدودِ ، وَالطّاعَةِ لِلمَعبودِ ، ونَهَيتَ عَنِ الخَبائِثِ وَالطُّغيانِ ، وواجَهوكَ بِالظُّلمِ وَالعُدوانِ . فَجاهَدتَهُم بَعدَ الإِيعاظِ لَهُم ، وتَأكيدِ الحُجَّةِ عَلَيهِم ، فَنَكَثوا ذِمامَكَ وبَيعَتَكَ ، وأسخَطوا رَبَّكَ وَجَدَّكَ ، وَبَدؤوكَ بِالحَربِ ، فَثَبَتَّ لِلطَّعنِ وَالضَّربِ ، وطَحَنتَ جُنودَ الفُجّارِ ، وَاقتَحَمتَ قَسطَلَ الغُبارِ ، مُجالِداً بِذِي الفَقارِ ، كَأَنَّكَ عَلِيٌّ المُختارُ . فَلَمّا رَأَوكَ ثابِتَ الجَأشِ ، غَيرَ خائِفٍ ولا خاشٍ ، نَصَبوا لَكَ غَوائِلَ مَكرِهِم ، وقاتَلوكَ بِكَيدِهِم وشَرِّهِم ، وأمَرَ اللَّعينُ جُنودَهُ فَمَنَعوكَ الماءَ ووُرودَهُ ، وناجَزوكَ القِتالَ ، وعاجَلوكَ النِّزالَ ، ورَشَقوكَ بِالسِّهامِ وَالنِّبالِ ، وبَسَطوا إلَيكَ أكُفَّ الاِصطِلامِ ، ولَم يَرعَوا لَكَ ذِماماً ، ولا رَاقَبوا فيكَ أثاماً في قَتلِهِم أولِياءَكَ ونَهبِهِم رِحالَكَ ، أنتَ مُقَدَّمٌ فِي الهَبَواتِ ، ومُحتَمِلٌ لِلأَذِيّاتِ ، وقَد عَجِبَت مِن صَبرِكَ مَلائِكَةُ السَّماواتِ . وأحدَقوا بِكَ مِن كُلِّ الجِهاتِ ، وأثخَنوكَ بِالجِراحِ ، وحالوا بَينَكَ وبَينَ الرَّواحِ ، ولَم يَبقَ لَكَ ناصِرٌ ، وأنتَ مُحتَسِبٌ صابِرٌ ، تَذُبُّ عَن نِسوَتِكَ وأولادِكَ . حَتّى‏ نَكَسوكَ عَن جَوادِكَ ، فَهَوَيتَ إلَى الأَرضِ جَريحاً ، تَطَؤُكَ الخُيولُ بِحَوافِرِها ، وتَعلوكَ الطُّغاةُ بِبَواتِرِها ، قَد رَشَحَ لِلمَوتِ جَبينُكَ ، وَاختَلَفَت بِالاِنقِباضِ وَالاِنبِساطِ شِمالُكَ ويَمينُكَ ، تُديرُ طَرفاً خَفِيّاً إلى‏ رَحلِكَ وبَيتِكَ ، وقَد شُغِلتَ بِنَفسِكَ عَن وَلَدِكَ وأهلِكَ ، وأسرَعَ فَرَسُكَ شارِداً ، وإلى‏ خِيامِكَ قاصِداً ، مُحَمحِماً باكِياً . فَلَمّا رَأَينَ النِّساءُ جَوادَكَ مَخزِيّاً ، ونَظَرنَ سَرجَكَ عَلَيهِ مَلوِيّاً ، بَرَزنَ مِنَ الخُدورِ ، ناشِراتِ الشُّعورِ ، عَلَى الخُدودِ لاطِماتٍ ، لِلوُجوهِ سافِراتٍ ، وبِالعَويلِ داعِياتٍ ، وبَعدَ العِزِّ مُذَلَّلاتٍ ، وإلى‏ مَصرَعِكَ مُبادِراتٍ . وَالشِّمرُ جالِسٌ عَلى‏ صَدرِكَ ، مولِغٌ سَيفَهُ عَلى‏ نَحرِكَ ، قابِضٌ عَلى‏ شَيبَتِكَ بِيَدِهِ ، ذابِحٌ لَكَ بِمُهَنَّدِهِ ، قَد سَكَنَت حَواسُّكَ ، وخَفِيَت أنفاسُكَ ، ورُفِعَ عَلَى القَنا رَأسُكَ ، وسُبِيَ أهلُكَ كَالعَبيدِ ، وصُفِّدوا فِي الحَديدِ ، فَوقَ أقتابِ المَطِيّاتِ ، تَلفَحُ وُجوهَهُم حَرُّ الهاجِراتِ ، يُساقونَ فِي البَراري وَالفَلَواتِ ، أيديهِم مَغلولَةٌ إلَى الأَعناقِ ، يُطافُ بِهِم فِي الأَسواقِ . فَالوَيلُ لِلعُصاةِ الفُسّاقِ ، لَقَد قَتَلوا بِقَتلِكَ الإِسلامَ ، وعَطَّلُوا الصَّلاةَ وَالصِّيامَ ، ونَقَضُوا السُّنَنَ وَالأَحكامَ ، وهَدَموا قَواعِدَ الإِيمانِ ، وحَرَّفوا آياتِ القُرآنِ ، وهَملَجوا فِي البَغيِ وَالعُدوانِ . لَقَد أصبَحَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ مَوتوراً ، وعادَ كِتابُ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ مَهجوراً ، وغودِرَ الحَقُّ إذ قُهِرتَ مَقهوراً ، وفُقِدَ بِفَقدِكَ التَّكبيرُ وَالتَّهليلُ ، وَالتَّحريمُ وَالتَّحليلُ ، وَالتَّنزيلُ وَالتَّأويلُ ، وظَهَرَ بَعدَكَ التَّغييرُ وَالتَّبديلُ ، وَالإِلحادُ وَالتَّعطيلُ ، وَالأَهواءُ وَالأَضاليلُ ، وَالفِتَنُ وَالأَباطيلُ . فَقامَ ناعيكَ عِندَ قَبرِ جَدِّكَ الرَّسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ، فَنَعاكَ إلَيهِ بِالدَّمعِ الهَطولِ قائِلاً : يا رَسولَ اللَّهِ قُتِلَ سِبطُكَ وفَتاكَ ، وَاستُبيحَ أهلُكَ وحِماكَ ، وسُبِيَت بَعدَكَ ذَراريكَ ، ووَقَعَ المَحذورُ بِعِترَتِكَ وذَويكَ ، فَانزَعَجَ الرَّسولُ وبَكى‏ قَلبُهُ المَهولُ ، وعَزّاهُ بِكَ المَلائِكَةُ وَالأَنبِياءُ ، وفُجِعَت بِكَ اُمُّكَ الزَّهراءُ . وَاختَلَفَت جُنودُ المَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ تُعَزّي أباكَ أميرَ المُؤمِنينَ ، واُقيمَت لَكَ المَآتِمُ في أعلى‏ عِلِّيّينَ ، ولَطَمَت عَلَيكَ الحورُ العينُ ، وبَكَتِ السَّماءُ وسُكّانُها ، وَالجِنانُ وخُزّانُها ، وَالهِضابُ وأقطارُها ، وَالأَرضُ وأقطارُها ، وَالبِحارُ وحيتانُها ، ومَكَّةُ وبُنيانُها ، وَالجِنانُ ووِلدانُها ، وَالبَيتُ وَالمَقامُ ، وَالمَشعَرُ الحَرامُ ، وَالحِلُّ وَالإِحرامُ . اللَّهُمَّ فَبِحُرمَةِ هذَا المَكانِ المُنيفِ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ وَاحشُرني في زُمرَتِهِم ، وأدخِلنِي الجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِم . اللَّهُمَّ فَإِنّي أتَوَسَّلُ إلَيكَ يا أسرَعَ الحاسِبينَ ، ويا أكرَمَ الأَكرَمينَ ، ويا أحكَمَ الحاكِمينَ ، بِمُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ ، رَسولِكَ إلَى العالَمينَ أجمَعينَ ، وبِأَخيهِ وَابنِ عَمِّهِ الأَنزَعِ البَطينِ ، العالِمِ المَكينِ ، عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ ، وبِفاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ ، وبِالحَسَنِ الزَّكِيِّ عِصمَةِ المُتَّقينَ ، وبِأَبي عَبدِ اللَّهِ الحُسَينِ أكرَمِ المُستَشهَدينَ ، وبِأَولادِهِ المَقتولينَ ، وبِعِترَتِهِ المَظلومينَ ، وبِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ زَينِ العابِدينَ ، وبِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ قِبلَةِ الأَوّابينَ ، وجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ أصدَقِ الصّادِقينَ ، وموسَى بنِ جَعفَرٍ مُظهِرِ البَراهينِ ، وعَلِيِّ بنِ موسى‏ ناصِرِ الدّينِ ، ومُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ قُدوَةِ المُهتَدينَ ، وعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ أزهَدِ الزّاهِدينَ ، وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ وارِثِ المُستَخلَفينَ ، وَالحُجَّةِ عَلَى الخَلقِ أجمَعينَ ، أن تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، الصّادِقينَ الأَبَرّينَ ، آلِ طه ويس ، وأن تَجعَلَني فِي القِيامَةِ مِنَ الآمِنينَ المُطمَئِنّينَ ، الفائِزينَ الفَرِحينَ المُستَبشِرينَ . اللَّهُمَّ اكتُبني فِي المُسلِمينَ ، وألحِقني بِالصّالِحينَ ، وَاجعَل لي لِسانَ صِدقٍ فَي الآخِرينَ ، وَانصُرني عَلَى الباغينَ ، وَاكفِني كَيدَ الحاسِدينَ ، وَاصرِف عَنّي مَكرَ الماكِرينَ ، وَاقبِض عَنّي أيدِيَ الظّالِمينَ ، وَاجمَع بَيني وبَينَ السّادَةِ المَيامينِ في أعلا عِلِّيّينَ ، مَعَ الَّذينَ أنعَمتَ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ ، وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . اللَّهُمَّ إنّي اُقسِمُ عَلَيكَ بِنَبِيِّكَ المَعصومِ ، وبِحُكمِكَ المَحتومِ ، ونَهيِكَ المَكتومِ ، وبِهذا القَبرِ المَلمومِ ، المُوَسَّدِ في كَنَفِهِ الإِمامُ المَعصومُ ، المَقتولُ المَظلومُ ، أن تَكشِفَ ما بي مِنَ الغُمومِ ، وتَصرِفَ عَنّي شَرَّ القَدَرِ المَحتومِ ، وتُجيرَني مِنَ النّارِ ذاتِ السَّمومِ. اللَّهُمَّ جَلِّلني بِنِعمَتِكَ ، ورَضِّني بِقِسمِكَ ، وتَغَمَّدني بِجودِكَ وكَرَمِكَ ، وباعِدني مِن مَكرِكَ ونَقِمَتِكَ . اللَّهُمَّ اعصِمني مِنَ الزَّلَلِ ، وسَدِّدني فِي القَولِ وَالعَمَلِ ، وَافسَح لي في مُدَّةِ الأَجَلِ ، وأَعفِني مِنَ الأَوجاعِ وَالعِلَلِ ، وبَلِّغني بِمَوالِيَّ وبِفَضلِكَ أفضَلَ الأَمَلِ . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاقبَل تَوبَتي ، وَارحَم عَبرَتي ، وأَقِلني عَثرَتي ، ونَفِّس كُربَتي ، وَاغفِر لي خَطيئَتي ، وأَصلِح لي في ذُرِّيَّتي . اللَّهُمَّ لا تَدَع لي في هذَا المَشهَدِ المُعَظَّمِ وَالمَحَلِّ المُكَرَّمِ ، ذَنباً إلّا غَفَرتَهُ ، ولاعَيباً إلّا سَتَرتَهُ ، ولا غَمّاً إلّا كَشَفتَهُ ، ولا رِزقاً إلّا بَسَطتَهُ ، ولاجاهاً إلّا عَمَرتَهُ ، ولا فَساداً إلّا أصلَحتَهُ ، ولا أمَلاً إلّا بَلَّغتَهُ ، ولا دُعاءً إلّا أجَبتَهُ ، ولا مَضيقاً إلّا فَرَّجتَهُ ، ولا شَملاً إلّا جَمَعتَهُ ، ولا أمراً إلّا أتمَمتَهُ ، ولا مالاً إلّا كَثَّرتَهُ ، ولا خُلُقاً إلّا حَسَّنتَهُ ، ولا إنفاقاً إلّا أخلَفتَهُ ، ولا حالاً إلّا عَمَّرتَهُ ، ولا حَسوداً إلّا قَمعتَهُ ، ولاعَدُوّاً إلّا أردَيتَهُ ، ولا شَرّاً إلّا كَفَيتَهُ ، ولا مَرَضاً إلّا شَفَيتَهُ ، ولا بَعيداً إلّا أدنَيتَهُ ، ولا شَعَثاً إلّا لَمَمتَهُ ، ولا سُؤالاً إلّا أعطَيتَهُ . اللَّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ خَيرَ العاجِلَةِ وثَوابَ الآجِلَةِ ، اللَّهُمَّ أغنِني بِحَلالِكَ عَنِ الحَرامِ ، وبِفَضلِكَ عَن جَميعِ الأَنامِ . اللَّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ عِلماً نافِعاً وقَلباً خاشِعاً ، ويَقيناً شافِياً ، وعَمَلاً زاكِياً ، وصَبراً جَميلاً ، وأجراً جَزيلاً . اللَّهُمَّ ارزُقني شُكرَ نِعمَتِكَ عَلَيَّ ، وزِد في إحسانِكَ وكَرَمِكَ إلَيَّ ، وَاجعَل قَولي فِي النّاسِ مَسموعاً ، وعَمَلي عِندَكَ مَرفوعاً ، وأثَري فِي الخَيراتِ مَتبوعاً ، وعَدُوّي مَقموعاً . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الأَخيارِ ، في آناءِ اللَّيلِ وأطرافِ النَّهارِ ، وَاكفِني شَرَّ الأَشرارِ ، وطَهِّرني مِنَ الذُّنوبِ وَالأَوزارِ ، وأَجِرني مِنَ النّارِ ، وأَدخِلني دارَ القَرارِ ، وَاغفِر لي ولِجَميعِ إخواني فيكَ وأخَواتِيَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . لا إلهَ إلَّا اللَّهُ الحَليمُ الكَريمُ ، لا إلهَ إلَّا اللَّهُ العَلِيُّ العَظيمُ ، لا إلهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّماواتِ السَّبعِ وَالأَرَضينَ السَّبعِ ، وما فيهِنَّ وما بَينَهُنَّ ، خِلافاً لِأَعدائِهِ ، وتَكذيباً لِمَن عَدَلَ بِهِ ، وإقراراً لِرُبوبِيَّتِهِ ، وخُشوعاً لِعِزَّتِهِ ، الأَوَّلُ بِغَيرِ أوَّلٍ ، وَالآخِرُ بِغَيرِ آخِرٍ ، الظّاهِرُ عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ بِقُدرَتِهِ ، الباطِنُ دونَ كُلِّ شَي‏ءٍ بِعِلمِهِ ولُطفِهِ . لا تَقِفُ العُقولُ عَلى‏ كُنهِ عَظَمَتِهِ ، ولا تُدرِكُ الأَوهامُ حَقيقَةَ ماهِيَّتِهِ ، ولا تَتَصَوَّرُ الأَنفُسُ مَعانِيَ كَيفِيَّتِهِ ، مُطَّلِعاً عَلَى الضَّمائِرِ ، عارِفاً بِالسَّرائِرِ ، يَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ وما تُخفِي الصُّدورُ . اللَّهُمَّ إنّي اُشهِدُكَ عَلى‏ تَصديقي رَسولَكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ، وإيماني بِهِ ، وعِلمي بِمَنزِلَتِهِ ، وإنّي أشهَدُ أنَّهُ النَّبِيُّ الَّذي نَطَقَتِ الحِكمَةُ بِفَضلِهِ ، وبَشَّرَتِ الأَنبِياءُ بِهِ ، ودَعَت إلَى الإِقرارِ بِما جاءَ بِهِ ، وحَثَّت عَلى‏ تَصديقِهِ بِقَولِهِ تَعالى‏ : «الَّذِى يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى التَّوْرةِ وَالإِْنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْههُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبئثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَْغْلَلَ الَّتِى كَانَتْ عَلَيْهِمْ) . فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ إلَى الثَّقَلَينِ ، وسَيِّدِ الأَنبِياءِ المُصطَفَينَ ، وعَلى‏ أخيهِ وَابنِ عَمِّهِ اللَّذَينِ لَم يُشرِكا بِكَ طَرفَةَ عَينٍ أبَداً ، وعَلى‏ فاطِمَةَ الزَّهراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ ، وعَلى‏ سَيِّدَي شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ الحَسَنِ وَالحُسَينِ ، صَلاةً خالِدَةَ الدَّوامِ ، عَدَدَ قَطرِ الرِّهامِ ، وزِنَةَ الجِبالِ وَالآكامِ ، ما أورَقَ السَّلامُ ، وَاختَلَفَ الضِّياءُ وَالظَّلامُ ، وعَلى‏ آلِهِ الطّاهِرينَ ، الأَئِمَّةِ المُهتَدينَ ، الذّائِدينَ عَنِ الدّينِ ، عَلِيٍّ ، ومُحَمَّدٍ ، وجَعفَرٍ ، وموسى‏ ، وعَلِيٍّ ، ومُحَمَّدٍ ، وعَلِيٍّ ، وَالحَسَنِ وَالحُجَّةِ ، القُوّامِ بِالقِسطِ ، وسُلالَةِ السِّبطِ . اللَّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ بِحَقِّ هذَا الإِمامِ فَرَجاً قَريباً ، وصَبراً جَميلاً ، ونَصراً عَزيزاً ، وغِنىً عَنِ الخَلقِ ، وثَباتاً فِي الهُدى‏ ، وَالتَّوفيقَ لِما تُحِبُّ وتَرضى‏ ، ورِزقاً واسِعاً حَلالاً طَيِّباً مَريئاً دارّاً ، سائِغاً فاضِلاً مُفضَلاً ، صَبّاً صَبّاً ، مِن غَيرِ كَدٍّ ولا نَكَدٍ ، ولا مِنَّةٍ مِن أحَدٍ ، وعافِيَةً مِن كُلُّ بَلاءٍ وسُقمٍ ومَرَضٍ ، وَالشُّكرَ عَلَى العافِيَةِ وَالنَّعماءِ ، وإذا جاءَ المَوتُ فَاقبِضنا عَلى‏ أحسَنِ ما يَكونُ لَكَ طاعَةً ، عَلى‏ ما أمَرتَنا مُحافِظينَ ، حَتّى‏ تُؤَدِّيَنا إلى‏ جَنّاتِ النَّعيمِ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأوحِشني مِنَ الدُّنيا وآنِسني بِالآخِرَةِ ؛ فَإِنَّهُ لا يوحِشُ مِنَ الدُّنيا إلّا خَوفُكَ ، ولا يُؤنِسُ بِالآخِرَةِ إلّا رَجاؤُكَ . اللَّهُمَّ لَكَ الحُجَّةُ لا عَلَيكَ ، وإلَيكَ المُشتَكى‏ لا مِنكَ ، فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأَعِنّي عَلى‏ نَفسِيَ الظّالِمَةِ العاصِيَةِ ، وشَهوَتِيَ الغالِبَةِ ، وَاختِم لي بِالعَفوِ وَالعافِيَةِ . اللَّهُمَّ إنَّ استِغفاري إيّاكَ وأنَا مُصِرٌّ عَلى‏ ما نَهَيتَ ، قِلَّةُ حَياءٍ ، وتَركِيَ الاِستِغفارَ مَعَ عِلمي بِسَعَةِ حِلمِكَ ، تَضييعٌ لِحَقِّ الرَّجاءِ . اللَّهُمَّ إنَّ ذُنوبي تُؤيِسُني أن أرجُوَكَ ، وأنَّ عِلمي بِسَعَةِ رَحمَتِكَ يَمنَعُني أن أخشاكَ ، فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وصَدِّق رَجائي لَكَ ، وكَذِّب خَوفي مِنكَ ، وكُن لي عِندَ أحسَنِ ظَنّي بِكَ ، يا أكرَمَ الأَكرَمينَ . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأيِّدني بِالعِصمَةِ ، وأنطِق لِساني بِالحِكمَةِ ، وَاجعَلني مِمَّن يَندَمُ عَلى‏ ما ضَيَّعَهُ في أمسِهِ ، ولا يَغبَنُ حَظَّهُ في يَومِهِ ، ولا يَهُمُّ لِرِزقِ غَدِهِ . اللَّهُمَّ إنَّ الغَنِيَّ مَنِ استَغنى‏ بِكَ وَافتَقَرَ إلَيكَ ، وَالفَقيرَ مَنِ استَغنى‏ بِخَلقِكَ عَنكَ ، فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأغنِني عَن خَلقِكَ بِكَ ، وَاجعَلني مِمَّن لا يَبسُطُ كَفّاً إلّا إلَيكَ . اللَّهُمَّ إنَّ الشَّقِيَّ مَن قَنَطَ وأمامَهُ التَّوبَةُ ووَراءَهُ الرَّحمَةُ ، وإن كُنتُ ضَعيفَ العَمَلِ فَإِنّي في رَحمَتِكَ قَوِيُّ الأَمَلِ ، فَهَب لي ضَعفَ عَمَلي لِقُوَّةِ أمَلي . اللَّهُمَّ إن كُنتَ تَعلَمُ أنَّ في عِبادِكَ مَن هُوَ أقسى‏ قَلباً مِنّي ، وأعظَمُ مِنّي ذَنباً ، فَإِنّي أعلَمُ أنَّهُ لا مَولى‏ أعظَمُ مِنكَ طَولاً ، وأوسَعُ رَحمَةً وعَفواً ، فَيا مَن هُوَ أوحَدُ في رَحمَتِهِ ، اغفِر لِمَن لَيسَ بِأَوحَدَ في خَطيئَتِهِ . اللَّهُمَّ إنَّكَ أمَرتَنا فَعَصَينا ، ونَهَيتَ فَمَا انتَهَينا ، وذَكَّرتَ فَتَناسَينا ، وبَصَّرتَ فَتَعامَينا ، وحَدَّدتَ فَتَعَدَّينا ، وما كانَ ذلِكَ جَزاءَ إحسانِكَ إلَينا ، وأنتَ أعلَمُ بِما أعلَنّا وأخفَينا ، وأخبَرُ بِما نَأتي وما أتَينا ، فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، ولا تُؤاخِذنا بِما أخطَأنا ونَسينا ، وهَب لَنا حُقوقَكَ لَدَينا ، وأتِمَّ إحسانَكَ إلَينا ، وأسبِل رَحمَتَكَ عَلَينا . اللَّهُمَّ إنّا نَتَوَسَّلُ إلَيكَ بِهذَا الصِّدّيقِ الإِمامِ ، ونَسأَلُكَ بِالحَقِّ الَّذي جَعَلتَهُ لَهُ ولِجَدِّهِ رَسولِكَ ، ولِأَبَوَيهِ عَلِيٍّ وفاطِمَةَ أهلِ بَيتِ الرَّحمَةِ ، إدرارَ الرِّزقِ الَّذي بِهِ قِوامُ حَياتِنا ، وصَلاحُ أحوالِ عِيالِنا ، فَأَنتَ الكَريمُ الّذي تُعطي مِن سَعَةٍ ، وتَمنَعُ مِن قُدرَةٍ ، ونَحنُ نَسأَلُكَ مِنَ الرِّزقِ ما يَكونُ صَلاحاً لِلدُّنيا وبَلاغاً لِلآخِرَةِ . اللَّهُمَّ صَلَّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِر لَنا ولِوالِدَينا ، ولِجَميعِ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ وَالمُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ الأَحياءِ مِنهُم وَالأَمواتِ ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ۸۶۴ .

  • نام منبع :
    گزيده شهادت نامه امام حسين عليه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدى رى‏ شهرى، تلخیص: مرتضی خوش‌نصیب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1391
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 40967
صفحه از 1088
پرینت  ارسال به