گوشت ما آب افتاده است ، و آن پيكرهاى پاك و پاكيزه را گرگها دهان مىزنند و بقيّهاش را كفتارهاى ماده مىخورند .
اگر ما را غنيمت بگيرى ، به زودى خسارت مىبينى ، آن هنگام كه چيزى جز دستاوردهاى پيشفرستِ خود ، چيزى نمىيابى «و خدايت ، بر بندگان ، ستمكار نيست»۱ . شِكوه به خداست و تكيه بر هموست .
حيلهات را به كار ببند ، تلاشت را بكن و همه توانت را به كار گير ؛ امّا به خدا سوگند ، نخواهى توانست ياد ما را [از خاطرها] پاك كنى و وحىِ ما را بميرانى ، و مهلت ما را در نمىيابى و ننگت شُسته نمىشود . آيا انديشهات جز دروغ و سستى ، و روزگارت جز روزهايى شمردنى و جمعت جز پريشانى است ، آن روز كه منادى ندا مىدهد : «هان ! لعنت خدا بر ستمكاران باد»۲ ؟!
ستايش ، ويژه خدايى است كه آغازِ ما را سعادت و مغفرت ، و فرجامِ ما را شهادت و رحمت ، قرار داد ! از خدا مىخواهيم كه پاداش آنان را كامل كند و افزون هم بدهد و جانشين خوبى در نبودِ آنها براى ما باشد ، كه او بخشنده و مهربان است و «خدا ، ما را بس است و او خوبْ وكيلى است!»۳ .۴
1.سوره فصّلت : آيه ۴۶ .
2.سوره هود : آيه ۱۸ .
3.سوره آل عمران : آيه ۱۷۳ .
4.قامَت زَينَبُ ابنَةُ عَلِيٍّ عليهما السلام وقالَت : الحَمدُ للَّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، وصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ أجمَعينَ ، صَدَقَ اللَّهُ كَذلِكَ يَقولُ : «ثُمَّ كَانَ عَقِبَةَ الَّذِينَ أَسَُواْ السُّوأَى أَن كَذَّبُواْ بَِايَتِ اللَّهِ وَ كَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِءُونَ ) .
أظَنَنتَ يا يَزيدُ ، حَيثُ أخَذتَ عَلَينا أقطارَ الأَرضِ وآفاقَ السَّماءِ فَأَصبَحنا نُساقُ كَما تُساقُ الإِماءُ ، أنَّ بِنا عَلَى اللَّهِ هَواناً وبِكَ عَلَيهِ كَرامَةً ! وأنَّ ذلِكَ لِعِظَمِ خَطَرِكَ عِندَهُ ! فَشَمَختَ بِأَنفِكَ ونَظَرتَ في عِطفِكَ جَذَلاً مَسروراً ، حينَ رَأَيتَ الدُّنيا لَكَ مُستَوسِقَةً ، وَالاُمورَ مُتَّسِقَةً ، وحينَ صَفا لَكَ مُلكُنا وسُلطانُنا .
فَمَهلاً مَهلاً ، أنَسيتَ قَولَ اللَّهِ تَعالى : «وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِاَّنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) ؟
أمِنَ العَدلِ - يَابنَ الطُّلَقاءِ - تَخديرُكَ إماءَكَ ونِساءَكَ وسَوقُكَ بَناتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله سَبايا ، قَد هَتَكتَ سُتورَهُنَّ وأبدَيتَ وُجوهَهُنَّ ، تَحدوا بِهِنَّ الأَعداءُ مِن بَلَدٍ إلى بَلَدٍ ، ويَستَشرِفُهُنَّ أهلُ المَنازِلِ وَالمَناهِلِ ، ويَتَصَفَّحُ وُجوهَهُنَّ القَريبُ وَالبَعيدُ ، وَالدَّنِيُّ وَالشَّريفُ ، لَيسَ مَعَهُنَّ مِن رِجالِهِنَّ وَلِيٌّ ، ولا مِن حُماتِهِنَّ حَمِيٌّ ؟!
وكَيفَ تُرتَجى مُراقَبَةُ مَن لَفَظَ فوهُ أكبادَ الأَزكِياءِ ، ونَبَتَ لَحمُهُ بِدِماءِ الشُّهَداءِ ؟
وكَيفَ يَستَظِلُّ في ظِلِّنا أهلَ البَيتِ مَن نَظَرَ إلَينا بِالشَّنَفِ وَالشَّنَآنِ وَالإِحَنِ وَالأَضغانِ ؟
ثُمَّ تَقولُ غَيرَ مُتَأَثِّمٍ ولا مُستَعظِمٍ :
لَأَهَلّوا وَاستَهَلّوا فَرَحا
ثُمَّ قالوا يا يَزيدُ لا تَشَل
مُنتَحِياً عَلى ثَنايا أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام سَيِّدِ شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ تَنكُتُها بِمِخصَرَتِكَ ، وكَيفَ لا تَقولُ ذلِكَ ، وقَد نَكَأتَ القُرحَةَ وَاستَأصَلتَ الشّأفَةَ بِإِراقَتِكَ دِماءَ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه و آله ونُجومِ الأَرضِ مِن آلِ عَبدِ المُطَّلِبِ ؟ وتَهتِفُ بِأَشياخِكَ ، وزَعَمتَ أنَّكَ تُناديهِم ! فَلَتَرِدَنَّ وَشيكاً مَورِدَهُم ، ولَتَوَدَّنَّ أنَّكَ شَلَلتَ وبَكِمتَ ، ولَم تَكُن قُلتَ ما قُلتَ ، وفَعَلتَ ما فَعَلتَ .
اللَّهُمَّ خُذ بِحَقِّنا ، وَانتَقِم مِمَّن ظَلَمَنا ، وأحلِل غَضَبَكَ بِمَن سَفَكَ دِماءَنا وقَتَلَ حُماتَنا .
فَوَاللَّهِ ما فَرَيتَ إلّا جِلدَكَ ، ولا حَزَزتَ إلّا لَحمَكَ ، ولَتَرِدَنَّ عَلى رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله بِما تَحَمَّلتَ مِن سَفكِ دِماءِ ذُرِّيَّتِهِ ، وَانتَهَكتَ مِن حُرمَتِهِ في عِترَتِهِ ولُحمَتِهِ ، وحَيثُ يَجمَعُ اللَّهُ شَملَهُم ، ويَلُمَّ شَعَثَهُم ، ويَأخُذُ بِحَقِّهِم «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَ تَا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) .
وحَسبُكَ بِاللَّهِ حاكِماً ، وبِمُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه و آله خَصيماً وبِجَبرَئيلَ ظَهيراً ، وسَيَعلَمُ مَن سَوَّلَ لَكَ ومَكَّنَكَ مِن رِقابِ المُسلِمينَ ، بِئسَ لِلظّالِمينَ بَدلاً ، وأيُّكُم شَرٌّ مَكاناً وأضعَفُ جُنداً .
ولَئِن جَرَت عَلَيَّ الدَّواهي مُخاطَبَتَكَ ، إنّي لَأَستَصغِرُ قَدرَكَ ، وأستَعظِمُ تَقريعَكَ ، وأستَكثِرُ تَوبيخَكَ ، لكِنَّ العُيونَ عَبرى وَالصُّدورَ حَرّى .
ألا فَالعَجَبُ كُلُّ العَجَبِ لِقَتلِ حِزبِ اللَّهِ النُّجَباءِ بِحِزبِ الشَّيطانِ الطُّلَقاءِ ، فَهذِهِ الأَيدي تَنضَحُ مِن دِمائِنا ، وَالأَفواهُ تَتَحَلَّبُ مِن لُحومِنا ، وتِلكَ الجُثَثُ الطَّواهِرُ الزَّواكي تَتَناهَبُهَا العَواسِلُ ، وتَعفوها أُمَّهاتُ الفَراعِلِ .
ولَئِنِ اتَّخَذتَنا مَغنَماً لَتَجِدُنا وَشيكاً مَغرَماً ، حينَ لا تَجِدُ إلّا ما قَدَّمَت يَداكَ ، «وما رَبُّكَ بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ) ، فَإِلَى اللَّهِ المُشتَكى وعَلَيهِ المُعَوَّلُ .
فَكِد كَيدَكَ وَاسعَ سَعيَكَ وناصِب جَهدَكَ ، فَوَاللَّهِ لا تَمحُوَنَّ ذِكرَنا ، ولا تُميتُ وَحيَنا ، ولا تُدرِكَ أمَدَنا ، ولا تَرحَضُ عَنكَ عارَها ، وهَل رَأيُكَ إلّا فَنَدٌ ، وأيّامُكَ إلّا عَدَدٌ ، وجَمعُكَ إلّا بَدَدٌ ، يَومَ يُنادِي المُنادِ : «ألا لَعنَةُ اللَّهِ عَلَى الظّالِمينَ ) .
فَالحَمدُ للَّهِِ الَّذي خَتَمَ لِأَوَّلِنا بِالسَّعادَةِ وَالمَغفِرَةِ ، ولِآخِرِنا بِالشَّهادَةِ وَالرَّحمَةِ ، ونَسأَلُ اللَّهَ أن يُكمِلَ لَهُمُ الثَّوابَ ويوجِبَ لَهُمُ المَزيدَ ، ويُحسِنَ عَلَينَا الخِلافَةَ إنَّهُ رَحيمٌ وَدودٌ ، «حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) ۶۵۶ (الملهوف : ص ۲۱۵ ؛ بلاغات النساء: ص ۳۵).