تصدير
لا يخفى على القارئ المتتبع أنّ الاهتمام بالحديث الشريف شرحا ، وفهما ، ونقدا ، وتطبيقا ، كان أمرا مألوفا وشائعا بين أوساط المسلمين منذ أمد بعيد ، وانبثقت عنه واُرسيت على أساسه علوم اُخرى لها مساس به بشكل أو آخر . وهذه العلوم التي يجمعها اليوم رابط عام هو عنوان «علوم الحديث» يُعنى كل واحد منها بالتعاطي مع جانب من جوانب الحديث ، بما في ذلك متنه وسنده .
ومن جملة مايدخل في سياق الأبحاث الحديثة التي يدور الكلام حولها هاهنا ، نخص بالذكر علمَي الحديث والدراية اللذين تألّقا أكثر من غيرهما من موضوعات علوم الحديث ، وحظيا بدور أهم وأبرز منها . فعلم الرجال مثلاً ينفرد بدراسة رواة الحديث وتمحيص سيرة كلّ واحد منهم ، ويصف حال كلّ واحد منهم بتعابير ومصطلحات ذات دلالات معيّنة . فيما يُلاحظ أنّ علم الدراية مكرّس لتسليط الأضواء على علم الحديث من خلال النظرة الفاحصة إلى سنده ومتنه .
استخدم علماء الحديث في كلّ حقل من الحقول المشار إليها آنفا مصطلحات وتعابير خاصّة . ولكن باتَ من العسير فهم مرادهم منها دون استكناه معاني هذه المصطلحات على وجه الدقّة .