المحتسب لابن جنّی: و من ذلک ما روی عن عاصم أنّه قرأ: «و ما كان صلاتَهم عند البیت» نصباً، «إلاّ مُكاءٌ و تصديةٌ» رفعاً. رواه عُبید اللّٰه عن سفیان عن الأعمش، أنّ عاصماً قرأ کذلک.
قال الأعمش: و إن لحن عاصم تلحن أنت؟! و قد روی هذا الحرف أیضاً عن ابان بن تغلب أنّه قرأ کذلک.۱
المحرّر الوجیز: قرأ الجمهور «و ما كانَ صَلاتُهُم» بالرفع «عِندَ البَيتِ إلّا مُكاء» بالنصب «و تَصديَةً» كذلک، و روی عن عاصم أنّه قرأ: «صَلاتهم» بالنصب «إلّا مُكاء و تَصديَة» بالرفع، و رويت عن سليمان الأعمش بخلاف عنه فيما حكى أبو حاتم، و ذكر أبو علی عن الأعمش أنّه قال فی قراءة عاصم: أفإن لحن عاصم تلحن أنت؟
قال أبو الفتح: و قد روی الحرف كذلک عن ابان بن تغلب.
قال قوم: و هذه القراءة خطأ؛ لأنّه جعل الاسم نكرة و الخبر معرفة، قال أبو حاتم: فإن قيل إن المُكاء و التصدية اسم جنس و اسم الجنس معرّفاً و منكراً واحد فی التعريف، قيل: إنّ استعماله هكذا لا يجوز إلّا فی ضرورة الشعر، كما قال حسّان: [الوافر]:
كأنّ سبيئة من بيت رأس يكون مزاجها عسل و ماء۲
البحر المحیط: قال بعض شيوخنا: أكثر أهل العلم على أنّ الصلاة هنا هی الطواف، و قد سمّاه الرسول صلّى اللّٰه عليه و سلّم صلاة، و قرأ ابان بن تغلب و عاصم و الأعمش بخلاف عنهما «صَلاتهم» بالنصب «إلّا مُكاء و تَصدية» بالرفع، و خطّأ قوم ـ منهم أبو علی الفارسی ـ هذه القراءة؛ لجعل المعرفة خبراً و النكرة اسماً، قالوا: و لا يجوز ذلک إلّا فی ضرورة، كقوله: يكون مزاجها عسل و ماء. و خرّجها أبو الفتح على أنّ المُكاء و التصدية اسم جنس، و اسم الجنس تعريفه و تنكيره واحد. انتهى.۳
مجمع البیان: يروى فی الشواذّ عن عاصم «و ما كان صلاتهم» بالنصب «إلّا مُكاء و