سُلطانِکَ و تَوهينُ كافَّتِکَ، و ما أشفَقتُ إلّا عَلَيکَ، قالَ: وَيلَکَ! فَكَيفَ بِابنَةِ مُحَمَّدٍ و قَد عَلِمَ النّاسُ ما تَدعو إلَيهِ و ما نَحنُ مِنَ الغَدرِ عَلَيهِ، فقالَ: هَل هیَ إلّا غَمرَةٌ انجَلَت و ساعَةٌ انقَضَت، و كانَ ما قَد كانَ لَم يَكُن.
ما قَد مَضى مِمّا مَضى كَما مَضىو ما مَضى مِمّا مَضى قَد انقَضى
أقِمِ الصَّلاةَ و آتِ الزَّكاةَ و أمُر بِالمَعروفِ، و انهَ عَنِ المُنكَرِ، و وَفِّرِ الفَيءَ و صِلِ القَرابَةَ، فَإنَّ اللّٰه يَقولُ: (إنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئاتِ ذلِکَ ذِكرى لِلذّاكِرينَ)،۱ و يَقولُ: (يَمحوا اللّٰه ما يَشاءُ)۲ ـ الآية ـ و يَقولُ: (وَ الَّذينَ إذا فَعَلوا فاحِشَةً)۳ ـ الآية ـ ذَنبٌ واحِدٌ فی حَسَناتٍ كَثيرَةٍ، قَلِّدنی ما يَكونُ مِن ذَلِکَ. فَضَرَبَ بيَدِهِ عَلى كَتفِ عُمَرَ و قالَ: رُبَّ كُربَةٍ فَرَّجتَها يا عُمَرُ. ثُمَّ نادى الصَّلاةَ جامِعَةً. فَاجتَمَعَ النّاسُ و صَعِدَ المِنبَرَ، فَحَمِدَ اللّٰه و أثنى عَلَيهِ ثُمَّ قالَ: أيُّها النّاسُ، ما هَذِهِ الرِّعَةُ و مَعَ كُلِّ قالَةٍ أُمنيَّةٌ؟ أينَ كانَت هَذِهِ الأمانیُّ فی عَهدِ نَبيِّكُم؟ فَمَن سَمِعَ فَليَقُل، و مَن شَهِدَ فَليَتَكَلَّم، كَلّا بَل هوَ ثُعالَةٌ شَهيدُهُ ذَنَبُهُ لَعَنَهُ اللّٰه، و قَد لَعَنَهُ رَسولُهُ مَرّاتٍ بِكُلِّ أُمنيَّةٍ، يَقولُ: كَرّوها جَذَعَةً ابتِغاءَ الفِتنَةِ مِن بَعدِ ما هَرِمَت، كَأُمِّ طِحالٍ أحَبُّ أهلِها الغَوِىُّ، ألا لَو شِئتُ أن أقولَ لَقُلتُ، و لَو تَكَلَّمتُ لَبُحتُ، و أنّی ساكِتٌ ما تُرِكتُ، یَستَعينونَ بِالصَّبيَةِ و يَستَنهِضونَ النِّساءَ، و قَد بَلَغَنی ـ يا مَعشرَ الأنصارِ ـ مَقالَةُ سُفَهائِكُم، فَو اللّٰه إنَّ أحَقَّ النّاسِ بِلُزومِ عَهدِ رَسولِ اللّٰه لَأنتُم، لَقَد جاءَكُم الرَّسولُ فَآوَيتُم و نَصَرتُم، و أنتُمُ اليَومَ أحَقُّ مَن لَزِمَ عَهدَهُ، و مَعَ ذَلِکَ فَاغدوا عَلى أعطِياتِكُم، فَإنّی لَستُ كاشِفاً قِناعاً و لا باسِطاً ذِراعاً و لا لِساناً إلّا عَلى مَنِ استَحَقَّ ذَلِکَ، و السَّلامُ.
قال: فأطلَعَت أُمُّ سَلَمَةَ رَأسَها مِن بابِها و قالَت: أَلِمِثلِ فاطِمَةَ يُقالُ هَذا؟! و هیَ الحَوراءُ بَينَ الإنسِ، و الأُنسُ لِلنَّفسِ، رُبِّيَت فی حُجورِ الأنبياءِ و تَداوَلَتَها أيدی المَلائِكَةِ، و نَمَت فی المَغارِسِ الطّاهِراتِ، نَشَأت خَيرَ مَنشأً، و رُبِّيَت خَيرَ مُرَبّاً، أتَزعُمُونَ أنَّ رَسولَ اللّٰه حَرَّمَ عَلَيها ميراثَهُ و لَم يُعلِمها؟ و قَد قالَ اللّٰه لَهُ: (وَ أنذِر عَشيرَتَکَ الأقرَبينَ)،۴ فَأنَذَرها و جاءَت تَطلُبُهُ و