مَن نَصَرَهُ. قالَ أبو فُلانٍ و فُلانٌ کَلِمَةً خَفيَّةً: ما يَألوا ما رَفَعَ خَسيسَةَ ابنِ عَمِّهِ، لَو يَستَطيعُ أن يَجعَلَهُ نَبيّاً لَفَعَلَ، و ايمُ اللّٰه لَئِن هَلَکَ لَنُزيلَنَّهُ عَمّا يُريدُ. قالَ: فَسَمِعَها شابٌّ مِنَ الأنصارِ فَقالَ: أما و اللّٰه لَقَد سَمِعتُ مَقالَتَكُما، و ايمُ اللّٰه لَأُبَلِّغَنَّ رَسولَ اللّٰه ما قُلتُما، فَناشَداهُ اللّٰهَ أن لا يَفعَلَ، فَأبى إلّا أن يُبَلِّغَ رَسولَ اللّٰه صلی الله علیه و اله ما قالا، فَقالا لَهُ: اجهَد جُهدَکَ.

فَأَتى رَسولَ اللّٰه صلی الله علیه و اله فَأخبَرَهُ بِمَقالَتِهِما، فَبَعَثَ إلَيهِما رَسولُ اللّٰه صلی الله علیه و اله فَدَعاهُما، فَلَمّا جاءا و رَأيا الشّابَّ عِندَهُ عَرَفا أنَّهُ بَلَّغَهُ، فَقالَ صلی الله علیه و اله لَهُما: ما حَمَلَكُما عَلى ما قُلتُما يا أبا فُلانٍ و فُلانُ؟ فَحَلَفا بِاللّٰه الَّذی لا ألَهَ إلّا هوَ أنَّهُما ما قالا شَيئاً مِن ذَلِکَ، فَأقبَلَ رَسولُ اللّٰه صلی الله علیه و اله عَلى الأنصاری فَقالَ: يا أخا الأنصاري! ما حَمَلَکَ عَلى أن تَكذِبَ عَلى شَيخَی قُرَيشٍ؟ فَوَدَّ الأنصاری أنَّ الأرضَ خَسَفَت بِهِ و أنَّهُ لَم يَقُل شَيئاً مِن ذَلِکَ. قالَ: فَدَعا اللّٰه أن يُنزِلَ عُذرَهُ، قالَ: فَأتاهُ جَبرَئيلُ فی ساعَةٍ لَم يَكُن ياتيهِ فيها، و أنزَلَ عَلَيهِ:‏ (يَحلِفونَ بِاللّٰه ما قالوا و لَقَد قالوا کَلِمَةَ الكُفرِ و کَفَروا بَعدَ إسلامِهِم و هَمّوا بِما لَم يَنالوا و ما نَقَموا إلّا أن أغناهُمُ اللّٰه و رَسولُهُ مِن فَضلِهِ فَإن يَتوبوا يَکُ خَيراً لَهُم و إن يَتَوَلَّوا يُعَذِّبهُمُ اللّٰه عَذاباً أليماً فی الدُّنيا و الآخِرَةِ و ما لَهُم فی الأرضِ مِن وَلیٍّ و لا نَصيرٍ)،^۱ فَقالَ أبو عَبدِ اللّٰه علیه السلام: و اللّٰه لَقَد تَوَلَّيا و ما تابا.^۲

۱۱۷. تفسیر العیّاشی: قال أبان بن تغلب عنه^۳ علیه السلام: لَمّا نَصَبَ رَسولُ اللّٰه صلی الله علیه و اله عَليّاً علیه السلام يَومَ غَديرِ خُمٍّ فَقالَ: مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلیٌّ مَولاهُ، ضَمَّ رَجُلانِ مِن قُرَيشٍ رُءوسَهما و قالا: و اللّٰه لا نُسَلِّمُ لَهُ ما قالَ أبَداً! فَأخبِرَ النَّبیُّ صلی الله علیه و اله فَسَأَ‌لَهُما عَمّا قالا، فَکَذَّبا و حَلَفا بِاللّٰه ما قالا شَيئاً، فَنَزَلَ جَبرَئيلُ عَلى رَسولِ اللّٰه صلی الله علیه و اله: (يَحلِفونَ بِاللّٰه ما قالوا) الآيَةَ. قالَ أبو عَبدِ اللّٰه علیه السلام: لَقَد تَوَلَّيا و ما تابا.^۴

۱۱۸. الصراط المستقیم: و قد روى أبان بن تغلب أنّ الصادق علیه السلام، قال: إنَّ أبا بَكرٍ و عُمَرَ هَزّا رَأسَهُما و قالا: لا نُسَلِّمُ لَهُ أبَداً، فَسَمِعَهُما رَجُلٌ فَأعلَمَ النَّبیَّ صلی الله علیه و اله بِذَلِکَ، فَأحضَرَهُما فَأنکَرا

۱۱۴. کتاب القراءات للسیّاری: البرقی عن سعدان بن مسلم، عن أبان بن تغلب، قال: قالَ أبو عَبدِ اللّٰه علیه السلام و تلا هذه الآیة: (وَيلٌ لِلمُشرِكينَ * الَّذينَ لا يُؤتونَ الزَّكاةَ)، ثُمَّ قالَ: يا أبانُ، أتَرى أنَّ اللّٰه طَلَبَ مِنَ المُشرِكينَ زَكاةَ أموالِهِم و هُم يَعبُدونَ مَعَهُ غَیرَهُ؟ قُلتُ: کَيفَ هیَ؟ قالَ: (وَيلٌ لِلمُشرِكينَ) الَّذينَ أشرَكوا بِالإمامِ الأوَّلِ و لم یؤدّوا إلی الآخِرِ ما قالَ فیه الأوَّلُ و هُم بِهِ کافِرونَ.^۱

(عامِلَةٌ ناصِبَةٌ * تَصلى‏ ناراً حاميةً) [الغاشیة (۸۸): ۳ ـ ۴]

۱۱۵. ثواب الأعمال و عقاب الأعمال: أبی، حدّثنی أحمد بن إدريسَ عن محمّد بن أحمد، قال: حدّثنی ابن عبد اللّٰه الداری^۲ عن أحمد بن محمّد بن أبی نَصرٍ، عن صالح بن سعيد القَمّاطِ، عن أبان بن تغلب، قال: قالَ أبو عَبدِ اللّٰه علیه السلام: كُلُّ ناصِبٍ و إن تَعَبَّدَ و اجتَهَدَ يَصيرُ إلى أهلِ هَذِهِ الآيَةِ: (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ * تَصلى‏ ناراً حاميَةً).^۳

۴ / ۶ / ۲

إنکار ولایته۷ خفیّاً یوم الغدیر

(يَحلِفونَ بِاللّٰه ما قالوا و لَقَد قالوا کَلِمَةَ الكُفرِ و کَفَروا بَعدَ إسلامِهِم و هَمّوا بِما لَم يَنالوا و ما نَقَموا إلاَّ أن أغناهُمُ اللّٰه و رَسولُهُ مِن فَضلِهِ فَإن يَتوبوا يَکُ خَيراً لَهُم و إن يَتَوَلَّوا يُعَذِّبهُمُ اللّٰه عَذاباً أليماً فی الدُّنيا و الآخِرَةِ و ما لَهُم فی الأرضِ مِن وَلیٍّ و لا نَصيرٍ) [التوبة (۹): ۷۴]

۱۱۶. الأُصول الستّة عشر: سلّام عن أبان بن تغلب، قال: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّٰه يُحَدِّثُ عن أبی جَعفَرٍ علیه السلام، قالَ: لَمّا أن نَصَبَ رَسولُ اللّٰه صلی الله علیه و اله عَليّاً علیه السلام يَومَ الغَديرِ، فَقالَ: مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلیٌّ مَولاهُ، اللّهمَّ! والِ مَن والاهُ و عادِ مَن عاداهُ، و أحِبَّ مَن أحَبَّهُ و أبغِض مَن أبغَضَهُ و انصُر