155
میراث قرآنی ابان بن تغلب(141ق)

۴ / ۴

جهاده

۴ / ۴ / ۱

دوره۷ فی غزوة ذات السلاسل

(بِسمِ اللّٰه الرَّحمنِ الرَّحيمِ وَ العادياتِ ضَبحاً * فالمورياتِ قَدحاً * فالمُغيراتِ صُبحاً * فأَثَرنَ بِهِ نَقعاً * فَوَسَطنَ بِهِ جَمعاً) [العادیات (۱۰۰): ۱ ـ ۵]

۱۰۰. تأویل الآیات الظاهرة: محمّد بنُ العبّاس عن محمّد بن الحسین، عن أحمد بن محمّد، عن أبان بن عثمان، عن عمر بن دينارٍ، عن أبان بن تغلب، عن أبی جعفر علیه السلام، قال: إنَّ رَسولَ اللّٰه صلی الله علیه و اله أقرَعَ بَينَ أهلِ الصُّفَّةِ فَبَعَثَ مِنهُم ثَمانينَ رَجُلاً إلى بَنی سُلَيمٍ و أمَّرَ عَلَيهِم أبا بَكرٍ، فَسارَ إلَيهِم فَلَقيهُم قَريباً مِنَ الحَرَّةِ، و كانَت أرضُهُم أشِبَةً۱ کَثيرَةَ الحِجارَةِ و الشَّجَرِ بِبَطنِ الوادی، و المُنحَدَرُ إلَيهِم صَعبٌ، فَهَزَموهُ و قَتَلوا مِن أصحابِهِ مَقتَلَةً عَظيمَةً، فَلَمّا قَدِموا عَلى النَّبی صلی الله علیه و اله عَقَدَ لِعُمَرَ بنِ الخَطّابِ و بَعَثَهُ، فَکَمَنَ لَهُ بَنو سُلَيمٍ بَينَ الحِجارَةِ و تَحتَ الشَّجَرَةِ، فَلَمّا ذَهَبَ ليهبِطَ خَرَجوا عَلَيهِ لَيلاً فَهَزَموهُ حَتّى بَلَغَ جُندُهُ سيفَ البَحرِ،۲ فَرَجَعَ عُمَرُ مِنهُ مُنهَزِماً، فَقامَ عَمرو بنُ العاصِ إلى رَسولِ اللّٰه صلی الله علیه و اله فَقالَ: أنا لَهُم يا رَسولَ اللّٰه ابعَثنی إلَيهِم، فَقالَ لَهُ: خُذ فی شأنِکَ، فَخَرَجَ إلَيهِم فَهَزَموهُ و قُتِلَ مِن أصحابِهِ ما شاءَ اللّٰه، و مَکَثَ رَسولُ اللّٰه صلی الله علیه و اله أيّاماً يَدعو عَلَيهِم، ثُمَّ أرسَلَ بِلالاً و قالَ: ايتِنی بِبُردیَ النَّجرانی و قَبایَ الخَطّيةِ۳، ثُمَّ دَعا عَليّاً علیه السلام فَعَقَدَ لَهُ ثُمَّ قالَ: أرسَلتُهُ کَرّاراً غَيرَ فَرّارٍ، ثُمَّ قالَ: اللّهمَّ إن كُنتَ تَعلَمُ أنّی رَسولُکَ فَاحفَظنی فيهِ و افعَل بِهِ و افعَل،‏ فَقالَ لَهُ مِن ذَلِکَ ما شاءَ اللّٰه. قالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام: و کأنّی أنظُرُ إلى رَسولِ اللّٰه صلی الله علیه و اله شَيَّعَ عَليّاً علیه السلام عن مَسجِدِ الأحزابِ و عَلیٌّ علیه السلام عَلى فَرَسٍ أشقَرَ مَهلوبٍ‏۴ و هوَ يوصيهِ. قالَ: فَسارَ فَتَوَجَّهُ نَحوَ العِراقِ حَتّى ظَنّوا أنَّهُ يُريدُ

1.. الأشب: كثرة الشجر حتّى لا يجاز فيه.

2.. سيف البحر: ساحله.

3.. لم أجده فيما يتعلّق به صلی الله علیه و اله و الظاهر أنّه منسوب الى الخطّ و هو خطّ عمان، أو الى الخُطّ ـ بالضمّ ـ و هو موضع بالبحرين.

4.. الأشقر: ما لونه يأخذ من الأحمر و الأصفر. و هلب ذنب الفرس: جزّه.


میراث قرآنی ابان بن تغلب(141ق)
154

مَسجِدی و هوَ فی جَماعَةٍ مِن أصحابِهِ إذ نَکَبَت عَنهُم جَماعَةٌ مِن كِلابِ أهلِ النّارِ يُريدونَ قَتلَهُ و قَتلَ مَن مَعَهُ، و لَستُ أشُكُّ أنَّكُم هُم. فَهَمَّ بِهِ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ، فَنَهَضَ عَلیُّ علیه السلام فَتَناوَلَ أثيابَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ و خِناقَه و جَلَدَ بِهِ الأرضَ، و وَضَعَ رِجلَهُ عَلى صَدرِهِ و قالَ: يا ابنَ صُهاکَ، لَولا كِتابٌ مِنَ اللّٰه سَبَقَ و عَهدٌ مِن رَسولِ اللّٰه، لأهرَقتُ دَمَکَ، أنتَ أقَلُّ صَبراً و أضعَفُ ناصِراً. ثُمَّ أقبَلَ عَلى أصحابِهِ و قالَ: انصَرِفوا يَرحَمُكُمُ اللّٰه، فَو اللّٰه إن رَفَعَ أحَدُهُم عَلَيكُم سَيفاً أو طَرَفاً لألحَقَنَّ آخِرَهُم بِأوَّلِهِم. فَنَکَسوا رُؤوسَهُم جَميعاً، ثُمَّ قالَ: و اللّٰه لأدخُلَنَّ هَذا المَسجِدَ کَما دَخَلَ أخَوایَ موسى و هارونَ، إذ قالَ لَهُ قَومُهُ: (فاذهَب أنتَ و رَبُّکَ فَقاتِلا إنّا هاهُنا قاعِدونَ)،۱ و اللّٰه لا أدخُلَنَّهُ إلّا لِزيارَةِ رَسولِ اللّٰه صلی الله علیه و اله أو لِقَضيَّةٍ أقضيها؛ فَإنَّهُ لا يَجوزُ لِحُجَّةِ اللّٰه و وَصیِّ رَسولِ اللّٰه صلی الله علیه و اله أن يَترُکَ مَن يَستَرشِدُهُ. ثُمَّ رَفَعَ رِجلَهُ عن صَدرِ عُمَرَ و رَکَلَهُ، و قالَ لَهُ: اذهَب، فَإنَّ للهِ فيکَ أمراً هوَ بالِغهُ.

قال أبان: قال الصادق جعفر بن محمّد علیه السلام: فَما دَخَلَهُ إلّا کَما قالَ علیه السلام، ثُمَّ خَرَجَ و أصحابُهُ و دَخَلَ أبو بَكرٍ و جَمعُهُ، ثُمَّ ارتَقى المِنبَرَ دونَ مَقامِ رَسولِ اللّٰه صلی الله علیه و اله بِدَرَجَةٍ، ثُمَّ حَمِدَ اللّٰه و أثنى عَلَيهِ، و ذَکَرَ النَّبیَّ صلی الله علیه و اله، فَقالَ فی الجَماعَةِ رَجُلٌ: کَيفَ يُصَلّیَ عَلَيهِ و قَد خالَفَ أمرَهُ الَّذی جاءَ مِنَ اللّٰه تَعالى! ثُمَّ بَدأ أبو بَكرٍ بِنَفسِهِ، فَساعَةَ ما ذَکَرَ نَفسَهُ انتَقَضَ عَلَيهِ عَقِبُهُ الَّذی لَدَغَهُ فيهِ الحَريشُ، فَقَصَّرَ قامَتَهُ، و أسبَلَ ثَوبَهُ عَلى عَقِبِهِ، و أوجَزَ فی کَلامِهِ، و نَزَلَ عَنِ المِنبَرِ، و أسرَعَ إلى مَنزِلِه يَستَقيمَ حالَهُ، فَتَبِعَهُ أبو ذَرٍّ مُسرِعاً، فَلَمّا دَخَلَ أبو بَكرٍ مَنزِلَهُ هَجَمَ عَلَيهِ و دَخَلَ خلفه، ثُمَّ قالَ لَهُ: يا أبا بَكرٍ، بِاللّٰهِ عَلَيکَ، هَل انتَقَضَ عَلَيکَ عَقِبِکَ الَّذی ضَرَبَکَ فيهِ الحَريشُ فی الغارِ و قالَ لَکَ رَسولُ اللّٰه صلی الله علیه و اله: وَيلَکَ لا تَحزَن فَقُلتَ: أخافُ المَوتَ، فَقالَ: لا تَموتَ إنَّما يَنتَقِضَ عَلَيکَ ساعَةَ تَنقُضَ عَهدی و تَظلُمَ وَصيّی؟ فَقالَ لَهُ أبو بَكرٍ: مِن أينَ لَکَ ذَلِکَ و ما كُنتَ مَعَنا فی الغارِ؟ فَقالَ: إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عَليٌّ علیه السلام، قالَ: اذهَب فَانظُر إلى أبی بَكرٍ، فَإنَّهُ يَبلُغَ إلى دارِهِ فَيَنتَقِضَ عَلَيهُ عَقِبُهُ الَّذی لَدَغَهُ فيهِ الحَريشُ، فَأتَيتُکَ کَما أخبَرَنی المَظلومُ الصّادِقُ. ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ و خَرَجَ أبو ذَرٍّ مُسرِعاً.۲

1.. سورۀ مائده، آيۀ ۲۴.

2.. البرهان، ج۲، ص۷۷۹ ـ ۷۸۱، ح۴۵۴۹، ذیل سورۀ توبه، آیۀ ۴۰.

  • نام منبع :
    میراث قرآنی ابان بن تغلب(141ق)
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد حسين مدني
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1394
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 20779
صفحه از 303
پرینت  ارسال به