الأسلَمیُّ؛ و مِن الأنصارِ: قَيسُ بنُ سَعدِ بنِ عُبادَةَ، و خُزَيمَةُ بنُ ثابِتٍ ذو الشَّهادَتَينِ، و سَهلُ بنُ حُنَيفٍ، و أبو الهَيثَمِ بنُ التَّيِّهانِ، و أُبَیُّ بنُ کَعبٍ، و أبو أيّوبَ الأنصاریُّ ـ و ساق الحديث ـ و إنّهُم استأذَنوا أميرَ المُؤمِنينَ علیه السلام فی إقامَةِ الحُجَّةِ عَلى أبی بَكرٍ، و إنَّ الحَقَّ لِعَلیٍّ دونَهُ، فَاحتَجَّ كُلُّ واحِدٍ مِنهُم عَلى أبی بَكرٍ مِمّا سَمِعَ مِن رَسولِ اللّٰه صلی الله علیه و اله فی إقامَةِ عَلیٍّ علیه السلام خَليفَةً مِن بَعدِهِ صلی الله علیه و اله.
و بَعدَ احتِجاجِ الاثنَی عَشَرَ عَلَيهِ قالَ أبو بَكرٍ: لَستُ بِخَيرِكُم، فَقالوا لَهُ: إن كُنتَ صادِقاً فَأنزِل عَنِ المِنبَرِ و لا تَعُد. فَنَزَلَ، فَقالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ: و اللّٰه ما أقَلناکَ و لا استَقَلناکَ. ثُمَّ أخَذَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ بيَدِ أبی بَكرٍ و انطَلَقَ بِهِ و النّاسُ قَد ثاروا عَلَيهِم، فَجاؤوا إلى مَنزِلِ أبی بَكرٍ.
هَذا ما جَرى لَهُم مِنَ الأُمورِ، حَيثُ صَعِدَ أبو بَكرٍ المِنبَرَ، و مَکَثَ أبو بَكرٍ فی مَنزِلِهِ ثَلاثَةَ أيّامٍ لَم يَظهَر إلى النّاسِ، فَلَمّا كانَ فی اليَومِ الرّابِعِ دَخَلَ عَلَيهِ عُمَرُ و قالَ: ما الَّذی يُقعِدُکَ؟ إنَّ أصلَعَ قُرَيشٍ قَد طَمِعَ فيها! فَقالَ أبو بَكرٍ: إلَيکَ عَنّی يا عُمَرُ، إنّی لَفی شُغُلٍ عَنها، أما رَأيتَ ما فَعَلَ بی النّاسُ؟ فَدَخَلَ عَلَيهِ عُثمانُ بنُ عَفّانَ فی ألفِ رَجُلٍ و قالَ: ما يُقعِدُكُم عَنها؟ و اللّٰه لَقَد طَمِعَت فيها بَنو هاشِمٍ! و جاءَ مُعاذُ بنُ جَبَلٍ فی ألفِ رَجُلٍ و قالَ: ما يُقعِدُكُم عَنها و قَد طَمِعَ أصلَعُ قُرَيشٍ فيها؟ و جاءَ سالِمُ مَولى حُذَيفَةَ فی ألفِ رَجُلٍ؛ و ما زالوا يَجتَمِعونَ حَتّى صاروا فی أربَعَةِ آلافِ رَجُلٍ، و جاؤوا شاهِرينَ أسيافَهُم يَقدُمُهُم عُمَرُ حَتّى تَوَسَّطوا مَسجِدَ رَسولِ اللّٰه صلی الله علیه و اله، و أميرُ المُؤمِنينَ علیه السلام فی نَفَرٍ مِن أصحابِهِ، فَقالَ عُمَرُ: يا أصحابَ عَلیٍّ، لَئِن تَکَلَّمَ اليَومَ أحَدٌ مِنكُم ما تَکَلَّمَ بِهِ بِالأمسِ لَناخُذَنَّ ما فيهِ عَيناهُ.
فَقامَ إلَيهِ خالِدُ بنُ سعيدِ بنِ العاصِ الأُمَویُّ فَقالَ: يا بنَ الخَطّابِ، أبِأسيافِكُم تُهَدِّدونَنا و أسيافُنا أحَدُّ مِنها، و مِنها ذو الفَقارِ؟! و بِجَمعِكُم تُفزِعونا و بِقَتلِنا؟ و اللّٰه مَدَحَنا و ذَمَّكُم، و فينا مَن هوَ أكبَرُ مِنكُم: حُجُّةُ اللّٰه و وَصیُّ رَسولِ اللّٰه؟! و لَولا أنَّی أُمِرتُ بِطاعَةِ إمامی لَشَهَرتُ سَيفی و جاهَدتُكُم فی سَبيلِ اللّٰه، و قَد قالَ اللّٰه تَعالى: (کَم مِن فِئَةٍ قَليلَةٍ غَلَبَت فِئَةً کَثيرَةً بِإذنِ اللّٰه و اللّٰه مَعَ الصّابِرينَ)،۱ فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ علیه السلام: شَکَرَ اللّٰه مَقامَکَ.
ثُمَّ قالَ سَلمانُ: اللّٰه أكبَرُ، سَمِعتُ رَسولَ اللّٰه صلی الله علیه و اله يَقولُ: بَينا أخی و ابنُ عَمّی فی