فی حالٍ بَعدَ حالٍ عِندَ سَدِّ النَّبی صلی الله علیه و الهأبوابَكُمُ الَّتی كانَت إلى المَسجِدِ، فَسَدَّها كُلَّها غَيرَ بابِهِ، و إيثارِهِ إيّاهُ بِکَريمَتِهِ فاطِمَةَ دونَ سائِرِ مَن خَطَبَها ألَيهِ مِنكُم، و قَولِهِ صلی الله علیه و اله: أنا مَدينَةُ العِلمِ و عَلیٌّ بابُها، فَمَن أرادَ الحِكمَةَ فَلْيَأْتِها مِن بابِها، و إنّكُم جَميعاً مُضطَرّونَ۱ فيما أشکَلَ عَلَيكُم مِن أُمورِ دينِكُم إلَيهِ، و هوَ مُستَغنٍ عن كُلِّ أحَدٍ مِنكُم، إلى ما لَهُ مِنَ السَّوابِقِ الَّتی لَيسَت لِأفضَلِكُم عِندَ نَفسِهِ، فَما بالُكُم تَحيدونَ عَنهُ و تَبتزّونَ عَليّاً حَقّه،۲ و تُؤثِرونَ الحَياةَ الدُّنيا عَلى الآخِرَةِ، بِئسَ لِلظّالِمينَ بَدَلاً، أعطوهُ ما جَعَلَهُ اللّٰه لَهُ و لا تَتَوَلَّوا عَنهُ مُدبِرينَ، و لا تَرتَدّوا عَلى أعقابِكُم فَتَنقَلِبوا خاسِرينَ.
ثُمَّ قامَ أُبَیُّ بنُ کَعبٍ فَقالَ: يا أبا بَكرٍ، لا تَجحَد حَقّاً جَعَلَهُ اللّٰه لِغَيرِکَ، وَ لا تَكُن أوَّلَ مَن عَصى رَسولَ اللّٰه صلی الله علیه و اله فی وَصيِّهِ و صَفيِّهِ، و صَدَفَ عن أمرِهِ، اردُدِ الحَقَّ إلى أهلِهِ تَسلَم، و لا تَتَمادَ فی غَيِّکَ فَتَندَمَ، و بادِرِ الإنابَةَ يَخِفَّ وِزرُکَ، و لاتُخَصِّص بِهَذا الأمرِ الَّذی لَم يَجعَلهُ اللّٰه لَکَ نَفسَکَ فَتَلقى وَبالَ عَمَلِکَ، فَعن قَليلٍ تُفارِقُ ما أنتَ فيهِ و تَصيرُ إلى رَبِّکَ فَيَسألُکَ عَمّا جَنَيتَ، و ما رَبُّکَ بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ.
ثُمَّ قامَ خُزَيمَةُ بنُ ثابِتٍ فَقالَ: أيُّها النّاسُ، ألَستُم تَعلَمونَ أنَّ رَسولَ اللّٰه صلی الله علیه و اله قَبِلَ شَهادَتی وَحدی و لَم يُرِد مَعی غَيری؟ قالوا: بَلى، قالَ: فَأشهَدُ أنّی سَمِعتُ رَسولَ اللّٰه صلی الله علیه و اله يَقولُ: أهلُ بَيتی يَفرُقونَ بَينَ الحَقِّ و الباطِلِ، و هُمُ الأئِمَّةُ الَّذينَ يُقتَدى بِهِم، و قَد قُلتُ ما عَلِمتُ و ما عَلى الرَّسولِ إلّا البَلاغُ المُبينُ.
ثُمَّ قامَ أبو الهَيثَمِ بنُ التَّيِّهانِ فَقالَ: و أنا أشهَدُ عَلى نَبيِّنا صلی الله علیه و اله أنَّهُ أقامَ عَليّاً يَعنی فی يَومِ غَديرِ خُمٍّ فَقالَتِ الأنصارُ: ما أقامَهُ إلّا لِلخِلافَةِ، و قالَ بَعضُهُم: ما أقامَهُ إلّا ليعلَمَ النّاسُ أنَّهُ مَولى مَن كانَ رَسولُ اللّٰه صلی الله علیه و اله مَولاهُ، و کَثُرَ الخَوضُ فی ذَلِکَ، فَبَعَثنا رِجالاً مِنّا إلى رَسولِ اللّٰه صلی الله علیه و اله فَسَأَلُوهُ عن ذَلِکَ فَقالَ: قولوا لَهُم: عَلیٌّ وَلیُّ المُؤمِنينَ بَعدی و أنصَحُ النّاسِ لِأُمَّتی، و قَد شَهِدتُ بِما حَضَرَنی، فَمَن شاءَ فَليُؤمِن و مَن شاءَ فَليَكفُر، إنَّ يَومَ الفَصلِ كانَ ميقاتاً.
ثُمَّ قامَ سَهلُ بنُ حُنَيفٍ فَحَمِدَ اللّٰه و أثنى عَلَيهِ و صَلّى عَلى النَّبیِّ مُحَمَّدٍ و آلِهِ، ثُمَّ قالَ: يا مَعاشِرَ قُرَيشٍ، اشهَدوا عَلَیَّ أنّی أشهَدُ عَلى رَسولِ اللّٰه و قَد رَأيتُهُ فی هَذا المَكانِ ـ يَعنی