آخَرونَ، کانَّهُم لَم يَسمَعوا اللّٰه تَبارَکَ و تَعالى: (تِلکَ الدّارُ الآخِرَةُ نَجعَلُها لِلَّذينَ لا يُريدونَ عُلوًّا فی الأرضِ و لا فَساداً و العاقِبَةُ لِلمُتَّقينَ)،^۱ بَلى و اللّٰه لَقَد سَمِعوا، و لَكِنِ احلَولَتِ الدُّنيا فی أعيُنِهِم و راقَهُم زِبرِجُها، و الَّذی فَلَقَ الحَبَّةَ و بَرَأَ النَّسَمَةَ لَو لا حُضورُ النّاصِرِ و قیام الحُجّةُ و ما أخَذَ اللّٰه تعالی عَلى العُلَماءِ أن لا يَقِرّوا عَلى كِظَّةِ ظالِمٍ و لا سَغَبِ مَظلومٍ، لألقَيتُ حَبلَها عَلى غارِبِها، و لَسَقَيتُ آخِرَها بِکأسِ أوَّلِها، و لألفَيتُم دُنياكُم أزهَدَ عِندی مِن عفطة عَنزٍ. قال: و ناوَلَهُ رَجُلٌ مِن أهلِ السَّوادِ كِتاباً فَقَطَعَ کَلامَهُ و تَناوَلَ الكِتابَ، فَقُلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ لَوِ اطَّرَدَتْ مَقالَتُکَ إلى حَيثُ بَلَغَت فَقالَ: هَيهاتَ هَيهاتَ يا ابنَ عَبّاسٍ، تِلکَ شِقشِقَةٌ هَدَرَت ثُمَّ قَرَّت. فَما أسَفتُ عَلى کَلامٍ قَطُّ کَأَسَفی عَلى کَلامِ أميرِ المُؤمِنينَ علیه السلامإذ لَم يَبلُغْ حَيثُ أرادَ.^۲

۴ / ۷ / ۲

حدیث المناشدة

۱۲۲. الدرّ النظیم: حدّث أبو المظفّر عبد الواحد بن حمد بن محمّد بن شيدة المُقرئ، قال: حدّثنا عبد الرزّاق بن عمر الطهرانی، قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن موسى الحافظ، قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبی دارم، قال: حدّثنا المنذر بن محمّد، قال: حدّثنی

۴ / ۷

احتجاج علی۷ بمناقبه

۴ / ۷ / ۱

الخطبة الشقشقیة

۱۲۱. معانی الأخبار: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانی رضی اللّٰه عنه، قال: حدّثنا عبد العزیز بن يحيى الجَلودی، قال: حدّثنا أبو عبد اللّٰه أحمد بن عمّار بن خالد، قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحِمّانی، قال: حدّثنا عيسى بن راشد عن علی بن خُزَيمة، عن عِكرِمة، عن ابن عبّاس، و حدّثنا محمّد بن علی ماجيلَوَيه، عن عمّه محمّد بن أبی القاسم، عن أحمد بن أبی عبد اللّٰه البرقی، عن أبيه، عن ابن أبی عُمَير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عِكرِمة، عن ابن عبّاس قال: ذَکَرتُ الخِلافَةَ عِندَ أميرِ المُؤمِنينَ عَلیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام، فَقالَ: و اللّٰه لَقَد تَقَمَّصَها أخو تَيمٍ و إنَّهُ لَيَعلَمُ أنَّ مَحَلّی مِنها مَحَلُّ القُطبِ مِنَ الرَّحى، يَنحَدِرُ عَنهُ السَّيلُ و لا يَرتقی إلَيه الطَّيرُ، فَسَدَلتُ دونَها ثَوباً، و طَوَيتُ عَنها کَشحاً، و طَفِقتُ أرتَئی بَينَ أن أصولَ بيدٍ جَذّاءَ أو أصبِرَ عَلى طَخيَةٍ عَمياءَ، يَشيبُ فيها الصَّغيرُ، و يَهرَمُ فيها الکَبيرُ، و يَكدَحُ فيها مُؤمِنٌ حَتّى يَلقى رَبَّهُ فَرأيتُ أنَّ الصَّبرَ عَلى هاتا أحجى، فَصَبَرتُ و فی العَینِ قَذًا، و فی الحَلقِ شَجًا، أرى تُراثینَهباً، حَتّى إذا مَضى الأوَّلُ لِسَبيلِهِ عَقَدَها لِأخی عَدِیٍّ بَعدَهُ، فَيا عَجَباً بَينا هوَ يَستَقيلُها فی حَياتِهِ إذ عَقَدَها لِآخَرَ بَعدَ وَفاتِهِ، فَصَيَّرَها و اللّٰهِ فی حَوزَةٍ خَشناءَ، يَخشُنُ مَسُّها، و يَغلُظُ کَلمُها، و يَكثُرُ العِثارُ فيها و الإِعتِذارُ مِنها، فَصاحِبُها کَراكِبِ الصَّعبَةِ، إن عَنَّفَ بِها حَرَنَ و إن أسلَسَ بِها غَسَقَ، فَمُنیَ النّاسُ بِتَلَوُّنٍ و اعتِراضٍ، و بَلوًى مَعَ هَنٍ و هُنَیٍّ، فَصَبَرتُ عَلى طولِ المُدَّةِ و شِدَّةِ المِحنَةِ، حَتّى إذا مَضى لِسَبيلِهِ جَعَلَها فی جماعَةٍ زَعَمَ أنّی مِنهُم، فَيا لِلَّهِ لهم و لِلشّورى! مَتى اعتَرَضَ الرَّيبُ فِیَّ مَعَ الأوَّلِ مِنهُم حَتّى صِرتُ أُقرَنُ بهَذِهِ النَّظائِرِ؟ فَمالَ رَجُلٌ بِضَبعِهِ، و أصغى آخَرُ لِصِهرِهِ، و قامَ ثالِثُ القَومِ نافِجاً حِضنَيهِ بَينَ نَثيلِهِ و مُعتَلَفِهِ، و قاموا مَعَهُ بَنو أميّهِ يَهضَمونَ مالَ اللّٰه هضمَ الإبِلِ نَبتَة الرَّبيعِ، حَتّى أُجهِزَ عَلَيهِ عَمَلُهُ، فَما راعَنی إلّا و النّاسُ إلَیَّ کَعُرفِ الضَّبُعِ قَدِ انثالوا عَلَیَّ مِن كُلِّ جانِبٍ، حَتّى لَقَد وُطِئَ الحَسَنانِ، وَ شُقَّ عِطفايَ، حَتّى إذا نَهَضتُ بِالأمرِ نَکَثَت طائِفَةٌ، و فَسَقَت أُخرى، و مَرَقَ