91
ميراث محدث اُرموي

الإعراب :

قوله : « فعلى الأطائب » متعلَّق بما بعده « فليبك » ، و الفاء في « فليبك » للسببية ، و الشرط محذوف ، أي فإذا كان الأمر كذلك ، إذ لم يُمتثل أمر النبي في عترته ، و اجتمعت الأمّة على مقتهم بالقتل و الأسر و التبعيد ، فيحق للباكي البكاء على هذا المصاب .
قوله : « فلتُذرف الدموعُ » بصيغة المجهول ، والدموع نائب الفاعل . و الظاهر أن « ذَرَف » متعدّ ، فإذا نسب إلى العين بصيغة المعلوم يقال : ذَرَفَتِ العينُ أي أسالت و صبَّت دمعها . و إذا نسب إلى الدمع فبصيغة المجهول .
قوله : « صالحٌ بعد صالحٍ » بدل من الأبناء لا عطف بيان ؛ لعدم المطابقة في التعريف .

البلاغة :

قوله : « أين الحسن و أين الحسين » .
اعلم أن الاستفهام حقيقته طلب الفهم ، و « أين » اسم استفهام وضعت للسؤال عن المكان ، و لكن كما أن الإخبار قد لا يُراد منه بيان فائدة الخبر أو لازمها ، بل يستعمل في مقام التحسر أو التوجع ـ كما قيل في قول زكريا : «رَبِّ إِنِّى وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّى وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا» ۱ غرضه التحسر من الشيخوخة و عدم الوارث ، و كذا فيما قالته امرأةُ عمران : «رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَآ أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَى» ۲ و أمثال ذلك ـ فكذلك الاستفهام لا يُستعمل دائما في المعنى الحقيقي ، فقد يُراد منه التقرير أو التوبيخ أو التهكم . و الظاهر أن المقام قد اُريد به التشجيع و الترغيب ؛ فإنّ الداعي في مقام الاستغاثة و الالتجاء باللّه تعالى في تعجيل فرج حجة العصر ، فغرضه من سؤال مكان الحسنين عليهماالسلامو الأئمة المظلومين تذكار مظلوميتهم و مصائبهم ؛ ليكون أرغب في تعجيل فرج المنتقِم .
قوله : « حَبَائل » استعير الحبائل للبدع و أقوال الكفر و النفاق ، بمشابهة أنها من صنائع الشيطان و مصائده ؛ ليصيد بها قلوب الضعفاء من المسلمين .
قوله : « أين بابُ اللّه » لمّا كان اللّه تعالى منزَّها عن العلائق الجسمانية ـ على ما هو مبرهَن في الكلام ـ فنسبة الباب أو الوجه لا بدّ أن يكون بضرب من التأويل ، فاستعير له الباب كما استعير له الوجه من باب الاستعارة التخييلية ، فتشبه ذاته الأقدس في النفس بالبيت أو بإنسان ذي وجه استعارة بالكناية ، و الغرض بيان مراتب أمير المؤمنين و عترته المعصومين سلام اللّه عليهم . و كما أنه لا يُؤتى البيت إلا من طريق الباب ، فلا يتيسر معرفة اللّه تعالى إلا ببياناتهم ، و لا يُتوجه إليه تعالى إلا بهم .

1. سورة مريم ، الآية ۴ .

2. سورة آل عمران ، الآية ۳۶ .


ميراث محدث اُرموي
90

الفصل الخامس [ من الدعاء ]

الدعاء :

۰.بسم اللّه الرحمن الرحيم
فَعَلَى الأطَائِبِ مِنْ أهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ ـ صَلَّى اللّه ُ عَلَيْهِمَا وَآلِهِمَا ـ فَلْيَبْكِ الْبَاكُوْنَ ، وَ إيَّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النَّادِبوُنَ ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرَفِ الدُّمُوعُ ، وَ لْيَصْرُخِ الصَّارِخُونَ ، وَ يَضِجَّ الضَّاجُّونَ ، وَ يَعِجَّ العَاجُّونَ .
أيْنَ الْحَسَنُ ، أيْنَ الحُسَيْنُ ، أيْنَ أبْنَاءُ الْحُسَيْنِ ، أيْنَ ۱ صَالِحٌ بَعْدَ صَالِحٍ ، وَ أيْنَ صَادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ ، وَ أيْنَ السَّبِيْلُ بَعْدَ السَّبِيْلِ ، أيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الخِيَرَةِ ، وَ أيْنَ الشُّمُوْسُ الطَّالِعَةُ ، أيْنَ الأقْمَارُ الْمُنِيْرَةُ ، أيْنَ الأنْجُمُ الزَّاهِرَةُ ، أيْنَ أعْلاَمُ الدِّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ ، أيْنَ بَقِيَّةُ اللّه ِ الَّتي لاَ تَخْلُو مِنَ العِتْرَةِ الهَادِيَةِ ، أيْنَ الْمُعَدُّ لِقَطْعِ دَابِرِ الظَّلَمَةِ ، أيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِءقَامَةِ الأمْتِ وَ العِوَجِ ، أيْنَ المُرْتَجَى لاِءزَالَةِ الجَوْرِ وَ العُدْوَانِ ، أيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْدِيْدِ الْفَرَائِضِ وَ السُّنَنِ ، أيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِءعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّرِيْعَةِ ، أيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِءحْيَاءِ الْكِتَابِ وَ حُدُوْدِهِ ، أيْنَ مُحْيِي مَعَالِمِ الدِّيْنِ وَ أهْلِهِ ، أيْنَ قَاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدِيْنَ ، أيْنَ هَادِمُ أبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفَاقِ ، أيْنَ مُبِيْدُ أهْلِ الفُسُوْقِ وَ العِصْيَانِ وَ الطُّغْيَانِ ، أيْنَ حَاصِدُ فُرُوْعِ الْغَيِّ وَ الشِّقَاقِ ، أيْنَ طَامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الْأهْوَاءِ ، أيْنَ قَاطِعُ حَبَائِلِ الكِذْبِ وَالاِفْتِرَاءِ ، أيْنَ مُبِيْدُ الْعُتَاةِ وَ المَرَدَةِ ، أيْنَ مُسْتَأصِلُ أهْلِ العِنَادِ وَ التَّضْلِيْلِ وَ الإلْحَادِ ، أيْنَ مُعِزُّ الأوْلِيَاءِ وَ مُذِلُّ الأعْدَاءِ ، أيْنَ جَامِعُ الكَلِمِ عَلَى التَّقْوَى ، أيْنَ بَابُ اللّه ِ الَّذي مِنْهُ يُؤْتَى ، أيْنَ وَجْهُ اللّه ِ الَّذي إلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الأوْلِيَاءُ ، أيْنَ السَّبَبُ المُتَّصِلُ بَيْنَ الأرْضِ وَ السَّمَاءِ ، أيْنَ صَاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ نَاشِرُ رَايَةِ الْهُدَى ، أيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاَحِ وَ الرِّضَا ، أيْنَ الطَّالِبُ بِذُحُوْلِ الأنْبِيَاءِ وَ أبْنَاءِ الأنْبِيَاءِ ، أَيْنَ الطَّالِبُ بِدَمِ المَقْتُولِ بِكَرْبَلاَ ، أيْنَ المَنْصُوْرُ عَلَى مَنِ اعْتَدَى عَلَيْهِ وَ افْتَرَى ، أيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذِي يُجَابُ إذَا دَعَى ، أيْنَ صَدْرُ الْخَلآئِقِ ذُو الْبِرِّ وَ التَّقْوَى ، أيْنَ ابْنُ النَّبِيِ الْمُصْطَفَى ، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى ، وَ ابْنُ خَدِيْجَةَ الْغَرَّاءِ ، وَ ابْنُ فَاطِمَةَ الكُبْرَى .

اللغة :

قوله : « فلتذرف الدموع » من ذَرَف العين ، من باب ضرب : إذا سال دمعها .
قوله : « و ليصرخ » بالخاء المعجمة ، من باب نصر : من الصَّرْخة بمعنى الصيحة و الاستغاثة .
قوله : « و يَعِجَّ » بالجيم من باب ضرب ، من عَجَّ عَجيحا : أي رفع صوته بالتلبية .
قوله : « لإقامة الأمْت » الأمْت كالسَّمْت : الارتفاع كالتلّ الصغير أو الهبوط .
« القاصم » من القَصْم بالقاف ، بمعنى كسر الشيء بصوت ، كما أن « الفَصْم » بالفاء : القطع لا بصوت ، و لذا قالوا : إن الفرق بينهما كالفرق بين فائهما .
قوله : « مُبِيْد » من أباد بمعنى : أهلك .
« حاصد » من حَصْد النبات : أي قطعه .
« الحبائل » جمع حِبَالة ـ بالكسر ـ : ما يُصاد به الشيء .
« العُتَاة » جمع العاتي ، من العتوّ بمعنى : التمرد .
قوله : « بذحول الأنبياء » الذحول جمع ذحل ـ بالذال المعجمة و الحاء المهملة ـ بمعنى : الثأر .

1. لم يوجد «أين» في ما نقله المحدث القمي في هدية الزائرين ، و كذلك المورد الآتي .

  • نام منبع :
    ميراث محدث اُرموي
    سایر پدیدآورندگان :
    به اهتمام: سید جعفر حسینی اشکوری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2978
صفحه از 384
پرینت  ارسال به